أحمد لمام يكتب:” مونديال 2026: الأحلام الجماهيرية تحت ضغط التكاليف”

تستعد المكسيك، الولايات المتحدة، وكندا لاستضافة نسخة تاريخية من كأس العالم 2026، التي ستكون الأولى بمشاركة 48 منتخبًا وتُقام في ثلاث دول في وقت واحد.
النسخة الجديدة تعد الأكبر في تاريخ البطولة، لكن ارتفاع التكاليف والفوارق الضريبية بين الدول الثلاث قد يجعل الحلم الجماهيري بعيد المنال عن شريحة واسعة من المشجعين.
التذاكر والفوارق الاقتصادية
أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم أن أرخص تذاكر دور المجموعات تبدأ من 60 دولارًا، بينما تصل أسعار أفضل المقاعد في نصف النهائي والنهائي إلى آلاف الدولارات، حيث بلغ أعلى سعر للنهائي نحو 6,730 دولارًا.
وتعتمد الأسعار على نظام التسعير الديناميكي، الذي يراعي الطلب وتوافر المقاعد، ما يزيد العبء المالي على الجماهير.
المكسيك: إعفاء ضريبي شامل للفيفا
منحت المكسيك إعفاءً ضريبيًا كاملًا على مستوى الدولة، يشمل الشركات المنظمة والموردين، بهدف تسهيل استضافة البطولة وتشجيع الاستثمار.
ومع ذلك، لا يترجم هذا الإعفاء تلقائيًا إلى تخفيض أسعار التذاكر أو الخدمات المرافقة، خصوصًا للمشجعين القادمين من الخارج، الذين سيظل عليهم تحمل جزء كبير من التكاليف.
الولايات المتحدة: تسهيلات متفاوتة وشكاوى سابقة
على عكس المكسيك، لا توجد إعفاءات ضريبية موحدة في الولايات المتحدة، إذ تعتمد التسهيلات على تفاوض كل مدينة مضيفة بشكل مستقل.
بعض المدن منحت إعفاءات جزئية، بينما رفضت أخرى أي تخفيضات، ما يرفع تكاليف الإقامة والخدمات ويجعل الحضور مكلفًا للمشجع العادي.
ولم تقتصر التحديات على الجماهير فقط؛ ففي النسخ السابقة لكأس العالم للأندية التي احتضنتها أمريكا، ظهرت احتجاجات وشكاوى من الأندية نفسها حول الضرائب المرتفعة التي قطعت من ميزانيات الأندية، بالإضافة إلى تأثيرها المباشر على الحكام واللاعبين.
كثير من الفرق أبدت استياءها من عبء التكاليف الإضافية على اللاعبين وإدارة الفريق، ما جعل التنظيم المالي والتخطيط الاستراتيجي أكثر تعقيدًا.
كندا: ارتفاع الضرائب والخدمات
فرضت بعض المدن المضيفة في كندا زيادة مؤقتة على الضرائب الفندقية لتغطية تكاليف التنظيم، ما رفع تكلفة الإقامة قصيرة الأجل. وبالإضافة إلى ذلك، ترتفع أسعار النقل والخدمات المرتبطة بالمونديال، ما يجعل الحضور شبه حكر على أصحاب القدرة المالية العالية.
التحدي أمام الجماهير العادية
تكشف المقارنة بين الدول الثلاث عن فروق واضحة في تكلفة حضور البطولة
المكسيك قد توفر تجربة أقل تكلفة نسبيًا للمشجع المحلي رغم ارتفاع أسعار التذاكر
الولايات المتحدة وكندا تقدمان تحديًا أكبر بسبب ارتفاع تكاليف السكن والخدمات
الجماهير من الدول النامية تواجه عبئًا ماليًا قد يصل إلى آلاف الدولارات، يشمل التذكرة والطيران والإقامة والتنقل.
كأس العالم 2026 سيكون حدثًا تاريخيًا على مستوى التنظيم والمشاركة، لكنه يواجه تحديًا حقيقيًا في الوصول إلى الجمهور العادي.
ارتفاع الأسعار والفوارق الضريبية بين الدول الثلاث، إضافة لتجارب سابقة من شكاوى الأندية والحكام في الولايات المتحدة، قد يجعل البطولة مخصصة اقتصاديًا للمقتدرين، مما يضع المشجع العادي أمام معادلة صعبة بين شغفه باللعبة وقدرته المالية على حضور الحدث العالمي.



