ماجد الغامدي يكتب:”ميسي مُختلف”

ليونيل ميسي هو حالة استثنائية في عالم كرة القدم، وطريقة مراوغته الفريدة تُظهر عبقرية كروية خالصة. عندما نتحدث عن ميسي، نحن لا نتحدث عن السرعة فقط أو الجهد البدني العالي، بل عن مزيج مثالي من التوازن، الذكاء، والتحكم المذهل بالكرة.
أولاً، ميسي يعتمد على خطوات قصيرة وسريعة أثناء المراوغة، مما يمنحه قدرة خارقة على تغيير الاتجاه في أجزاء من الثانية. هذه الحركة تجعل المدافعين في حالة ارتباك دائم، لأنهم لا يستطيعون التنبؤ بخطوته التالية. فهو لا يحتاج إلى جهد عالي أو الركض لمسافات طويلة ليُحدث الفارق، بل يعتمد على قراءته للملعب وحركته الدقيقة.
ثانيًا، مركز الثقل عند ميسي منخفض، مما يمنحه توازنًا استثنائيًا. هذا يعني أنه حتى عندما يحاول المدافعون دفعه أو عرقلته، فإنه يبقى واقفًا ويواصل المراوغة. قدرته على الحفاظ على الكرة قريبة من قدميه تجعله هدفًا صعبًا جدًا للافتكاك.
ثالثًا، ميسي لا يراوغ لمجرد الاستعراض، بل يراوغ بذكاء وفعالية. كل مراوغة لديه تكون مدروسة، سواء لخلق مساحة لنفسه أو لفتح اللعب لفريقه. هذا الفهم التكتيكي العالي يجعله دائمًا خطوة أو خطوتين أمام المدافعين.
وأخيرًا، العامل النفسي يلعب دورًا كبيرًا. المدافعون يعرفون أن ميسي لاعب استثنائي، وهذا يضعهم تحت ضغط إضافي. مجرد وجوده على الكرة يجعلهم متوترين، وهذا يمنحه أفضلية إضافية.
ببساطة، ميسي لا يعتمد على الجهد العالي لأنه لا يحتاج إليه. مهاراته الفطرية، توازنه، ذكاؤه التكتيكي، وتحكمه الفائق بالكرة تجعل مراوغته فعالة وساحرة، وغير قابلة للإيقاف بسهولة.



