مقالات رأي

إبراهيم البارقي يكتب:”غابت المهنية وحضرت البكائية”

 

ساتناول في هذا المقال جزئيتين مكملة لبعضهما ، الأولى أن هناك من كان يؤمن إن أخطاء التحكيم جزء من اللعبة، لكن مع تطور التقنيات الحديثة، باتت هذه الأخطاء أكثر قابلية للتصحيح في ظل وجود تقنية حكم الفيديو (VAR) التي أضافت شفافية ودقة لقرارات الحكام، وأصبحت أداة فعالة لتقليل الجدل في المباريات، ومع ذلك مازلنا نشاهد اخطاء تحكيمية تبرر بالتقدير الخاص لحكم المباراة وهنا السؤال كيف ترتكب اخطاء جسيمة من الحكام مع وجود التطور التقني لرصد الحالات الصعبة التي لا تلتقطها العين البشرية.

الجزئية الثانية تخص مباراة النصر والفيحاء التي حازت على الحظ الوافر من الإثارة والصخب الكبير وتخلله أراء لاتتجاوز عين الميول والانتماء للالوان ومن خلال تلك الاطروحات المتماهية فإن البعض لا يزال يصرّ على تقزيم الصورة الحقيقية وتحويل الأنظار عن الأخطاء الأخرى التي تؤثر بشكل كبير على مجريات أي مباراة ، ليتفرغوا لجزئية واحدة من تفاصيل كثيرة حدثت في تلك المباراة .
انبرت بعض الاقلام والاصوات في الصحافة أو عبر بعض البرامج الرياضية ومواقع التواصل للهجوم على ركلة الجزاء الصحيحة المحتسبة من تقنية الفيديو لصالح النصر في الدقائق الأخيرة من زمن المباراة امام الفيحاء.

من الواضح أن مباراة النصر والفيحاء في الأول بارك كانت مليئة بالأخطاء التحكيمية المؤثرة التي تستحق الوقوف عندها، ولكن بدلاً من أن يتناول البعض هذه الأخطاء بشيء من الموضوعية، كان التركيز فقط على ركلة جزاء واحدة، رغم أنها كانت صحيحة تمامًا لماذا ؟ لأن ركلة الجزاء كانت لصالح النصر، وظهر وكأن البعض قد قرر أن ينسى كل ماحدث من حالات تحكيمية ويقفز على هذا الخطأ المحدود في وسط بحر من الأخطاء الأكثر تأثيرًا.

لنكن صريحين مباراة النصر والفيحاء شهدت أخطاءً تحكيمية فادحة ضد النصر، لكن الغريب هو أن الإعلاميين الذين أخذوا يوجهون سهامهم صوب ركلة الجزاء لم يلتفتوا لهذه الأخطاء المؤثرة التي كادت أن تغير مسار المباراة بالكامل. فلماذا يُحجّم البعض النقاش حول تلك الأخطاء التي كانت أكثر تأثيرًا، ويتجنب الحديث عن الخطأ الكبير في احتساب هدف غير شرعي للفيحاء أين كان هذا النقد عندما أُهدرت فرص واضحة للنصر بسبب قرارات تحكيمية غير صحيحة؟ لماذا لم يُناقش هؤلاء الأخطاء الواضحة في تدخلات لاعبَي الفيحاء ضد لاعبي النصر؟

من المفارقات العجيبة أن البعض عندما يتحدث عن ركلة الجزاء فقط ويتجاهل أن المباراة شهدت أخطاء أخرى تضرر منها النصر كان لها تأثير أكبر على سير اللقاء.
ورغم أن ركلة الجزاء التي أُحتسبت لصالح النصر كانت صحيحة تمامًا، فإن التركيز الإعلامي المبالغ فيه على هذه الحالة يثير تساؤلات مشروعة هل هذا النقد يعود للمصلحة الرياضية والحرص على تصحيح الأخطاء، إذا كان كذاك فكلنا ندعم التوجه أما إذا كانت بدافع الميول و محاولة لتحويل الأنظار عن الأخطاء الأخرى فهذا لن يلتفت له و لايتجاوز اهواء المتعصبين.

من المؤسف بأن هذه الأنتقائية تجاه ركلة الجزاء فقط تكشف بوضوح عن تحيزٍ فاضح في تناول القضايا الرياضيةً من بعض المحسوبين على الإعلام الرياضي.

قبل أن اودعكم في هذا المقال، لا بد من الإشارة إلى أن التحكيم في كل مباراة يتضمن أخطاءً، لكن التركيز على خطأ واحد فقط دون النظر إلى باقي الأحداث يعكس حقيقة أن هناك من يسعى لإحداث ضجة إعلامية فقط لأنه يرى بعين واحدة ترى أن الخطأ لابأس به اذا كان ضد المنافسين وخلافه مقبولا وهذه الطريقة أبعد ما يكون عن المهنية والحيادية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com