فواز الرويلي يكتب:” التسويق لسالم الدوسري ملف أزرق”

في السنوات الأخيرة، تحوّل الحديث حول سالم الدوسري إلى مادة دسمة للإعلام المتعصب، الذي يسوّق اللاعب وكأنه الرقم الصعب الوحيد في المنتخب، رغم أن الأرقام داخل الملعب تقول شيئاً مختلفاً تماماً. فالمتابع للمباريات يجد أن أغلب أهداف سالم تأتي في مواجهات سهلة أو أمام منتخبات متواضعة المستوى، مثل جزر القمر وغيرها… بينما يغيب حضوره التهديفي والتأثيري في المباريات الكبرى التي تصنع الفارق وتعكس القيمة الحقيقية للاعبين الكبار.
اللافت أن كل هدف يسجله سالم أمام منتخب ضعيف يتحول إلى حملة تطبيل ضخمة، وكأننا أمام إنجاز تاريخي، بينما عند خوض مباريات قوية في التصفيات أو البطولة الآسيوية أو مواجهات منتخبات الصف الأول… يختفي هذا الزخم فجأة، ويختفي معه الظهور الحاسم داخل الملعب.
المشكلة ليست في اللاعب، بل في الخطاب الإعلامي المتعصب الذي يحاول تصوير المنتخب وكأنه ملكية خاصة لفئة معينة من الإعلاميين والمشجعين، وكأن المنتخب لا يكتمل إلا بلاعب الهلال. هذا المنطق يظلم المنتخب قبل أن يظلم اللاعبين الآخرين الذين يقدمون أداءً أكبر دون ضجيج.
حين يبرز لاعب مثل نواف العقيدي أو أي نجم من أندية أخرى، نرى التقليل والسخرية والتشكيك، فقط لأنه لا ينتمي للجهة “المفضلة” لإعلام الصوت العالي. بينما يتم تضخيم كل ما يفعله سالم حتى لو كان أمام منتخبات متواضعة لا تُعد مقياساً للقيمة الفعلية.
ليس مطلوباً أن نقلل من أي لاعب سعودي، ولكن المطلوب هو العدل… العدل في النقد، والعدل في التقييم، والعدل في الحديث عن المنتخب.
المنتخب يحتاج لأداء حقيقي في المباريات المهمة، لا أهدافاً موسمية تُستخدم لإشعال التعصب ثم تختفي عند أول اختبار جاد.



