تأهل مونديالي تاريخي للمرة السابعة والثالثة تواليًا.. صقورنا الخضر تُحلّق في السماء بملعب الإنماء

الكأس – حسن آل قريش

تصوير- هدى آل عمرو

في ليلة مهيبة من ليالي المجد، شهد ملعب الإنماء لحظةً تاريخية جديدة للكرة السعودية، بعدما حسم المنتخب السعودي تأهله رسميًا إلى نهائيات كأس العالم 2026، إثر تعادله السلبي مع نظيره العراقي في ختام مباريات المجموعة الثانية من الملحق الآسيوي المؤهل للمونديال. التعادل الذي حمل معه أفراح الملايين، جاء كافيًا ليقود الأخضر نحو المونديال للمرة السابعة في تاريخه والثالثة تواليًا، مستفيدًا من أفضلية الأهداف على منافسه العراقي.

امتلأت مدرجات ملعب الإنماء بأكثر من 60,800 متفرج أشعلوا الأجواء بهتافاتهم، مقدمين لوحة دعم وطنية قلّ نظيرها. دخل الأخضر اللقاء بثقة كبيرة بعد فوزه في الجولة السابقة على إندونيسيا (3-2)، واضعًا نصب عينيه نقطة التأهل التي تضمن له بطاقة العبور دون انتظار.
منذ الدقائق الأولى، فرض لاعبو المنتخب السعودي سيطرتهم على وسط الملعب عبر الثنائي ناصر الدوسري ومصعب الجوير، بينما تولى سالم الدوسري قيادة الهجمات من الأطراف، مدعومًا بسرعة صالح أبو الشامات وتحركات فراس البريكان.

بدأت ملامح الخطورة مبكرًا عندما توغل أبو الشامات في الدقيقة 13 وسدد كرة علت العارضة، تبعها تسديدة قوية من سالم الدوسري مرت بجوار القائم.
وفي الدقيقة 39 أهدر الأخضر أخطر فرص الشوط الأول حينما انفرد أبو الشامات بالمرمى، لكنه فضّل التمرير بدل التسديد، ليبعد الدفاع العراقي الكرة في اللحظة الأخيرة وسط حسرة جماهيرية كبيرة.

في المقابل، حاول المنتخب العراقي امتصاص الحماس السعودي عبر الكرات الطويلة والهجمات المرتدة، لكن يقظة تمبكتي وسعود عبدالحميد أحبطت كل المحاولات قبل أن تشكل خطورة على مرمى نواف العقيدي.

مع بداية الشوط الثاني، واصل الأخضر ضغطه الهجومي، وكاد أن يفتتح التسجيل عبر فراس البريكان وسعود عبدالحميد في الدقيقتين (46 و48)، إلا أن سوء الحظ لازم المهاجمين.
وفي الدقيقة 51، أطلق أبو الشامات تسديدة صاروخية تصدى لها الحارس العراقي جلال حسن ببراعة، لترتد الكرة إلى مصعب الجوير الذي سددها خارج المرمى.
واستمر مسلسل الفرص الضائعة عندما تلقى سالم الدوسري تمريرة حريرية داخل المنطقة، إلا أن الحارس العراقي جلال حسن تصدى لتسديدته القوية في الدقيقة 54، لتعلو صيحات الجماهير التي شعرت أن الكرة ترفض دخول الشباك.

رغم الضغط العراقي المتأخر، أثبت الدفاع السعودي صلابته بقيادة حسان تمبكتي الذي قدّم مباراة استثنائية، إذ أنقذ مرماه من هدف محقق في الدقيقة 75 بعد تدخل بطولي أمام مهند علي.
كما تألق نواف العقيدي في الدقيقة الأخيرة من اللقاء عندما تصدى لتسديدة خطيرة من ركلة حرة مباشرة، مؤكدًا جاهزيته وثباته في أصعب اللحظات.

مع إطلاق صافرة النهاية، انفجرت المدرجات فرحًا بتأهل الأخضر إلى كأس العالم 2026، ليكمل سلسلة مشاركاته التاريخية التي بدأت منذ مونديال أمريكا 1994، مرورًا بفرنسا 1998، كوريا واليابان 2002، ألمانيا 2006، روسيا 2018، وقطر 2022.
ويعد هذا التأهل تأكيدًا على استمرارية العمل الفني والهيكلي وتطور الكرة السعودية.

وبهذا التأهل التاريخي، يُكمل الأخضر السعودي عقد المنتخبات العربية في مونديال 2026، ليكون أحد سبعة منتخبات عربية حجزت مقعدها في النهائيات إلى جانب الأردن، المغرب، تونس، الجزائر، قطر، ومصر، في تمثيل تاريخي غير مسبوق للكرة العربية.
أما المنتخب العراقي، فسيواصل طريقه عبر الملحق الآسيوي المصغّر أمام الإمارات، في محاولةٍ أخيرة لخطف بطاقة العبور إلى الملحق العالمي.