مقالات رأي

خالد الخضيري يكتب” عودة إلى المدرجات ولكن أين ذهبت روح الكرة؟”

 

 

بعد غيابٍ دام خمس سنوات عن ملاعب الحواري في جدة، حملتني الذكريات والشوق للعودة مجددًا إلى حيث بدأت الحكايات، وتكوّنت الموهبة، وتفتحت فينا حكايات الشغف. دخلت الملعب اليوم متلهفًا لرؤية تلك الروح التي لطالما ميّزت ملاعب الحواري عن غيرها، روح الحماس، الفكر الكروي، والمهارة الصافية التي لا تُدرَّس في الأكاديميات.

 

لكن للأسف، وجدت أمامي مشهدًا مختلفًا، باهت الملامح، لا يشبه ما كان. غابت الخطط، غابت الرؤية داخل الملعب، وحتى أساسيات كرة القدم لم تعد حاضرة كما كانت. صار اللاعب لا يفكر كثيرًا قبل أن يمرّر أو يسدد، وكأن الهدف الوحيد هو التخلص من الكرة بأي طريقة، دون اكتراث لاتجاهها أو فائدتها.

 

أين هي تلك اللمسة السحرية التي كانت تحكي قصة كل لاعب؟ أين هو التفاهم بين الخطوط؟ أين هي لحظات الإبداع التي كانت تخلق المتعة؟ يبدو أن ملاعب الحواري فقدت شيئًا كبيرًا: “الفكر الكروي”.

 

قد يكون السبب غياب القدوات، أو تراجع روح التدريب والتوجيه، أو حتى ضغط وسائل التواصل التي جعلت البعض يهتم بالمظاهر أكثر من الجوهر. ولكن، يبقى الأمل قائمًا. فهذه الحواري أنجبت نجومًا، وكانت يومًا ما معملًا للموهبة الصافية. كل ما تحتاجه الآن هو أن تعود الروح، وأن نُعيد الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة التي تصنع لاعبًا كبيرًا.

 

عودتي اليوم كانت مؤلمة أكثر مما توقعت، لكنها أيضًا أيقظت بداخلي رغبة في أن أرى هذه الملاعب كما عهدتها: منصّة للإبداع، ومدرسة للفكر الكروي الحقيقي.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com