غدير عبدالله الطيار تكتب:” جواو فيلكس والمهارة العالية”

حقيقة، الرياضة مهمة في جميع البلدان، وتسعى الدول للتميز فيها، حيث تحوّلت الرياضة من “هواية” إلى ركيزة أساسية في اقتصاد دول المنطقة، وعنصر مهم في نمو ناتجها المحلي، وباتت معظم دول الخليج تبدي اهتمامًا كبيرًا بمجال الاستثمار الرياضي في إطار خططها لتنويع مصادر الدخل غير النفطية، ما عزز دورها عالميًا.
ومن الملاحظ تطور الرياضة في السعودية من حيث التنافس بين الأندية ووجود عدة أندية بدأت تظهر للعيان، ناهيك عن استقطاب اللاعبين ذوي المهارة في الدوريات العالمية، والتي كان لها أثر في دوري روشن من حيث جمال اللعب وجذب الأنظار.
ما أود الحديث عنه هو استقطاب نادي النصر للاعب جواو فيلكس، الذي جمع بين المهارة والتميز والذكاء والخفة والشغف والروح والعطاء. أهدافه التي سجلها تكاد تكون الأجمل، وفي فترة وجيزة أثبت للجميع قدرته ومهارته، وحصل على لقب أفضل لاعب في الجولات السابقة، ناهيك عن تتويجه بجائزة أفضل لاعب في شهر سبتمبر 2025، بعد أن ساهم في اعتلاء فريقه صدارة جدول الترتيب بتسجيله (5) أهداف في (3) مباريات أقيمت هذا الشهر ضمن الجولات الأربع الأولى من المسابقة.
والحقيقة أننا سمعنا الكثير عن هذا اللاعب، ولكن السماع غير ما نشاهده: مهارة، تكتيك، مراوغة، بُعد نظر، ومعرفة. كأنه مهندس أو عازف يعرف الطرقات ويعرف مخارج الحروف ليتقنها.
ومما اطلعنا عليه أن اللاعب تدرب في البداية مع شباب بورتو قبل أن ينتقل إلى بنفيكا في عام 2015. بدأ اللعب مع الفريق الاحتياطي في النادي، وبعد عام تمت ترقيته إلى الفريق الأول في عام 2018، حيث شارك لأول مرة بعمر الـ18 عامًا. ثم لعب دور البطولة كأحد هدافي بنفيكا وساعدهم في الفوز بلقب الدوري في موسمه الأول والوحيد، حيث حصل على جائزة أفضل لاعب شاب في العام، وأصبح أيضًا أصغر لاعب يسجل هاتريك في الدوري الأوروبي بعمر الـ19 عامًا.
أثار أداء فيلكس اهتمام العديد من الأندية الأوروبية، حيث وقّع معه أتلتيكو مدريد في عام 2019 كـ رابع أغلى صفقة انتقال لاعب كرة قدم. والآن يبدع في الدوري السعودي.
ما أود قوله: همسة لكل لاعب سعودي، لنستفيد من قدوم اللاعبين المهاريين، ولنجعل مجيئهم تميزًا في لعبنا ومهارتنا.
نعم، للجمال شروط كثيرة أهمها الابتسامة.
والجمال هو ذلك اللغز الجميل الذي لا يستطيع علم النفس ولا البلاغة فك شفرته. وهذا ما تكمن معانيه في جواو فيلكس.
أخيرًا، شكرًا للنصر على اختيار هذه الموهبة.
متعة.. جودة.. تميز.. مهارة.
نعم، إذا أردت المتعة فاستمتع برؤية موسيقار يعزف على أوتار الملعب بنغمات تُطرب من يشاهدها.
وما نريده أن يظهر دورينا ومسابقاتنا بالشكل المميز والمبهج الذي يُفرحنا كسعوديين أولًا، وكرياضيين محبين وعاشقين لبلادنا ثانيًا.