مقالات رأي

أحمد الخير يكتب:”ما لم يقله أبو مالح!”

 

شاهدت لقاء الرئيس التنفيذي لمجموعة ثمانية عبدالرحمن أبومالح مع الإعلامي تركي العجمة. اللقاء أجاب عن بعض التساؤلات، لكنه بالتأكيد لم يجب عن جميعها.

لدى أنطونيو غرامشي مقولة بديعة وهي:“القديم يموت والجديد يتعذر ميلاده”. وهذه المقولة تنطبق بدقة على حال الإعلام الرياضي عندنا؛ فالشخصيات الهرمة تذوي وتفقد بريقها، بينما الوجوه الشابة تجد صعوبة في الظهور. القدامى لا يريدون مغادرة الساحة ولا يرغبون في مساعدة الجدد لكشف دهاليز المهنة. ومع ذلك، من يبدأ صغيراً ويترنح في البداية، سيجيد الوقوف حتماً بمرور الوقت.

هناك نقطة جوهرية وددت لو أشار إليها أبومالح، وهي الاختلاف الكبير بين ثمانية وبين القنوات التي سبق وأن نقلت الدوري السعودي عبر العقود الماضية.

القنوات التقليدية في نقل الدوري اعتمدت غالباً على المنهجية البريطانية، بينما ثمانية تتبنى ما يمكن تسميته بالمنهجية الأمريكية في التعاطي مع كرة القدم.
وربما تبادر الى ذهنك سؤال عن الفارق بينهما؟

أما المهنجية البريطانية فهي تميل إلى الرسمية، العمق التحليلي، الالتزام بالزي الموحد، والتعامل مع المباراة وكأنها شأن جاد أكثر من كونها جزءاً من صناعة الترفيه. وخير مثال على هذا (قناة أبوظبي الرياضية، بين سبورت، الكأس).

أما المنهجية الأمريكية فهي على النقيض، تراها عفوية، مرنة، وأقرب إلى الترفيه الخفيف. هي لا تعطي الأولوية للتحليل العميق أو المبالغة في الرسميات، بل تنظر لكرة القدم باعتبارها صناعة ترفيهية إلى جانب السينما والموسيقى.

بشكل عام، ما تفعله ثمانية ليس بدعاً، بل هو امتداد لاتجاه عالمي تتبناه قنوات كبرى مثل “سكاي سبورت” وغيرها. في هذه القنوات تجد الاستوديو التحليلي بسيطاً وغير متكلف، المذيعون يظهرون بملابس غير رسمية، واللاعبون يُستضافون بعد المباريات في أجواء طبيعية، أقرب للجمهور وأكثر حياة.

ما يميز ثمانية إذن ليس مجرد إنتاجها المختلف، بل فلسفتها الإعلامية التي تنقلنا من الصرامة البريطانية إلى العفوية الأمريكية. وهذا التحول هو ما يجعل تجربتها مثيرة للاهتمام، ويعطي فرصة للجيل الجديد أن يقدم كرة القدم بروح جديدة، بعيدة عن رتابة الماضي.

نلاحظ في الآونة الأخيرة أيضاً، ميل معظم القنوات إلى الخلط بين النموذجين، من خلال إعطاء هامش أكبر للمحليين للخروج عن النص، والقليل من الضحكات و “الذبّات” في محاولة منها للحاق بركب المُجددين، دون الإنسلاخ من المدرسة الرسميّة.

لكن السؤال الأكبر، هل سيتقبل الجمهور هذا التغير الجذري؟ وهو الذي اعتاد على النموذج البريطاني طيلة أيام حياته !

تجربة ثمانية هي مغامرة كبيرة لا مجال فيها لأنصاف الأشياء إما نجاح مدوّي أو فشل ذريع ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com