مؤسسة نادي الاتحاد الغير ربحية.. ختام موسم 2024–2025: الانتماء الذي يتجاوز المدرجات

الكأس – عبدالله الينبعاوي
في موسم طغت عليه مشاعر الولاء والإرث العريق والرؤية العميقة لروابط أقوى مع المجتمع، أثبتت مؤسسة نادي الاتحاد الغير ربحية أن النادي يمكن أن يكون أكثر من مجرد فريق… يمكن أن يكون عائلة، ومجتمعًا، وإرثًا مشتركًا بين الآلاف. وفي قلب هذه الرؤية الأعضاء أنفسهم. “هذا الموسم، فتحنا أبوابًا جديدة لأعضاء نادي الاتحاد وعائلاتهم ليتواصلوا بشكل أعمق مع ناديهم. من زيارات حصرية لمقر تدريبات الفريق إلى لحظات لا تُنسى بجانب الكؤوس الذهبية، حرصنا على أن يكون الأعضاء جزءًا من القصة، وقد تحققت هذه المبادرات بفضل الرؤية المشتركة بين مجلس إدارة النادي والمنظمة غير الربحية، وبتناغم كامل. معًا، أكدنا أن الاتحاد ليس مجرد نادٍ… بل عائلة توحدها اللحظات التاريخية.” حسب ما قالت لنا : السيدة دانية المعينا، الرئيس التنفيذي لمؤسسة أعضاء نادي الاتحاد الغير ربحية في نادي الاتحاد.
حيث يتحول الأعضاء إلى عائلة: القلب النابض للمؤسسة
كان موسم 2024–2025 بمثابة وعد قطعه نادي الاتحاد لأعضائه: أن يشعر كل عضو — سواء كان مشجعًا قديمًا أو منضمًا حديثًا — بأنه مرئي ومُقدّر وجزء من شيء أكبر من مجرد تشجيع. برنامج العضوية هذا العام لم يزدهر فقط بالأرقام — التي قاربت 7,000 عضو اتحادي مخلص — بل نما أيضًا من حيث العمق والجودة والمعنى.
فتح النادي أبوابه — وقلبه — أمام أعضائه بطريقة غير مسبوقة. تمت دعوة العائلات لحضور فعاليات كانت حكرًا على اللاعبين والإدارة: زيارات حصرية لمقر تدريبات الفريق الأول، جولات خلف الكواليس تبعث الأمل في نفوس الصغار، ولحظات وقوف بجانب الكؤوس الذهبية لالتقاط الصور التذكارية.
لكن هذه لم تكن مجرد لقطات عابرة — بل مبادرات مُصممة بعناية لبناء روابط حقيقية بين النادي وجمهوره الأكثر إخلاصًا. من السحوبات على تذاكر المباريات المجانية، وأولوية الحجز للتذاكر الموسمية، والهدايا والخصومات في المتجر الرسمي، وصولًا إلى الفرص الذهبية للأطفال لمرافقة نجومهم إلى أرض الملعب — كل ميزة بُنيت لتقول لهم: أنتم هنا، أنتم جزء من حكايتنا.
وامتد الأثر خارج أسوار النادي. أصبحت العضوية بوابة لتجارب لا تُقدّر بثمن — لقاءات خاصة مع اللاعبين، امتيازات حصرية تجعل ارتداء الألوان الذهبية والسوداء مصدر فخر يومي، وإتاحة لحظات لا تنسى يعيشها العضو مع عائلته. كانت دعوة مفتوحة ليشعر المشجعون بروح الاتحاد ليس فقط يوم المباراة، بل في كل يوم.
الأجمل من ذلك أن فريق العضويات عمل جنبًا إلى جنب مع مجلس إدارة النادي لضمان أن تكون هذه المبادرات مستدامة وهادفة وشاملة — لتلائم العائلات، والأطفال، والجماهير الأوفياء، وحتى أصغر النمور في المستقبل. لم يكن الهدف بيع بطاقات عضوية؛ بل بناء الثقة، ومكافأة الولاء، وصناعة قصص يتناقلها الاتحاديون جيلًا بعد جيل.
•المشاركة المجتمعية وتوثيق تاريخ النادي: إرثٌ يُحتفل به
امتدت جهود المؤسسة هذا الموسم لتفعيل المناسبات الوطنية والرياضية والتاريخية. تميّزت الأمسية الكبرى «العمادة والريادة» التي جمعت نادي الاتحاد مع نادي شيفيلد — أقدم نادٍ كروي في العالم — ليصبح الاتحاد أول نادٍ سعودي يحتفي بهذه الشراكة في حفل ضخم بمسرح عبادي الجوهر (بنش مارك)، حضره أكثر من 4000 زائر.
تضمن الحفل متحفًا مصاحبًا يعرض صور وإنجازات النادي وكؤوسه التاريخية، إضافة إلى تكريم الرؤساء السابقين أو من يمثلهم في «ليلة وفاء» خلال مباراة الدوري (الاتحاد × القادسية).
