صادق العبدالله يكتب:”كسرنا عقدة البحرين .. وديمتريوس صنع توليفة قوية”

في ليالي رياضية استثنائية بالعاصمة الرياض نجح المنتخب السعودي لكرة اليد في إنهاء عقدة طال انتظارها عندما حقق فوزًا تاريخيًا على شقيقه البحريني ليضع حدًا لسلسلة طويلة من التفوق البحريني استمرت لسنوات. لم يكن الانتصار مجرد عبورٍ في دور مجموعات أو مباراة عادية بل كان إعلانًا صريحًا بأن الأخضر يعود بثوب جديد وشخصية مختلفة. كان ذلك بعد الانتصار في المباراة الافتتاحية مع المنتخب العراقي.
ولم يتوقف التألق السعودي عند هذا الحد فالمنتخب واصل حضوره القوي بفوز مهم على الكويت عزّز من خلاله مشواره الناجح في بطولة التضامن الإسلامي المقامة حاليًا في الرياض ليؤكد أن ما يحدث ليس مجرد حالة عابرة بل نتاج عمل فني منظم وبناء تكتيكي واضح.
مدرب يوناني… وشخصية قيادية صنعت الفارق
يقف خلف هذا التحول المدرب اليوناني ديمتريوس الذي أحدث نقلة واضحة في شكل وأداء المنتخب. فرغم قصر فترة الإعداد قبل البطولة أظهر ديمتريوس شخصية قوية وثقة لافتة في خياراته الفنية إذ تعامل مع ضغط الوقت بحكمة واستطاع من خلال قراءته العميقة لقدرات لاعبيه أن يختار التوليفة الأنسب لخوض البطولة.
لم يخشِ المدرب إجراء تعديلات جوهرية على القائمة ولم يتردد في منح الفرصة لمن يراهم أكثر جاهزية ليظهر المنتخب بأفضل حالاته منذ سنوات خصوصًا في الجانب الدفاعي وتنويع الهجمات وهو ما ظهر جليًا في مواجهة البحرين ثم الكويت.
علامة كاملة… وتأهل مستحق
تصدّر الأخضر مجموعته بالعلامة الكاملة مقدّمًا أداءً ثابتًا من مباراة لأخرى قبل أن يؤكد جاهزيته من خلال فوز ثمين وكبير على المنتخب الإماراتي في نصف النهائي ليعبر إلى المباراة النهائية بثقة عالية وروح انتصارية واضحة.
ويجمع المراقبون على أن المنتخب السعودي بات يمتلك شخصية مختلفة داخل الملعب شخصية هجومية جريئة ودفاع صلب وروح جماعية أعادها ديمتريوس إلى الواجهة رغم ضيق الوقت.
الأخضر اليوم لا يكتفي بمحاولة المنافسة بل يدخل كل لقاء بحثًا عن الفوز وصنع الفارق. كسر عقدة البحرين والتفوق على الكويت ثم بلوغ النهائي دون خسارة ليست إلا إشارات على أن المنتخب يسير في طريق جديد يبشر بمستقبل أكثر إشراقًا لكرة اليد السعودية بقيادة مدرب يعرف ماذا يريد… ويعرف كيف يصل إليه.
تمنياتنا للمنتخب ان يعبر المباراة النهائية والفوز بالذهب.



