مالك الإبل فهد الراشد التميمي: مهرجان الملك عبدالعزيز عزز القيمة الثقافية والاقتصادية للإبل

الكأس – عثمان الشلاش

أكد مالك الإبل فهد بن راشد الحجيلان التميمي أن اهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين – حفظها الله – بالإبل ينطلق من رعايتها لواحد من أهم مكونات الثقافة السعودية ولكون الإبل جزء أصيل من الهوية الثقافية والتراثية للمملكة العربية السعودية، موضحا أن إطلاق السعودية على عام 2024م , اسم “عام الإبل” تأكيد على المكانة التي تحظى بها الإبل في نفوس السعوديين وإشارة إلى أهميتها في حياة المجتمع السعودي.

وفي لقاء خاص أجرته صحيفة “الكأس” مع مالك الإبل فهد الراشد أوضح من خلاله أن الإبل تلعب دورا اقتصاديا بالغ الأهمية كونها تشكل قيمة سوقية عالية مما ساهم في تعزيز النمو الاقتصادي في المملكة العربية السعودية، مشيرا إلى أن هذا الحراك الاقتصادي الحيوي لم يتأتى إلا من خلال ما يلقاه ملاك الإبل من اهتمام كبير من لدن حكومة المملكة وإنشائها العديد من المنصات الخاصة بالإبل وفي مقدمتها مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل الذي مكن ملاك الإبل من عرض أرقى سلالات الإبل للزوار والمستثمرين من داخل المملكة وخارجها.

وأثناء زيارتنا لمالك الإبل فهد الراشد في “مراح” الإبل الكائن في بطين السبعان بمنطقة حائل وجدنا مجموعة من ملاك الإبل في ضيافته على طعام العشاء في مساء تحفه القصائد النبطية والقصص الشعبية يقضون مساءهم في أجواء ماتعة تبعث السعادة والسرور في نفوس الضيوف، ومواصلة لحديث مالك الإبل فهد الراشد أوضح أنه ورث محبة الإبل من الآباء والأجداد حيث كانوا يمتلكونها إما “سواني” يستخرجون بها الماء من أعماق الأرض أو “منايح” ينتفعون من حليبها. وأضاف أن الإبل تكسب صاحبها الثقة والعطاء والصبر والتحمل والأخلاق الحميدة وسعة الصدر.

وأشار الراشد إلى أن منطقة حائل تعد من أهم المناطق الرعوية في المملكة العربية السعودية ، ويساعدها في ذلك تنوع تضاريسها والتي تشمل الجبال والسهول والأودية التي تساعد على توفير المراعي الطبيعية للحيوانات، مما يعزز وجود نظام غذائي طبيعي ومتنوع يساهم في رعاية صحة الماشية ونموها , كما يقلل الرعي من تكاليف تغذية الماشية مقارنةً بالتغذية في الحظائر.

وبين الراشد أن ملاك الإبل في كل وجهة يحرصون على الاجتماع أوقات المساء يتسامرون ويمضون أوقات الليل بالسمر وتجاذب أحاديث الرجال التي تضيف لهم ولأبنائهم مزيدا من صفات الرجال الحميدة.

وفي ختام حديثه رفع مالك الإبل فهد الراشد شكره وعرفانه لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز نظير اهتمامهما بموروث الإبل وإقامة العديد من المسابقات والملتقيات الخاصة بها.

وعن أسرة الراشد التي ينتسب إليها مالك الإبل فهد بن راشد فهي تنحدر من فرع الحجيلان من الحمران من بني عمرو من قبيلة بني تميم , انتقل جدهم “راشد” من بلدة قصير غضور إلى بلدة المستجدة والمعدودة واحدة من أهم محطات قوافل الحجيج في ذلك الزمان في منطقة حائل , واكتسب جدهم “راشد” لقب “مزهب الحجيج” نظير ما يقدمه من ضيافة وخدمة للحجيج وتجهيز رواحلهم تيسيرا لهم على أداء فريضة الحج , مبتغيا بذلك وجه الله.

وتعد أسرة الراشد من الأسر المشهود لها بالكرم , وأورد فيها العديد من الشعراء قصائد مدح وثناء , ومن ذلك ما قاله الشاعر دبيس بن مهلهل الشمري في مدح الراحل الكريم فهد بن راشد التميمي المكنى بأبي لافي:
يا من يوصل كلمتينٍ خفافي
مدحٍ لابن راشد فهد له مقامين

الله يبيض شاربك يا بو لافي
أبيض من الشاش المكرم عن الشين

تستاهل أشكل يا خصاب المجافي
يا قاضي الحاجة على القسو واللين

وقصيدة أخرى في مدح أسرة الراشد للشاعر عبدالرحمن الحمد , ومنها:
عاداتكم تسمو من العز تمجيد
ومقرّكم شامخ بروس المراقيب

وميقافكم يعرف مع القاع والبيد
ياما خذيتوها بكل المطاليب

أما الشاعر زيد آل غنام صاغ قصيدة في مدح مالك الإبل فهد الراشد التميمي , ومنها:
تسلم يا بو خالد على ما تسوي
وما تبذله من جهد يذكر ومشكور
وليا فعلت أفعال مثلك تدوي
مجالها موروث ما عنه مذخور