مقالات رأي

أحمد الكاموخ يكتب:”النصر بعد الإقصاء: دكة ضعيفة، صبر مطلوب، وتعزيزات عاجلة”

 

في أعقاب الخروج المبكر من كأس خادم الحرمين الشريفين أمام الاتحاد، يقف النصر أمام مفترق طرق حقيقي. ليست الخسارة بحد ذاتها كارثة، فالكرة لا تعرف الثبات، لكن تكرار السيناريو نفسه يفرض وقفة تأمل عميقة. الفريق الذي يضم كريستيانو رونالدو، وساديو ماني، ومارسيلو بروزوفيتش، يخرج من بطولة محلية دون أن يترك بصمة، وهذا يعكس مشكلة هيكلية أكبر من مجرد مباراة واحدة. السبب الرئيسي؟ **دكة بدلاء لا ترقى لمستوى الطموح**.

ففي الدوريات الكبرى، يُقاس نجاح الفريق بقدرته على الاستمرارية، لا ببريق النجوم فقط. النصر يمتلك تشكيلة أساسية تخيف أي منافس، لكن عندما يحين وقت التبديلات، يختفي التأثير. الإرهاق يضرب اللاعبين الأساسيين، والدكة لا تملك القدرة على الحفاظ على الإيقاع أو تغييره. هذا النقص ليس جديداً، بل هو نتيجة سنوات من التركيز على “الصفقات البراقة” دون بناء عمق حقيقي. النتيجة؟ فريق يبدأ قوياً، لكنه ينهار عندما تطول المباراة أو تكثف الجدولة. الاتحاد، على سبيل المثال، استفاد من دكته للحفاظ على التوازن، بينما النصر عجز عن ذلك. هذه ليست مسألة حظ، بل سياسة تعاقدات تحتاج إلى مراجعة فورية.
الجماهير النصراوية، بكل شغفها وحماسها، تستحق الأفضل. لكن الصبر هنا ليس استسلاماً، بل دعماً استراتيجياً. النصر لم يحقق بطولة كبرى منذ ١٠ أعوام، وإذا أضفنا البطولات القارية، فالرقم يقترب من الثلاثة عقود. هذه الفترة الجافة ليست قدراً، بل مرحلة انتقالية يمر بها كل نادٍ كبير. ، الأهلي مرّ بها، حتى مانشستر يونايتد يعيشها الآن. الفرق بين النجاح والفشل ليس في الخسارة، بل في كيفية الرد عليها. الجماهير التي تملأ الملاعب وتدعم الفريق في كل مكان، عليها أن تدرك أن الضغط المستمر قد يدفع الإدارة لقرارات عشوائية، بينما الصبر المبني على خطة واضحة هو الذي يبني الأبطال. اليوم، مع وجود مدرب مثل جيسوس، الفريق لديه أساس قوي. ما ينقصه هو الوقت والدعم لإكمال الصورة.

السوق الشتوي قادم، وهو فرصة ذهبية لتصحيح المسار. أولاً، التعاقد مع لاعب وسط مواليد سعودي مميز. الوسط المحلي ضعيف، والاعتماد على لاعب أو اثنين فقط لا يكفي. هناك مواهب شابة في الدوري، أو حتى في أوروبا، يمكن استقطابها لتعزيز التوازن وتلبية متطلبات القواعد. في المقابل، **الاستغناء عن أحد المواليد الحاليين الذين لا يقدمون الإضافة**. هذا ليس ظلماً، بل ضرورة لفتح المجال للأفضل.

ثانياً، **السعي لضم دومبيا من الاتحاد**. الفرنسي ليس مجرد لاعب، بل آلة دفاعية تضمن الاستقرار في الوسط. صفقة كهذه ليست رفاهية، بل حاجة ملحة لسد الثغرة الدفاعية التي تظهر في المباريات الكبرى.

ثالثاً، **الاستغناء عن الحارس بينتو**. رغم احترافيته، إلا أن أداءه لم يرتقِ لمستوى التوقعات. نواف العقيدي جاهز للعودة كأساسي، وهذا يوفر مقعداً أجنبياً لتعزيز آخر.

أخيراً، وهو الأهم، **التعاقد مع مهاجم عاجل**. رونالدو يحتاج إلى شريك يخفف عنه العبء، يتحرك بسرعة، ويصنع الفرص. سواء كان جواو فيليكس أو غيره، المهم أن يكون اللاعب قادراً على اللعب بجانب الدون، لا خلفه فقط. هذا المهاجم قد يكون الفارق بين المنافسة على الدوري والاكتفاء بالمشاركة.

ختاماً: النصر ليس اسماً، بل مشروعاً

النصر ليس مجرد نادٍ، بل هو هوية، تاريخ، وطموح. الخسارة أمام الاتحاد ليست نهاية، بل إنذار. مع دكة أقوى، جماهير أكثر صبراً، وتعزيزات ذكية، يمكن للعالمي أن يعود أقوى. الدوري لا يزال أمامه، وآسيا تنتظر. الآن هو وقت العمل، لا الندم. النصر قادم، لكن بشرط أن يتعلم من أخطائه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com