التقارير والحوارات

حامد حمدان.. لاعب الوسط الذي عبر حدود غزة ليصنع اسمه مع منتخب فلسطين

 

الكأس- فادي محمد

من قلب مخيم المغازي، حيث الحلم يولد أضيق من الأزقة والفرص أندر من الهدوء، خرج حامد حمدان حاملاً كرةً كانت بالنسبة له أكبر من كل القيود التي تحاصر أبناء غزة.

هناك، وسط ضجيج الحياة اليومية، وانقطاع الكهرباء، وحرمان الملاعب، تعلّم أن يطارد حلمه رغم كل شيء، وأن يصنع لنفسه طريقًا لم يُفتح له بسهولة.

واجه حامد “25 عاما”، صعوبات يعرفها أبناء المخيم جيدًا، أبرزها نقص الإمكانات، والملاعب الرملية، وغياب الاحتكاك الخارجي، والظروف التي كثيرًا ما تُسقط المواهب قبل أن ترى الضوء، ومع ذلك، ظل ابن المغازي مؤمنًا بأن الطريق، مهما طال، سيقوده يومًا ما إلى مكان يستحق موهبته.

*البداية مع غزة الرياضي*
رغم أنه ابن مخيم المغازي، إلا أن اللاعب صنع بداياته مع غزة الرياضي كنجم برز في الملاعب الغزية منذ ظهوره الأول.
وجاء ظهور حمدان مع “العميد” ليؤكد أننا أمام لاعب فريد من نوعه في مركزه، وذلك رغم عدم بلوغه “16 عاما” آنذاك، إذ أجمع على موهبته كثيرون، خاصة المدرب المخضرم غسان بلعاوي.

*حلم الاحتراف*
وفتحت موهبة حمدان الرائعة في دوري غزة، بابًا جديدًا لمسيرة حملت الكثير من الإصرار والقوة والإيمان بالموهبة.
ففي عام 2018، فاجأ اللاعب الفلسطيني الجميع بالخروج لجمهورية مصر العربية والاحتراف مع بيراميدز “الأسيوطي سبورت”، قبل أن يتنقل بين عدة أندية كالإنتاج الحربي، وطنطا، والمجد حتى انتهى به المطاف مع بتروجيت منذ عام 2013.

*”قطبا الكرة المصرية”*
منذ ظهوره مع بتروجيت، أصبح حمدان لاعبا لا غنى عنه في الفريق، إذ نال ثقة جميع المدربين الذين تدرب تحت أيديهم، حتى أصبح مطلبا رئيسيا لقطبي الكرة المصرية “الأهلي والزمالك”، علما أن عقده ممتد مع بتروجيت حتى يونيو 2026.

*أغلق هاتفه أمام الزمالك*
لعل أغرب قصة في مسيرة حمدان، هي إغلاقه هاتفه وتغيير شريحة الموبايل أمام إدارة الزمالك عام 2018، إذ كان يطمح وقتها للانضمام لصفوف الأهلي، لكن الاختلاف على الأمور المادية للعقد، جعله ينضم لصفوف بيراميدز “آنذاك”.

*التمثيل الدولي*
وجاء تاريخ 20 مارس الماضي، ليحمل معه أكبر حلم بالنسبة لأي لاعب، كونه نال شرف الظهور الدولي الأول مع منتخب فلسطين في التصفيات الآسيوية المؤهلة للمونديال، وذلك أمام الأردن، ليصبح بعدها ركيزة أساسية لا غنى عنها، إذ خاض حتى الآن 8 مواجهات دولية، وقّع خلالها على هدف واحد.

*التألق في كأس العرب*
تعتبر بطولة كأس العرب الجارية حاليا في قطر، أكبر بوابة لحمدان للبرهنة على موهبته، إذ أصبح حديث الصحافة العربية، بفضل ظهوره الرائع مع منتخب “الفدائي”، حيث نال بفضلها التقييم الأعلى بين جميع لاعبي المنتخب في دور المجموعات وفق موقع “سوفاسكور العالمي” بتقييم بلغ (7.40).

*معاناة عائلته في الحرب*
ويأتي تألق حمدان في كأس العرب، في الوقت الذي تعيش فيه عائلته في غزة – كما هو حال جميع أهالي القطاع – ظروفاً صعبة جرّاء العدوان الإسرائيلي في رسالة تعبّر عن إصراره وتحدّيه للاحتلال الذي أراد قتل أي مَعْلَم للحياة في غزة.
كما فقد العشرات من أفراد عائلته وأقاربه في مخيم المغازي، ناهيك عن تدمير منزله، لكنه بالرغم من ذلك شارك وأبدع في كأس العرب، الذي سيفتح له بوابة احترافية جديدة، كما تؤكده الكثير من وسائل الإعلام العربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com