الأخضر الشاب.. فخر المستقبل ينتظر الدعم في نهائي خليجي الشباب

الكأس- عبدالله العبيدي
في رحلة ملهمة جسدت الروح السعودية الطامحة للإنجاز، واصل منتخبنا الوطني السعودي تحت 19 عامًا كتابة فصول جديدة من النجاح في بطولة كأس الخليج للشباب، بعدما تجاوز كل العقبات ووصل إلى المباراة النهائية لمواجهة المنتخب اليمني الذي حجز بطاقته بعد فوزه على عُمان بثنائية نظيفة.
دخل الأخضر الشاب البطولة بشغف التتويج ورغبة في تأكيد مكانته كقوة ثابتة في كرة القدم الخليجية. في دور المجموعات، تمكن من تجاوز اليمن في افتتاح مشواره بهدف نظيف، ثم تعادل أمام الكويت في مباراة صعبة شهدت صمودًا ذهنيًا حتى النهاية، قبل أن يختتم المجموعة بانتصار مهم على قطر بهدفين دون رد، ليتصدر مجموعته عن جدارة.
وفي نصف النهائي، اصطدم الأخضر بخصم تقليدي قوي هو المنتخب العراقي، في مباراة مثيرة لم تهدأ دقائقها. تقدم عبدالعزيز الشمري مبكرًا، ثم عاد العراق للتعادل، قبل أن يكتب صهيب الهوساوي لحظة الفرح بهدف قاتل في الدقيقة 96، وضع به الأخضر في قلب النهائي، ليواصل مشوارًا يليق بتاريخه وطموحاته.
ما قدمه لاعبو الأخضر حتى الآن في البطولة الخليجية لا يعد مجرد نتائج على الورق، بل هو انعكاس لروح جماعية، وانضباط تكتيكي، وشجاعة في مواجهة الظروف. هذا المنتخب يضم وجوهًا شابة تحمل ملامح مستقبل الكرة السعودية، لاعبين يثبتون يومًا بعد يوم أن الاستثمار في الفئات السنية ليس ترفًا، بل ركيزة أساسية لصناعة جيل قادر على حمل الراية في البطولات القارية والعالمية.
أسماء مثل عبدالعزيز الشمري، صهيب الهوساوي، وبقية الكتيبة الخضراء، باتت اليوم محط أنظار الجماهير، وكتبت بحروف من ذهب خطواتها الأولى على طريق النجومية. الأداء لم يكن فرديًا، بل تميز بتكامل الأدوار، حيث الدفاع المنظم، الوسط الحيوي، والهجوم الفعّال الذي يعرف كيف يحسم اللحظات الكبيرة.
الكرة السعودية دائمًا ما كانت عظيمة بجماهيرها، التي لا تكتفي بالحضور في المدرجات، بل تضيف حماسةً وروحًا تعطي اللاعبين دفعة معنوية لا توصف. والآن، نحن أمام موعد لا يحتمل الغياب. مباراة النهائي أمام اليمن ليست مجرد مواجهة رياضية، بل هي اختبار للروح الوطنية، ورسالة بأن هذا الجيل يحظى بالدعم الكامل من جماهيره.
نحتاج أن تمتلئ المدرجات بالأعلام الخضراء والهتافات الصاخبة، وأن يُسمع صوت الوطن في كل دقيقة من دقائق المباراة. هذا الفريق يستحق أن يجد خلفه جدارًا من الحب والتشجيع، فالألقاب لا تُنتزع بالمهارة فقط، بل بالروح الجماعية التي تتجسد حين تتحد أصوات الجماهير مع عزيمة اللاعبين.