مقالات رأي

نصير الزيدي يكتب:” كأس العرب… الأكشن والدراما تُصنع في الدوحة”

 

لم يعد هناك خلاف بين جماهير الكرة العربية على أن بطولة كأس العرب في قطر قدّمت نفسها كواحدة من أنجح النسخ تنظيمًا وحضورًا وإدارةً وتفاعلًا جماهيريًا وإعلاميًا. فمنذ اللحظة الأولى للانطلاقة، بدا واضحًا أن البطولة تسير نحو تقديم متعة كروية حقيقية، وأن جميع عناصر النجاح اجتمعت في مكان واحد.

وجاء توزيع المنتخبات الستة عشر متوازنًا ومدروسًا، ما منح البطولة نكهة تنافسية خاصة؛ فلا وجود لمنتخب ضعيف، ولا نتيجة يمكن التنبؤ بها مسبقًا. تنوّع المدارس الكروية، واختلاف الأساليب التكتيكية، فتحا الباب لمستويات عالية من الإثارة والندية داخل المستطيل الأخضر.

وقبل ضربة البداية، رجّحت التوقعات أن ينحصر الصراع على اللقب بين الجزائر والمغرب، وربما مصر أو السعودية، لكن البطولة كشفت واقعًا مختلفًا. منتخبات كالسودان وفلسطين ظهرت بصورة مميزة، وقدّمت عروضًا قوية لم يعتد الجمهور مشاهدتها في السنوات الماضية. صحيح أن الروح القتالية عنصر مهم، لكنه لم يكن وحده سرّ تفوقها؛ إذ بدا واضحًا أن التعلم من التجارب السابقة وارتفاع معدل التطور الفني لعبا دورًا كبيرًا.

ويبقى السؤال المطروح في الأوساط الكروية:
هل أسهم ارتفاع قيمة الجوائز المالية في رفع مستوى الالتزام والحماس؟
وهل كان لدعم الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” دورٌ في هذا النجاح التنظيمي اللافت؟

أسئلة قد تتكشف تفاصيلها مع نهاية البطولة، لكن ما يمكن الجزم به الآن أن كأس العرب تحوّلت إلى نسخة مصغّرة من كأس العالم، مع اختلاف مستوى المنتخبات، لكنها لا تقل إثارة ولا حماسًا. وما بين الأكشن والدراما، قدّم العرب في قطر نسخة استثنائية أثبتوا من خلالها أنهم قادرون على صناعة بطولة تليق بطموح الجماهير وعشقها لكرة القدم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com