التقارير والحوارات

حواء أم سلمى..رحلة انتصار على المعاناة

صُدِمت من إخفاء الأمر عنها بالمستشفى وتقود مبادرة تغيير المفاهيم

حاربت الرفض بجلسة تصوير وممارسة الفروسية..وعائلتها مصدر إلهامها

أم سلمى تؤهل ابنتها للمشاركة في البارلمبياد وتناشد اللجنة الأولمبيّة لدعمها

 

حواء جابر، سيدة سعودية، عانت كثيراً من ظلم المجتمع ونظرته القاصرة تجاه ابنتها “سلمى” من فئة “داون”، والتي قلل البعض من شأنها بسبب نظرته القاصرة، لتحول معاناتها هذه إلى مبادرة تدعو فيها إلى تغيير هذه المفاهيم من خلال استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام، كما تستعد للمشاركة بطفلتها هذه في البارلمبياد من السعودية كأصغر مشاركة، صحيفة الكأس أجرت معها هذه المقابلة لتوضيح هذه الأمور.

 

النبأ الأول

تبدأ والدة الطفلة حواء جابر قصتها من خلال حديثها للكأس قائلة: “بحكم عملي في المستشفى الالترا ساوند لا يعمل إلا بعد 6 أشهر نظرا للضغط فكان أول الترا ساوند يصير عندي عليه إكسيس وكنت طايرة من الفرح ودخلت لأشوف مقاساتها هل تتناسب على طولها أكثر أو أقصر.

 

إخفاء الخبر

تواصل جابر: “لكن بعد كل هذه اكتشفت وجود ثقوب في القلب ورجعت للطبيبة اسألها ليش ما قلتوا لي فتفاجأت الدكتورة أن الأخصائيين ما وضحوا الأمر لها فكان في نوت مخفي في النظام وتم تحويلي على عيادة القلب للكشف المبكر وأعطاني الدكتور خطة كاملة من أدوية وعملية ونظام غذائي قبل الولادة وكان كله حد التحمل”.

 

الصدمة!!

وتضيف حواء: “كنت أعيد على الطبيب سؤال واحد ليش تأخير العملية لعمر 5 شهور هذه دورة دموية ممكن تأثر على الدماغ وبسبب تأخر 3 مرات عدت السؤال وقتها استوعب الدكتور بأن ليس لدي خبر بشيء فقال لي 99٪؜ الطفل متلازمة داون، تغيرت ملامح وجهي واغرورقت عيني بدموع ثقيلة، وبدأت سلسلة من الأفكار، قال الدكتور لن تستطيعي أن تسقطي أنتي دخلتي السابع فاستوعبت أنه قرأ وجهي خطأ وقلت له من قال أصلا أريد أن اسقط؟؟  من بيعطيها الأدوية والحضانات ما راح يمسكوها وأنا عملي إلى وقت متأخر  وأنت معطيني خطة 5 شهور بأدوية كل كم ساعة أنا لوحدي في الرياض صحيح أنا علي اللابكوت ونستقبل المعلومات الطبية ولكن تمنيت إنك طلبت الأخصائية الاجتماعية قبل لا تصدمني أحتاج أحد يمسك يدي أو يحضني،  أنا اليوم مستغربة من جاهزيتي وقتها في التخطيط في أجزاء من الثانية جلست أفكر في الذي ينقصني وكيف أتصرف وأتوقع كوني ممرضة درست واشتغلت في مستشفى مثل مستشفى الحرس في الرياض كان له الدور الأكبر في تحضيري لأي موقف”.

 

إقناع المجتمع

وعن كيفية تعاملها مع هذا الأمر في ظل عدم تقبل المجتمع لمثل هؤلاء الأطفال قال حواء: “عندي قناعة تقبل الأهل يفرض على المجتمع العائلي القبول وبالتالي على المجتمع الأكبر لما بدأت أواجه رفض وقلة ذوق سويت جلسة تصوير لها ونشرته في يوتيوب وفيس بوك وكان صداها جميل حصد ما يقارب 6 آلاف شير في فيسبوك”.

 

أسرتي مصدر إلهامي

وعن مصدر استلهامها هذه القوة والإرادة قالت حواء جابر: “تربيت على يد أم قوية، مفهوم الضعف عندها غير مسموح فيه ما في شيء اسمه تعبت أو ما أقدر، والوالد الله يحفظه دائما يردد أنا بناتي كل وحدة بعشر رجال والإنسان في كل الظروف لازم يسعى والحياة مصاعبها تعلم”.

