مقالات رأي

فهد الحربي يكتب:” بطولة بلا كأس!”

 

في كل حي من أحيائنا، هناك بطولة عظيمة تُقام يوميًا، لا تحتاج إلى “فيفا” ولا حتى إلى رعاية رسمية من شركة مشروبات غازية.. إنها بطولة الحواري! البطولة التي لا تنتهي، ولا أحد يعرف متى بدأت أصلًا، لكنها الأصدق والأجمل والأكثر شغفًا.

الملعب؟ قطعة أرض ترابية بين بيتين أو بجوار مسجد. الخطوط؟ تُرسم إما بعصا أو بعلبة ماء، وأحيانًا بالنعال! أجلكم الله.
أما الحكم؟ فغالبًا غائب، أو إذا حضر كان سبب المصايب!

المباريات في بطولة الحواري حماسية لدرجة أن الجماهير، المكوَّنة غالبًا من خمسة أشخاص جاؤوا على دراجات هوائية، تصرخ وكأنها في نهائي كأس العالم. وكل كرة فيها قصة، وكل هدف فيها قضية. أهمها وأشهرها: دخلت الكورة قول ولا ما دخلت؟
هذا النقاش هو القانون الأبدي في ملعب الحارة. ولو جمعنا عدد المرات التي انقالت فيها جملة: “ياخي الكورة دخلت واضح!” والطرف الثاني يردد: “أبد ما دخلت، ضربت العارضة وطلعت برّا.”

أما المواقف المضحكة؟ فحدِّث ولا حرج.
اللاعب الذي يصرخ: “أنا اللي أشوت البلنتي”، ولو ما أعطوه الكرة يزعل ويهدد يطلع من المباراة.
وآخر ما يجي إلا متأخر، ثم يقول بكل ثقة: “اللي ما قط ما يلعب”، وكأنه بيده مفاتيح الاتحاد السعودي!

وهناك بطل آخر وهو صاحب الكورة، الذي يملك صلاحيات الاتحاد الآسيوي والدوري الأوروبي معًا. إذا زعل؟ انتهت المباراة: “يا تلعبوني، يا آخذ كورتي وأمشي!”

لكن رغم كل هذه الفوضى، هناك صدق لا يوصف. لا أحد يلعب عشان شهرة أو مال أو عقود احترافية، الكل يلعب عشان المتعة، عشان الضحكة، وعشان لحظة الفرح اللي تجي بعد تسجيل “قول” حتى لو كان مشكوك فيه.

في النهاية، “بطولة بلا كأس”، لكنها عظيمة لأنها بطولة الذكريات التي تبقى في القلب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com