الأكاديمية بطلاً لنخبة السعودية..النمر يتصدر المشهد والزئبق يحصد الأفضلية
حقق النور بطولة النخبة بجدارة واستحقاق مستفيداً من مجريات الدقائق العشرة الأولى من زمن الشوط الثاني من مباراته مع الوحدة، وأنهى المباراة بنتيجة 28\26 فيما كان الشوط الأول قد انتهى بتعادل الفريقين 13\13، وذلك ضمن اليوم الختامي لبطولة النخبة على كأس الأمير فيصل بن فهد لكرة اليد، والتي أقيمت أحداثها على صالة الأمير نايف بالقطيف، وتوج رئيس الاتحاد السعودي فاضل النمر النور بطلا والمركز الثاني مضر فيما جاء الوحدة ثالثا والخليج رابعا، وحصل لاعب النور الزئبق مجتبى السالم على لقب أفضل لاعب في الطولة بفضل أدائه الثابت وتأثيره على نجاح النور في البطولة.
تكافؤ وأفضلية نسبية للنور
بدأ الشوط الأول متكافئاً من حيث الأخطاء المرتكبة، الاستعجال وغياب التركيز، فكان وعلى الرغم من الأخطاء والإيقافات التي تحصل عليها النور لم يتأخر في النتيجة ولم يستغل الوحدة إيقاف مجتبى ومهدي السالم والتاروتي، بل ظل متقدما أحيانا ومستفيدا من المستوى الذي ظهر عليه عمرو عبد السلام في تصديه لأكثر من محاولة من قبل لاعبي الوحدة.. الذي وعلى رغم تقارب المستوى ظل بعيدا عن مستواه الدفاعي وكذلك الهجومي لذلك كان الشوط الأول جدله النتيجة المتعادلة والتي استمرت حتى نهاية الشوط الأول.
النور اعتمد على قوة مجتبى السالم وشقيقه مهدي ومصطفى عظيم وأعطى مهمة رميات السبعة متر لعبد الله عباس الذي سجل من مركزه الأساسي الجناح ولم يخطئ رميات السبعة متر.
رغم الأخطاء التي وقع فيها النور ظل محافظاً على إيقاعه ومركزا كي لا تذهب النتيجة ونجح كثيرا خصوصا في الفترة التي عانى منها النور من النقص إذ تضاعف مجهوده لكنه لم يتأثر.
من جانب الوحدة..فقد ساير النتيجة ولم يكن بعيدا عنها لكنه كان بعيدا عن مستواه وكما يبدو أن حسين الصياد اجتهدا كثيرا، ولمضاعفة الجهد الهجومي للوحدة، بن مسعود يسحب المولد ويزج بحسين المحسن لكن لم يغير من رتم الشوط الأول الذي ظل فيه التعادل سيد الموقف في أكثر من مناسبة، كثرت الأخطاء الفنية للوحدة وبدأت حلوله الفردية أقل وعلى العكس، النور يتحرك بإيجابية ويفتح الدفاع الوحداوي وكثيرا ما نجح مجتبى ومهدي السالم، تقدم الوحدة 10/9 لكن التقدم لم يدم طويلا في السرعة التي اتخذها النور كرتم أضعفت من تركيز الوحدة كثيرا لينتهي الشوط بالتعادل 13\13.
آل سعيد يحسم شوط المدربين ويؤكد زعامة النور
عشرة دقائق كانت كافية لإصدار التوجيهات من قبل المدرب الوطني فاضل آل سعيد، مقدما للاعبي النور الخطة والاستراتيجية التي سيلعب بها بعد قراءة ممتازة وقيمة لأحداث ومجريات الشوط الأول، أوجد الحلول ودونها في الورقة التي كانت بحوزته، ويبدو أن لاعبي النور أكثر استماعا وتنفيذا وفهما لما يريد آل سعيد، فكانت عشر دقائق كافية لأن ينهي النور المباراة بسرعة، أذ أن الفريق قلل من أخطائه واستثمر جميع الفرص التي أتحيت له، ولم يغير طريقة اللعب بل استمر على فاعلية الخط الخلفي ومن خلاله ينفتح الدفاع الوحداوي، خيارات عدة كانت للنور أما التصويب الخارجي المباشر، كان مهمة لمجتبى ومهدي السالم والاختراق مهمة لمصطفى عظيم، ولم يتسلم لاعب الدائرة إلا قليل من الكرات، فيما أسندت مهمة رميات السبعة أمتار للمتخصص عبد الله عباس لم يضع أي تصويبة وجميعها عانقت الشباك.
وفي الدفاع، مركز الثاني هو من يتقدم على حسين الصياد ومحمد حبيب للضغط فقط وفي حال وصول الكرة لهما، ونزول مباشر لخط الستة أمتار لتضييق المسافات، وبالنسبة للحراسة المتمثلة في عمر عبد السلام فأخذ دوره على أكمل وجه 9 تصديات، وبالنسبة للأخطاء الفنية قليلة جداً على النور.
