مقالات رأي

يعقوب آدم يكتب:”الأخضر يتمخطر”

 

لا جديد يُذكر، بل قديم يُعاد، فها هو الأخضر السعودي يُكرّر عاداته العالمية في المونديال، ويسجّل حضوره القوي بين كبار الكرة العالمية للمرة السابعة في تاريخه، والثالثة توالياً، بعد تعادله السلبي أمام شقيقه المنتخب العراقي في مباراة تكتيكية عالية خاضها المدير الفني الفرنسي هيرفي رينارد برؤية فنية متقدة، وهو يواجه منتخباً شرساً مثل المنتخب العراقي الذي رمى مدربه بكل أوراقه من أجل خطف بطاقة التأهل من بين براثن المنتخب السعودي المتمرّس في دروب المونديال.
لتأتي النهاية سعيدة، تزفّ أفضل منتخبات القارة إلى نهائيات كندا وأمريكا والمكسيك بكل جدارة واستحقاق، في انتظار الظهور المشرف في النهائيات المرتقبة، الذي يعيد ذكريات أمريكا 94 على أيام الجلّاد ماجد، والفيلسوف الثنيان، والقيصر أحمد جميل، ورفاقهم من ذلك الجيل الذهبي الذي رفع اسم المملكة عالياً في سجلات الكرة العالمية.
وإن كان هناك ما يجب الإشارة إليه، فهو أن الجماهير السعودية الذوّاقة والمحبة لمنتخب بلادها قد كان لها القدح المعلّى في هذا الإنجاز المتكرر، وهي تلعب دورها في المدرجات بذلك الحس الوطني المتعاظم، حيث كانت السند والعضد لنجوم الأخضر، إذ ألهبت المشاعر وقدّمت الدعم اللوجستي في كل مباريات الملحق، وكان من الطبيعي أن يكافئها اللاعبون برد الوفاء بإنجاز يسعد النفس ويبهج القلوب.
فطوبى لتلك الجماهير الوفية التي آزرت وساندت، وكانت تمثّل اللاعب رقم واحد في إنجاز الوصول لنهائيات كأس العالم.

(ومضة)

سبعة منتخبات عربية تأهلت إلى نهائيات كأس العالم، هي منتخبات مصر، الجزائر، تونس، المغرب عن قارة أفريقيا، والسعودية، قطر، الأردن عن قارة آسيا، وهو إنجاز عربي مشرف يُحسب للكرة العربية بتواجد هذا الكم من المنتخبات في نهائيات كأس العالم المقبلة.

(حاشية)

سجّل نشامى الأردن أسماءهم بأحرف من نور في سجلات الكرة العالمية، وهم يقتحمون عالم المونديال لأول مرة في تاريخهم، بعد أن حلّوا وصيفاً في المجموعة الرابعة الآسيوية برصيد 16 نقطة خلف منتخب كوريا الجنوبية المتصدر بـ22 نقطة، فيما تأهل منتخب أوزبكستان وصيفاً للمجموعة الثالثة بـ21 نقطة خلف منتخب إيران المتصدر بـ23 نقطة، وجاء تأهل منتخب الرأس الأخضر كبطل للمجموعة الرابعة الأفريقية برصيد 23 نقطة.
وبذلك تسجّل منتخبات الأردن وأوزبكستان والرأس الأخضر أول حضور عالمي في أكبر تظاهرة رياضية، وهي مطالبة بالظهور المشرف في النهائيات التي باتت على الأبواب مع حلول عام 2026، الذي لم يعد يفصل بيننا وبينه سوى شهري نوفمبر وديسمبر، إن كان في العمر بقية.

(ما أقسى دموع الرجال يا سالم)

قائد المنتخب السعودي المخضرم سالم الدوسري، رجل مباراة السعودية والعراق، دخل في نوبة بكاء طويلة بعد صعود المنتخب إلى نهائيات كأس العالم، إذ عجز عن حبس دموعه تعبيراً عن الفرح الطاغي الذي سيطر على كل الأفئدة ابتهاجاً بصعود الأخضر، الذي يحظى بمتابعة كل عشاق الكرة الحديثة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com