خالد بن مرشد يكتب :”قرعة كأس الملك… أسئلة مشروعة تبحث عن إجابة”

أفرزت قرعة كأس خادم الحرمين الشريفين هذا الموسم مسارات مليئة بالجدل، وفتحت باب التساؤلات لدى الجماهير بعد أن وُضعت فرق كبرى مثل النصر والاتحاد في مواجهة مبكرة خلال دور ثمن النهائي، وهي مواجهات عادة ما تنتظرها الجماهير في الأدوار المتقدمة، لا في بدايات البطولة.
ولم يتوقف الجدل عند هذا الحد؛ ففي دور ربع النهائي وجد الأهلي والقادسية نفسيهما في مواجهة لا تقل صعوبة، وهو ما جعل الانطباع العام يوحي بأن القوة تتركز في جانب واحد من القرعة على حساب مسار آخر أكثر سهولة.
ورغم أن القرعة تُجرى وفق آلية معلنة، وتحت إشراف لجان مختصة، فإن تكرار حدوث مثل هذه التقاطعات الحادة في أدوار مبكرة يجعل الجماهير تطرح سؤالًا حاضرًا في كل موسم: هل هي مجرد صدفة رياضية أم أن هناك ترتيبًا غير معلن يفضي إلى مسارات معيّنة تخدم فريقًا ما؟
من الطبيعي أن تتولد هذه الشكوك في ظل حساسية المنافسة وقوة الأندية المشاركة، خاصة حين تبدو موازين القرعة غير متكافئة بشكل لافت. لكن من ناحية أخرى، لا يمكن توجيه اتهام مباشر دون أدلة واضحة، فالتاريخ الطويل للمسابقات يؤكد أن القرعة (مهما كانت مثار جدل) تبقى في النهاية احتمالات تخضع للحظ أكثر مما تخضع للترتيب.
تبقى الحقيقة الأبرز: الشفافية أصبحت مطلبًا جماهيريًا ملحًا، ليس للتشكيك بقدر ما هي رغبة في تعزيز الثقة، وتقليل مساحة الشك، وضمان أن المنافسة تتقدم على مبدأ تكافؤ الفرص.
وبين صدفة تُغضب جماهير، وآلية تحتاج إلى مزيد من التطوير، سيبقى السؤال مطروحًا… حتى تأتي الإجابة من داخل الملعب أو من صانعي القرار.