أما بالنسبة للوحدة فقد دخل الشوط الثاني بنفس الطريقة التي لعب عليها الشوط الأول ولم تكن لديه خطة واضحة وكان الاعتماد على حسين الصياد وحسين المحسن ومحمد حبيب الخط الخلفي، وكان الأداء العام مرتبكا والأخطاء كثيرة على مستوى الهجوم والدفاع، تأخر زهير بن مسعود في أخذ الوقت الفني وبعدما وصل الفارق إلى 4 أهداف أمام النور قد لا يعود الفارق إلى ما كان عليه، لم يلعب الدفاع المتقدم وكان يحتاج إلى تغيير دفاعه حتى يتمكن من تقليل حركة الخط الخلفي للنور الذي لعب بأريحية، استمر الوضع والركود وامتنع الوحدة عن التسجيل مدة 12 دقيقة، والنور يتقدم تدريجيا، 15 خطأ فني خلال الشوط الثاني تعتبر كارثة، التصويبات الخارجية 11 والأهداف منها 4، غاب لاعب الدائرة وغاب الجناحان، حتى هزازي لم تصله كرات إلا بعدد قليل، وكيف لفريق يفقد خياراته الهجومية على مستوى الخط الخلفي ولا يفعل الخطوط الأمامية، وكان آخر تعادل 14\14 بعدها تسيد النور بجهد مجتبى السالم وعبد الله عباس من خلال نقطة 7 متر، ما يدلل ضعف العمق الدفاعي للوحدة، حاول الصياد ورفاقه العودة، لكن قطار النور أسرع للقب حتى وإن قلل الفارق إلى 4 أهداف وقبل أن يصير هدفين، كان كأس النخبة بين أيادي النور، انتهى الوقت المسموح به، النور بطل النخبة رقم 19، بنتيجة الشوط الثاني 29\26.
مضر يهزم الخليج ويحل ثانياً
نجح مضر في الخروج فائزاً من لقائه والخليج ضمن ذات المنافسة بنتيجة 40\38 وانتهى الشوط الأول 23\20، وكانت المباراة متقاربة فنيا ومتشابهة من حيث السرعة وكم الأخطاء المرتكبة من الجانبين، وكان مضر أكثر تهديفا ولكنه أيضا أكثر إضاعة للفرص ونفس الحال للخليج الذي استطاع تسجيل معدل أهداف عالية قوامها 38 هدفا ما يعني أن القوة الهجومية لديه جيدة وهذا ما ظهر عليه كمال الغربيني، لكن كان ظهره مكشوفا للمنافس الذي سعى جاهدا لتوسيع الفارق وهو ما بدا عليه مضر من حيث الاستعجال والرعونة لكنه نجح إلى حد كبير، ولأن التشابه موجود فكان مضر أيضاً دفاعه ضعيف خصوصاً في مقارعة علي إبراهيم الذي سجل الكثير من الأهداف ومنح الخليج الكثير من رميات الجزاء وتسبب في إيقاف في أكثر من مناسبة.
على مدار الشوطين، المباراة سريعة وغنية بالأهداف، والخليج كانت خططه تصب على لاعب الدائرة علي إبراهيم وأحسن ماجد شبر في هذا التكتيك لوضع علي إبراهيم تحت المراقبة بلاعبين ما أتاح لأشرف الغربيني التصويب الخارجي أو التسقيط او التمرير أو خلق المساحات بين مركز 2 و3 ونجح في شقه الهجومي بدليل نسبة الأهداف العالية، لكن الخليج عانى على مدار الشوطين في شقه الدفاعي الذي تكبد 40 هدفا، الرقم الأعلى في كأس النخبة.
أما مضر وضح على أدائه الاستعجال والتسرع، حتى وهو متقدم بفارق 5 أهداف كان أيضا متسرع في أدائه وهذا أكبر خطأ ارتكبه مضر، لأن الخليج يلعب بسرعة وكلما تقدم الخليج وتأخر في الرد كلما حدث الفارق الذي وجد بـ5 أهداف كان يعود للنتيجة ويقلل الفارق إلى هدفين وهدف، ولما يحسن مضر تبطئة اللعب حتى ينكمش الخليج، كلما زادت سرعة الأداء ارتفعت نسبة الأخطاء والإيقافات وهذا ما حديث لمضر.
بعد هذا الفوز وبعد انتظار نتيجة المباراة الختامية وفوز النور على الوحدة حصد أبناء القديح المركز الثاني والميداليات الفضية وفيما جاء الوحدة في المركز الثالث وجاء الخليج في المركز الرابع.