ما بين بنجلادش وجنوب السودان إستراتيجية واقعية
الكأس – حسين القلاف
يعتقد البعض بل الأغلب ان المال يصنع الأبطال وانه بدونه لا يتحقق إنجاز او ان مقومات وعناصر الإنجاز ناقصة ، بينما تثبت الإحصائيات والتقارير والتاريخ بشتى بقاع الأرض أن هذه المقولة والفكرة خطأ جملةً وتفصيلاً .
وهنا انا لا أدعي بعدم جدوى وفائدة المادة في تطوير المنظومة الرياضية إن وضعت في يد كفيلة بإدارتها بالشكل الصحيح ، وهنا يأتي دور الفكر الراجح الذي يعمل للمدى البعيد دون الإلتفات للمعوقات سواء مادية او معنوية فلكل فكرة مناصرين ومعارضين وهذا طبيعي جداً ، ولكن السؤال الذي يطرح دائماً هل أعطي لأصنع اللاعب أم أن اللاعب يجب ان يعطي ويبدع ليستحق الجائزة ؟ والجواب هنا يعتمد على منهجية المنظومة وإستراتيجيتها وإمكانياتها ،فعندما تتواجد في منظومة غنية مادياً يختلف تماماً عن غيرها الأقل وفرة مالياً ، ومن المعيب بأن تقارن العطاء المالي بين منظومة وغيرها .
وهنا نطرح مثالاً حياً وأنموذجاً للواقعية ، فنرى البلاد الفقيرة مالياً تنجز بل وتسيطر وتحتل مراكز متقدمة رياضياً بالرغم من إنعدام المادة ، فما هو سر هذا التميز والتفوق للبلدان الفقيرة في إفريقيا وآسيا فنرى أن منتخب بغلادش لكرة الطائرة يقدم مستويات راقية جداً ويقصي عظماء اللعبة مثل الصين ، وأيضاً في نفس اللعبة نرى باكستان والهند تقارع الأبطال وتحتل مكانة مرموقة في سلم الأفضلية ، ونرى بعض البلدان الإفريقية تتبوأ منزلة ومكانة عالية في أغلب الألعاب ، وأقرب مثال هو تأهل جنوب السودان لكأس العالم في كرة السله بعد إقصائه مصر أحد أفضل الفرق تفوقاً رياضياً في القارة السمراء وأثيوبيا في ألعاب القوى وغيرها من الأمثلة .
فما هو سر هذا التميز وما هي الخلطة السرية التي جعلت من هذه البلدان الفقيرة أبطالاً ومتميزين رياضياً ؟
وهنا اجتهد في الإجابة وأقسم بأنني لم أرى غير هذه الإجابة وهي بوجود الفكر و الواقعية والعمل الإستراتيجي والهمة العالية والإرادة ، فالعمل الإسنراتيجي الحقيقي وإظهار القدرات العالية للرياضي هي الإنطلاقة الحقيقية نحو الإنجاز والإعجاز ، وأكرر هنا إن وجدت المادة وتم إدارتها بشكل متزن ليس من قبل الإدارة فقط بل حتى من قبل اللاعب نفسه ، إذ أنه ليس من المنطقي أن تقارن نفسك بالأخرين لأنه هنا تبدأ نقطة الإنهيار الرياضي .
وأخيراً انوه وأشدد على ان تكون رياضياً أولاً قبل أن تكون ثرياً لأن الثراء يأتي بعد الجهد والتميز والإنجاز ، وعندما تدخل المادة كمطلب أساسي هنا يبدأ الإنهيار الفعلي للرياضه .