محمد سعيد المالكي
ظهرت على السطح في
الآونة الأخيرة بعض الأحداث والأخبار
التي كشفت للجميع ثغرات كبيرة وتراجع مخيف
على مستوى الفكر الاحترافي الرياضي
في منظومة الرياضة بشكل عام،
وحديثي هنا لن يكون تعميماً
بقدر ما سيكون
تحليلاً مختصراً لبعض
ما يعانيه الوسط الرياضي من أزمات قد تكون
هي السبب المباشر
أو غير المباشر في تراجع الرياضة السعودية
لسنوات مضت، والأمثلة التي سأذكرها ليس
المقصود من ذكرها إلا ضرب المثال فقط.
تداولت الأخبار خلال الأيام الماضية
ثلاث قضايا
أجزم أنّ الفكر الاحترافي الضعيف
هو السبب الرئيس والقاسم المشترك
بين تلك القضايا، ففي الخبر الأول تعاطف
الوسط الرياضي بمختلف ميوله مع ما أصاب
اللاعب خالد الزيلعي -شافاه الله- من مرض وما وصلت له حالته الصحية
وهذا يعكس الوجه الجميل للرياضة،
ولكن ما يزعج في الموضوع أنّ الكابتن
خالد أحد اللاعبين الذين عاصروا فترة الاحتراف
والضخ المالي الكبير والعقود
المليونية، والمحترف الحقيقي لا ينبغي أن يكون محترفاً على الجانب الكروي
فقط، بل يجب أن يكون محترفاً أيضاً
على مستوى
الفكر ويخطّط للسنوات القادمة
ويستثمر ما يحصل عليه بأي شكل من أشكال
الاستثمار تحسُّباً لأي توقف يحصل له بشكل
مفاجئ كإصابة أو استغناء عن خدماته، أو لتوقفه الطبيعي
إذا قرّر اعتزال كرة القدم وتوديع الملاعب.
والخبر الثاني هو خبر مغادرة لاعب
نادي الاتحاد
فهد المولد لمعسكر الفريق بأبها،
وما تبعه
من
بيان صحفي لإدارةالنادي وتوضيحات
من اللاعب
على صفحته الشخصية في تويتر،
وما يعكس التأخر الاحترافي في هذا الموقف أنّ اللاعب للأسف كغيره من اللاعبين الذين
يعرفون
ويعترفون بما لهم
من حقوق ولا يعرفون أو يعترفون
بما عليهم من واجبات، ويكفي أن
أنقل هنا ما قاله الكاتب أحمد الفهيد
عندما قال نصّاً : " إلى فهد المولد مع التحية هناك حقوق لك كلاعب، وأخرى عليك.. الأجر من حقك، وأن
تلعب جيدًا من حق فريقك.. إن لم تحصل
على مالك فهناك قانون يحفظ لك هذا المال، اذهب إليه، وخذه بسلطته، وقوته،
وحكمه، لكن إلى من يذهب الفريق حين
لا يحصل على أداء قتالي، ومسؤول
داخل الملعب ؟!.. اشتك والعب،
وكما تقاتل لنيل أموالك، قاتل أيضاً لينال
فريقك النقاط..
تقدم بمستنداتك للقضاء، وفي الوقت نفسه تقدم
بفريقك في سُلّم الترتيب ".
وثالث الأخبار هو خبر الساعة المتعلق
بانتقال
عبدالفتاح عسيري من الأهلي إلى النصر، والقصص الدرامية التي واكبتهذا الحدث
وعبارات الخيانة والتآمر، والتجاهل التّام أنّ
أبجديات الاحتراف تجعل الانتقال بين الأندية
حقّاً مشروعاً لكل لاعب يرغب في خوض
تجربة جديدة أو يطمح لهدف آخر أو يريد
تأمين حياته ومستقبله،
وكذلك تجعل الانتقال حقّاً مشروعاً
لكل نادٍ لديه رغبة في الاستفادة
من خدمات
اللاعب المتاح للانتقال،
ولديه القدرة على الوفاء بطلباته ومستحقاته
العاجلة والآجلة.
وملخص القول أنْ يُقال: احترافنا في
خطر إن استمرت هذه الأفكار مهيمنة على
رياضتنا ومن فيها، ومسيطرة علىالعقول التي
تشارك في إدارتها أو الأركان التي يُنتظر منها
أن تساهم في أن يتحول احترافنا من الورق
إلى أروقة الأندية والكيانات وفكر اللاعبين وقلوبهم قبل حساباتهم
وجيوبهم.