نصير الزيدي يكتب:”الشرطه العراقي…ضيف جديد على المملكة”

لطالما شكّلت الرياضة، وفي مقدمتها كرة القدم، لغة مشتركة تجمع الشعوب رغم اختلاف ثقافاتها وتباين عاداتها وتقاليدها. ورغم أن وسائل التواصل الاجتماعي اختصرت المسافات وقرّبت الصور، فإن اللقاء المباشر وما يحمله من تبادل للأفكار والمشاعر يبقى أكثر عمقاً ودفئاً، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بالأجواء الجماهيرية والشغف المرتبط بالساحرة المستديرة.
وفي هذا الإطار، يستعد نادي الشرطة العراقي لمواجهة مضيفه الثقيل نادي الهلال السعودي – الزعيم كما يحلو لأنصاره – ضمن الجولة الخامسة من دوري أبطال آسيا النخبة. مواجهة لا تبدو عادية، لا من حيث المستوى الفني ولا من حيث القيمة الرمزية التي تحملها. فالملاعب السعودية ستشهد حضور فريق عريق قادم من العراق، يطمح لتقديم صورة مشرّفة أمام أحد أكبر أندية القارة وأكثرها تأثيراً.
الهلال السعودي، الذي بات علامة كروية عالمية، يدخل المباراة بأسماء لامعة اعتاد الجمهور العربي والآسيوي متابعتها؛ أسماء صنعت حضوراً ذهبياً في البطولات الأوروبية والعالمية، يقودها المدرب الإيطالي الأنيق سيموني إنزاغي، مروراً بياسين بونو وجواو كانسيلو ومالكوم وداروين نونيز، وصولاً إلى نجم الكرة السعودية وأفضل لاعب في آسيا سالم الدوسري.
وفي الوقت الذي يترقب فيه الجمهور العراقي المباراة بشغف، يدرك الجميع حجم ومكانة الهلال في خارطة الكرة الآسيوية. فهو فريق يمتلك هوية راسخة وتاريخاً متشبعاً بالألقاب والنجاحات، وتواجده الدائم في واجهة المنافسات القارية والعالمية يضاعف من جاذبية أي مباراة يخوضها.
أما جمهور الهلال، المعروف بثقافته الكروية العالية وروحه الرياضية، فسيستقبل الشرطة العراقي بما يليق بالعلاقات الراسخة بين الشعبين، وبما يعكس مكانة الرياضة في تعزيز الروابط العربية. وهو مشهد ينسجم مع ما اعتادته الملاعب السعودية من كرم في الاستضافة وحسن تنظيم الأحداث الكبرى.
وعليه، ليست المباراة مجرد مواجهة في بطولة آسيوية؛ إنها مساحة جديدة تؤكد أن كرة القدم ما تزال تمتلك قدرة فريدة على جمع القلوب وتوحيد المشاعر، مهما تباعدت الجغرافيا واختلفت الهويات.
ولذلك نقولها بصوت واحد، وبكل ما تحمله الروح الرياضية من محبة واحترام:
أهلاً وسهلاً بالشرطه… العراقي اليوم وغداً وإلى ما لا نهاية.
–