كما كرّمت المؤسسة أساطير النادي مثل الكابتن عبدالله بكر، وسعيد غراب، ومحمد نور، وأحمد جميل في مناسبات مختلفة وسط حضور جماهيري غفير. ولم يقتصر الأمر على التكريم فقط، بل تم العمل على إنتاج فيديو وثائقي يوثق الرموز الذهبية، إلى جانب الحضور الرسمي في الفعاليات الرياضية واستقبال أصحاب السمو والمعالي.
“كان هذا الموسم نقلة تاريخية لنادي الاتحاد، ليس فقط بكونه أول نادٍ سعودي يُعترف به من قبل أقدم نادٍ كروي في العالم، بل بتأكيد إرثه العريق كمؤسس ورائد لكرة القدم في المنطقة. التفاعل الكبير الذي تلقيناه بعد تسليط الضوء على تاريخنا العريق أثبت مدى ارتباط جماهيرنا بجذور ناديهم. ومن خلال عروض كورفا قولد المذهلة، من التيفو إلى الرسائل المؤثرة، لم نكتفِ بالاحتفال بالماضي، بل أحييناه في المدرجات. اليوم، أصبح الاتحاد في طليعة الأندية على مستوى الشرق الأوسط في ثقافة التشجيع الجماهيري، ونحن فخورون بمواصلة هذه المسيرة .” الأستاذ عبدالقادر العمودي، عضو مجلس إدارة مؤسسة نادي الاتحاد الغير ربحية .
•أثر يتجاوز الملاعب: المسؤولية الاجتماعية
بروح التطوير والتوسع، نفذت إدارة المسؤولية الاجتماعية في النادي 42 مبادرة محلية، شملت حملات وطنية مثل «منصة جود» ومؤتمر COP16 لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر في الرياض، وبرامج لبناء القدرات البشرية، وتحقيق الاستدامة البيئية، وتعزيز الشراكات مع القطاع الحكومي وغير الربحي.
امتد الأثر ليشمل أكثر من 71,200 مستفيد، بدعم فاعل من 352 متطوعًا سُجلوا في منصة المركز الوطني للتطوع. أتيحت لهؤلاء المستفيدين فرصٌ للقاء نجوم كرة القدم والسلة، والمشاركة في لحظات استثنائية داخل النادي، بما يعزز جودة الحياة ويصنع أثرًا مستدامًا.
كما واصلت المؤسسة التوسع عالميًا عبر مبادرتين دوليتين في مخيم الزعتري بالتعاون مع اتحاد كرة القدم ومركز الملك سلمان للإغاثة وعدد من الأندية السعودية. واللافت أن جهود الرعاة والجماهير أسهمت في جمع حوالي 1,129,65 ريال لدعم المساعدات والحملات الرمضانية بالشراكة مع الجهات المرخصة.
•كورفا قولد: نبض المدرجات
و بدعم مباشر من رئاسة المؤسسة، حققت رابطة كورفا قولد هذا الموسم حضورًا مذهلًا في المشهدين المحلي والعالمي.
نفذت الرابطة أكثر من 10 تيفوهات (لوحات فنية) في مباريات متنوعة، حملت رسائل مدروسة بــ3 لغات (العربية، الإنجليزية، الفرنسية، واللاتينية)، عكست الهوية والانتماء والروح الجماعية للاتحاد.
تميزت الرابطة بإنتاج أغانٍ وهتافات جديدة، وتحويل ثقافة التشجيع إلى مدرسة حقيقية؛ حيث تم تدريب جيل جديد من المشجعين المبدعين، وإنشاء قاعدة بيانات تشمل عدد الأعضاء وتفاصيلهم، إلى جانب عقد ورش عمل لرفع الكفاءة وتشجيع ذوي الهمم على المشاركة بهدف تعزيز اندماجهم وتحسين صحتهم.
وشهدت مشاركات التيفوهات مساهمة 3,352 عضوًا، وحضور 808 أعضاء في 5 مناسبات مع المنتخب السعودي، بينما بلغ إجمالي حضور الكورفا قولد هذا الموسم 42,980 عضوًا — أرقام تثبت أن روح الاتحاد باقية ومتجددة.
•وعد مُنجَز وإرث مُتَجدّد
مع ختام هذا الموسم الاستثنائي، تثبت مؤسسة نادي الاتحاد الغير ربحية أن الأعضاء هم القلب الحقيقي للنادي: هم القصة التي تكبر، والإرث الذي يستمر، والحلم الذي لا ينطفئ. سبعة آلاف عضو… آلاف الحكايات القادمة… هكذا طوى الاتحاد موسمًا ذهبيًا، امتد فيه الشغف من المدرجات إلى قلب كل بيت اتحادي. أرقام الأعضاء، قصص التبرعات، إنجازات التوثيق، وامتداد الأثر الاجتماعي كلها تثبت أن الاتحاد سيبقى مدرسة وفاءٍ للأجيال.
وكل ذلك لأن الاتحاد سيظل دائمًا أكثر من مجرد نادٍ — إنه المكان الذي يجد فيه كل اتحادي مكانًا للانتماء.