 

أُصبت بانهزامية من المجتمع

وعن مدى تلقيها اتصالات من منظمات ومجموعات مختصة في مثل هذه التجارب، قالت حواء: “لا ولكن كان لابد من البحث ولما بحثت لقيت كثير استسلام وانهزامية واتهام السحر والشعوذة فقررت أبعد وأبحث عن طريق مختلف، واخترت اللجوء للكوادر الصحية المساندة من علاج طبيعي ووظيفي وكانوا يعلموني بحكم زمالة الجامعة والعمل ولما صرت أنا أتكلم وأوعي في قنوات التواصل صارت لي أكثر من استضافة لدعم أمهات متلازمة داون وذوي الهمم”.

 

فكرة الفروسية

وبخصوص فكرة ممارسة الفروسية، تقول جابر: قرأت عن تأثير الحيوانات وتحديدا التأهيل بالفروسية وبعض الكلاب والقطط يتم تدريبها في أمريكا لتصاحب أصحاب الهمم وكان الأمر شبه مستحيل بتوفر هذه المجالات في السعودية في مخيلتي إلى أن حجزت جلسة تدريب للفروسية في إسطبلات اس ماجيك في منطقة أم الساهك دون علم مني أنه مخصص لذوي الهمم بالدرجة الأولى وكانت سلمى معي علها تحب الموضوع لو شافتني وفاجأني صاحب الإسطبل الأخ العزيز نواف العرادي بسؤال استنكاري ليش مو مسجلة سلمى عندنا ترانا مخصصين لأطفال التوحد وكانت سعادتي لحظتها، قلت له بس هي تخاف قال هذه شغلتنا وأخذها لفة في الإسطبل وخلاها توكل الخيول وبعدها خلاها تسحب الخيل من لجامه إلى أن وصل للارينا حتى يعطيها الثقة بأنها من يسيطر عليه وبدأ المشوار قبل 3 سنوات وكنت أسبوعيا أرجع من الرياض علشان أوديها الإسطبل”.

 

فكرة الفروسية

تقول حواء الجابر أن فكرة الفروسية قد تحولت إلى فكرة للمشاركة في البطولات الاولمبية، وأضافت “بعد أن تمت العلاج  التأهيلي واستقام ظهرها وتقوت عضلاتها اقترح علي الأخ نواف أبو سليم نبدأ معاها فروسية وممكن نطورها لأن مهاراتها واضحة فتره العلاج وممكن تمثل المملكة وكانت الشرارة”.

 

المشاركة في البارلمبياد

حواء تنوي إشراك سلمى في البارلمبياد حيث قالت: أرسلت معلوماتها لأبو سليم لإصدار رخصة الفروسية وحاليا تلخبطت الأمور بسبب جائحة كورونا ولكن رجعنا الإسطبل ومحتاجين جلسة إضافية على جلساتها لتكثيف الجهود اجتازت مهارات كثيرة للآن ورجع المدرب من إيطاليا فالمفروض ترجع التدريبات لسابق عهدها.

 

رسالة للمجتمع

وتقول حواء الجابر في ختام حديثها: “رسالتي للمجتمع الذي لا يزال بعض منه يرفض التعامل مع مثل هؤلاء الأطفال، أنا وأنت وأقربائنا وأهالينا وإذا كنت تقصد بسؤالك المتنمرين فهؤلاء يجب ردعهم بالقانون وعدم التساهل والتسامح في ما يطلقونه من تجاوزات لما أقول أنهم يرفضون فأنا أعطيهم حرية الخيار في القبول والرفض وهذا الخيار غير مطروح على الساحة، عطايا الرحمن مش ناقصة حتى يجي فلان وفلان ويقرر يرفض أو يقبل  والإنسان لازم يكون مؤدب مع الله بالدرجة الأولى”.

 

كلمة شكر

واختتمت أم سلمى حديثها قائلة: “رسالة شكر لصاحب السمو ولي العهد لجهوده الملموسة في جميع المجالات الخاصة بذوي الهمم والفرص الجديدة التي تم تطويرها وعندي ثقة تامة أن القادم أجمل بإذن الله في ظل الرؤيا ٢٠٣٠، وشكر لوالدي الذي استقبل سلمى بكل فرح وحب ووقف جنبي في كثير من المواقف وخصوصا الفترة الأخيرة، جلسات الفروسية لما يتعثر علي توصيلها أو تواجدي في الشرقية يأخذها ويوديها لجلساتها أنظمة التعليم والتأهيل تحتاج شغل أكثر في اختيار كوادرها لأن الهدف الرئيسي دمج ذوي الهمم في المجتمع مش عزلهم عن المجتمع”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com