أحمد شحاتة يكتب:” سباق الشرقية الدولي للجري .. من “أهالي الشرقية يتنافسون في الخير” إلى منصة عالمية”

على مدى أكثر من ربع قرن، ظل سباق الشرقية الدولي للجري—الذي عرف في بداياته باسم سباق الجري الخيري—قصة نجاح متصاعدة، كتبت فصولها الأيادي المؤمنة بالدور الإنساني والرياضي لهذا الحدث. وبحكم عملي الإعلامي منذ ذلك الوقت، كنت شاهدًا على اللحظة الأولى التي انطلق فيها هذا السباق، وشاهدًا على تحوله من مبادرة محلية إلى فعالية دولية تحمل رسالة الرياضة والعمل الخيري معًا.
السباق الأول… وذاكرة لا تُنسى من مجلة الشرق
ما زلت أتذكر، وكأنها البارحة، تلك التغطية الصحفية الأولى للسباق في مجلة الشرق، حين حمل العنوان عبارة لافتة أصبحت جزءًا من تاريخ الحدث: “أهالي الشرقية يتنافسون في الخير”.
كان ذلك العنوان يعكس روح المنطقة الشرقية، وروح المشاركين الذين شاركوا إنطلاقاً من قناعة بأن الرياضة يمكن أن تكون منصة للعطاء. وكنت آنذاك أحد أعضاء اللجنة الإعلامية بقيادة الإعلامي الكبير الدكتور جاسم الياقوت، الذي كان له الدور الأبرز في إظهار الصورة الحقيقية للسباق وتأكيد قيمته المجتمعية.
عامٌ ثانٍ… وعنوان يُؤرّخ للاستمرارية
وفي العام التالي، وبعد أن انتقلت للعمل في صحيفة الرياضي، وجدت أن روح السباق لم تتغير، وأن الحماس الشعبي يتضاعف. وهناك كتبت مقالتي التي حملت عنوان: “كلاكيت ثاني مرة… أهالي الشرقية يتنافسون في الخير”،
وهو عنوان جاء ليؤكد أن الرسالة ذاتها مستمرة، وأن المجتمع يتفاعل عامًا بعد عام مع الفكرة، ويمنحها القوة والدعم لتكبر وتستمر.
كانت تلك مرحلة تأسيسية مفعمة بالشغف، شارك فيها الجميع: إعلاميون، متطوعون، رياضيون، وجهات رسمية وخاصة. ولم يكن أحد يتوقع آنذاك أن هذه المبادرة البسيطة ستتحول لاحقًا إلى واحدة من أهم الفعاليات الرياضية والاجتماعية على مستوى المملكة والمنطقة.
من المحلية إلى العالمية… بقيادة العرّاب عبد العزيز التركي
ومع مرور السنوات، توالت النجاحات، واتسعت دائرة المشاركة، وتطورت آليات التنظيم حتى انتقل السباق إلى مصاف الفعاليات الدولية.
وقد لعب عرّاب السباق ورئيس اللجنة العليا المنظمة، الأستاذ عبد العزيز التركي، دورًا محوريًا في نقل الحدث إلى مستوى عالمي يليق بتاريخ المنطقة الشرقية وسمعتها الرياضية. فبفضل رؤيته وقيادته ودعمه المستمر، أصبحت هوية السباق أكثر احترافية، ومكانته أكثر حضورًا على الخارطة الرياضية الدولية.
اليوم، ونحن نقف أمام النسخ المتقدمة من السباق، ندرك أن ما تحقق لم يكن وليد صدفة، بل ثمرة عمل جماعي، وإيمان صادق، وجهود متراكمة بدأت من غرفة صغيرة ومن مقالة صحفية، وانتهت على مدرجات العالمية.
شهادة للتاريخ… وفخر يمتد مع الأجيال
إن كوني شاهدًا على تلك الانطلاقة التاريخية يجعلني أشعر بفخر كبير وأنا أرى السباق اليوم يواصل رسالته، ويستقطب آلاف المشاركين من المملكة ومن خارجها، ويجسد رؤية المملكة 2030 في تشجيع الرياضة وتعزيز جودة الحياة.
فالسباق ليس مجرد منافسة رياضية، بل هو ذاكرة مجتمعية، ورحلة إنسانية طويلة، ورسالة خير استمرت لأكثر من 27 عامًا، وتحولت إلى منصة عالمية تعكس الوجه المضيء للمنطقة الشرقية وللمملكة.



