هدده الموت فعاد أكثر صلابة
الكأس – جاسم الفردان
ليس من السهل أن يلم بك مرضا ما لا تشعر به ولا تتألم منه فقط تنظر لنسفك أنك تنقص وزنا وتبدو نحيفا، أن يعرفك عشاق كرة اليد في بلدك ومنتخبات بلدك أنك أحد أساطير كرة اليد وأنك ملهما وبارعا وينتظر منك الكثير لتقدمه لبلدك وأنك من ضمن مجموعة عرفة بأنها الجيل الذهبي لكرة اليد العربية.
مؤلم أن تكون خارج بلدك تصنع لنفسك ولأبنائك مستقبلا زاهرا ومكسبا حلالا، تتابع ما أنت عليه ترسل حالتك ودواعي تدهور وزنك وفجأة ودون سابق انذار تأتي مكالمة مهمة من بلدك عليك القدوم حالا تُحضر حقائبك وتغادر ولا تفهم ما الذي يجري، تُحيط بك الأفكار السلبية الخوف من المجهول، كيف حدث ويحدث ذلك؟ ماذا أقول لأبنائي زوجتي أهلي أصدقائي؟ شريط ذكريات الماضي تعيده نظراتك ويرتسم أمامك القلق الخوف والأهداف تتهاوي وتتساقط كأوراق الخريف.
المصري شريف حجازي مؤمن من شيد اسمه بماءٍ من الذهب من صنع الابتسامة من سحر عشاق كرة اليد بأدائه وصلابته وأهدافه ، لعب لنادي الطيران والمنتخب المصري تألق وبزغ نجمه فكان مؤثرا في كل مباراة يلعبها للمنتخب المصري ونظرا لعطاءه وتألقه الخارق جرت وراءه الأندية الأوروبية للاستفادة من خدماته، ووقتها لم يكن يسمح الاتحاد المصري برئاسة الدكتور حسن مصطفى لسفر اللاعبين أو الاحتراف الخارجي، أحترم قرار اتحاد بلده مصر واحترم أهداف الاتحاد المصري، لكنه سمح له اللعب للخليج السعودي بإذن من الرئيس الاتحاد المصري حسن مصطفى ووقتها كان الأب الروحي لكرة اليد المصرية.
شريف مؤمن .. وتوقف الدوري السعودي، وهو لاعب نادي الخليج قرر الذهاب للحج بوزن يتهاوى وعاد بوزن مقلق ومخيف خاسرا 15 كيلو أجرى كل الفحوصات وتواصل مع أحد أطباء بلده ليخبره الخبر الصاعقة أمامك ثلاث أسابيع أنك ” ميتا لا محالة ” ومثل هذه الخبر يُسرع مدة المغادرة من الحياة يُسرع في الانهيار ويذيب اللحم ويجعل المزاج العام مشتت ومغيب عن الحياة.
شريف حجازي مؤمن ورغم قوة الخبر كان ثقته بالله أكبر وكانت عزيمته أقوى والتحدي سماته وصفاته ودائما ما يحدث لاعبيه أن الحياة لست صعبة ولا مستحيلة وبالإرادة والعزيمة نصنع المعجزات ونكسر المستحيلات ونحوله إلى واقع وانجازات نأنس بها ونفرح ونُرح من هم حولنا ويحبوننا .
لا نود الخوض في تفاصيل مرضه، ولا كيف تمت معالجته، فقط نقول الصين أعادته وأعادة الابتسامة متعافيا منتصرا وشابا يافعا، ذاته شريف مؤمن المتحدي الأقوى المنتصر دائما، هدده الموت بالفناء قبل حينه فأفنى الموت لأنه لم يحن أجله وكان الفائز المنتصر.
شريف مؤمن من هذه القصة عبرة، والتحدي الانتصار النجاح الكفاح حياته، كيف يستغلها لتثبيتها وترسيخها في عقول لاعبيه وهو من عاشها وتعايش معها فكان هو الكاسب، هي مبادئ وقيم واعتراف ضمني أن المستحيل يذوب بالإرادة والأمل.