ألعاب مختلفة

الجوادي يصنع التاريخ بثنائية ذهبية في بطولة العالم للسباحة

 

 

الكأس – وائل فطوش

دوّن السباح التونسي أحمد الجوادي اسمه بحروف من ذهب في تاريخ السباحة العالمية، بعدما حصد ثنائية ذهبية في سباقي 800 و1500 متر حرة في بطولة العالم التي أُقيمت في سنغافورة، ليؤكد مكانته كأحد أبرز أبطال العرب على الساحة الدولية.
فيما كشف وسيم جابر، مدرب الجوادي وقائد فريق عمله في تصريحات خاصة لصحيفة الكأس، تفاصيل التحضيرات المكثفة التي سبقت هذا الإنجاز، مشيرًا إلى أن الاستعدادات قُسّمت إلى فترتين أساسيتين امتدتا على مدار عام كامل.

وأوضح أن الفترة الأولى انطلقت من سبتمبر إلى ديسمبر 2024، وشهدت تتويج الجوادي بذهبية 1500 متر وبرونزية 800 متر حرة في بطولة العالم للمسابح القصيرة (25 متر) في بودابست. ثم تلتها فترة راحة قصيرة في تونس، قبل أن يُستأنف التحضير من يناير حتى يوليو 2025، وهي المرحلة التي توّجت بملحمة سنغافورة.

وأكد جابر أن هذه المرحلة الثانية من التحضيرات كانت شاقة ومكثفة، خاضها الجوادي تحت إشراف المدرب الفرنسي الشهير فيليب لوكا، في مركز التدريبات بمدينة مارتيق جنوب فرنسا، وتخللتها معسكرات ومسابقات دولية، أبرزها بطولة فرنسا، ملتقى ستوكهولم، ومرحلتان من سلسلة سباقات “الماري نوستروم” في برشلونة وكان.

وأضاف أن هذا النجاح لم يكن ليتحقق لولا تضافر جهود عدة جهات، بدءًا من سلطة الإشراف التي قدّمت الدعم المادي والمعنوي، مرورًا بالاتحاد التونسي للسباحة والمدرب الفرنسي وفريق العمل متعدد التخصصات، وصولًا إلى دعم العائلة التي كانت السند الأول والأخير منذ انطلاقة المسيرة.

وتطرق جابر إلى جانب التحضير الذهني، مؤكدًا أن الجوادي تم عزله بالكامل عن أي مؤثرات خارجية قبل أسبوعين من انطلاق البطولة. وقال: “اقتصر التواصل معه على أخصائي العلاج الطبيعي أحمد بن ضو، والبروفيسور علي القرمازي المتواجد في سنغافورة، لضمان تركيزه الكامل على السباقات”، مشيرًا إلى أن هذا الانضباط الذهني لعب دورًا جوهريًا في حسم سباق 800 متر لصالحه بفارق كبير.

أما بين السباقين، فكشف جابر عن قرار مصيري اتخذه الفريق الفني والطبي بعد نقاشات مكثفة، تمثل في إلغاء الحصص التدريبية المبرمجة بين السباقين، ومنح الجوادي راحة تامة تشمل جلسات استشفاء وعلاج طبيعي، وتمارين إطالة خفيفة، مع برنامج غذائي دقيق، وأجواء هادئة بعيدة عن الضغوط.

وأوضح أن هذا القرار لم يكن عشوائيًا، بل جاء بعد مراقبة دقيقة لحالة الجوادي البدنية والنفسية، لافتًا إلى أن الفريق أدرك أن أي مجهود إضافي قد يُضعف من فرصه في السباق الأصعب. وتابع: “النتيجة كانت مذهلة، الجوادي دخل سباق 1500 متر في أفضل حالاته، وتمكّن من حصد ذهبية ثانية تُعد الأهم في مسيرته حتى الآن”.

وختم جابر تصريحه بالتأكيد على أن هذا الإنجاز لم يكن لحظة عابرة، بل ثمرة عمل جماعي متكامل امتد لأشهر طويلة، مشيرًا إلى أن ما حققه أحمد الجوادي في سنغافورة هو بداية لمسار عالمي واعد لسباح عربي أثبت جدارته على أعلى المستويات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com