أسود الرافدين بين الحلم والتحدي: حسن كمال يتحدث عن الملحق الآسيوي

الكأس – وائل فطوش
تتجه أنظار الجماهير العراقية والعربية خلال الأيام المقبلة نحو مدينة جدة، حيث تُقام مباريات الملحق الآسيوي المؤهل إلى نهائيات كأس العالم. هذا الحدث الكروي المرتقب يُمثل محطة مفصلية في رحلة “أسود الرافدين” نحو العودة مجدداً إلى الواجهة العالمية، بعد سنوات طويلة من الغياب عن المحفل الكروي الأكبر.
وفي أجواء يخيّم عليها الترقب والحماسة، أجرينا حواراً خاصاً مع نجم الكرة العراقية السابق حسن كمال، أحد الأسماء التي عايشت أجواء المنافسات القارية، ليقدّم رؤيته حول حظوظ المنتخب العراقي، ومدى جاهزيته لعبور هذا التحدي الصعب، فضلاً عن تقييمه للعمل الفني للمدربين الذين تعاقبوا على قيادة الفريق، وملاحظاته حول أبرز المنافسين الذين سيصطدم بهم العراق في طريقه إلى كأس العالم.
بواقعية كبيرة بدأ الكابتن حسن كمال حديثه، حيث رفض أن يُجمّل الصورة أو يُعطي وعوداً سهلة للجماهير، وقال بوضوح:”سأكون مجاملاً إن قلت إن المهمة سهلة، فهي في غاية الصعوبة، لكن في الوقت نفسه ليست مستحيلة على الإطلاق. الأمر يعتمد على التحضير النفسي والذهني والبدني، فهذه العناصر الثلاثة تشكل الركائز الأساسية لأي فريق يطمح إلى تجاوز مباريات مصيرية بحجم الملحق.”
وأوضح كمال أن مباريات الملحق لا تُحسم بالمهارة الفنية وحدها، بل يدخل في حساباتها الحظ والعزيمة والانضباط التكتيكي، مؤكداً أن المنتخب العراقي يمتلك الرغبة الصادقة في التواجد بين الكبار في كأس العالم. وأضاف:”كل شيء في جدة سيكون منافساً لنا، حتى الجمهور وأرض الملعب، لذلك يجب أن يتوحّد الهدف داخل غرفة الملابس وخارجها، وهو الفوز فقط، بلا أي حسابات جانبية.”
وعن الاستعدادات التي خاضها المنتخب قبل الدخول في أجواء الملحق، يرى كمال أن ما تحقق حتى الآن لا يرقى إلى مستوى الطموح الجماهيري، لكنه في الوقت ذاته قدّم مؤشرات أولية للمدرب الأسترالي أرنولد، موضحاً:”بطولة كأس ملك تايلند كانت بمثابة بروفة لتجريب التشكيلة والبحث عن أسلوب لعب يتناسب مع الأدوات المتاحة. صحيح أنها لم تكن مباريات ذات طابع قوي أو ذات جودة عالية، لكنها ساعدت المدرب على رسم صورة أوضح قبل الدخول إلى أجواء الملحق الحاسمة.”
وبالحديث عن المنافسين، أشار كمال إلى أن كل مباراة في الملحق تحمل صعوبتها الخاصة، إذ إن جميع المنتخبات ستدخل بهدف وحيد وهو خطف بطاقة التأهل. لكنه استدرك قائلاً:”أرى أن مواجهة المنتخب السعودي ستكون الأصعب، ليس فقط لأنه منتخب قوي، بل لأنه سيخوض اللقاء على أرضه وبين جمهوره. مثل هذه الأجواء تضاعف التحديات، وقد تتحول إلى ضغط إضافي على اللاعبين.”
في المقابل، أبدى نجم الكرة العراقية السابق ارتياحه لحالة اللاعبين الحالية، مؤكداً أنهم يعيشون أفضل ظروفهم البدنية والذهنية منذ فترة طويلة: “المنتخب يضم أسماء قادرة على تشكيل أكثر من فريق، وهذا بحد ذاته نقطة قوة. هناك دعم متواصل من الدولة والجمهور، والأجواء تبدو مثالية. يبقى فقط أن ينجح الجهاز الفني في اختيار التشكيلة الأمثل والحفاظ على الاستقرار الفني.”
وعند الحديث عن المدرب الأسترالي أرنولد، أثنى كمال على طريقة عمله وانسجامه مع اللاعبين:”أرنولد يملك تاريخاً محترماً وخبرة واسعة، ونجح في وقت قصير في الاندماج مع المجتمع العراقي والتأقلم مع عقلية اللاعب. الأهم أن اللاعبين أنفسهم انسجموا مع خططه وأسلوبه، وهذا ما يصنع الفارق في مثل هذه المحطات الحساسة.”
المقارنة مع المدرب السابق خيسوس كاساس كانت حاضرة بقوة في حديث كمال، الذي لم يُخفِ انتقاده الصريح للتجربة السابقة، قائلاً:”لا يمكن أن نقارن بين أرنولد وكاساس، فالفارق شاسع جداً. أرنولد مدرب متمرس، بينما كاساس لم يكن مدرباً من الأساس، بل مجرد محلل. لقد جرب أكثر من 110 لاعبين ولم يستقر على تشكيلة أو أسلوب واضح، وترك المنتخب في حالة فوضى. ما يفعله أرنولد اليوم هو محاولة إصلاح هذا الخراب في وقت قصير.”
وأضاف أن بقاء كاساس لفترة طويلة جاء نتيجة إصرار الاتحاد، وخصوصاً رئيسه عدنان درجال، مؤكداً أن تلك المرحلة هي التي أدخلت المنتخب في وضع حرج وصعب.
واختتم حسن كمال حديثه برسالة صادقة إلى الجماهير العراقية التي تترقب بشغف هذه المرحلة:”رسالتي واضحة: الدعم ولا شيء غير الدعم. على الجمهور أن يقف خلف المنتخب في هذه اللحظة المصيرية، لأن صوت المدرجات هو الوقود الذي يمنح اللاعبين الطاقة والثقة في مثل هذه المواجهات.”