أعلنت لجنة توثيق البطولات السعودية نتائج عملها قبل عدة أسابيع. هذه النتائج جعلت الشارع الرياضي السعودي بمختلف أطيافه يمر بحالة من التشنج والجدل وهو الذي كان قبل أيام يعيش نشوة الفرح والفوز من خلال النتائج الإيجابية التي حققها منتخبنا الوطني متصدرا بذلك مجموعته، وهو كذلك من احتفل بتأهل منتخبنا الشاب لنهائيات كأس العالم. التساؤل الأول هو توقيت الإعلان عن نتائج هذه اللجنة حيث أن الرياضة السعودية تعيش أجمل فتراتها منذ عقد من الزمن، ومن وجهة نظري أن ذلك تناقض غريب في سياسة الاتحاد السعودي لكرة القدم مهما كانت المبررات ولكن تعودنا في وسطنا الرياضي على مثل هذه الأحداث.
التساؤل الثاني هو أنه لم يكن لازماً تشكيل لجنة لتوثيق البطولات، فالاتحادات الرياضية واللجنة الأولمبية لديها سجلات موثقة لجميع البطولات التي أقيمت منذ انطلاقة الرياضة السعودية، فكان كافيا أن يقدم كل اتحاد إحصائيات لبطولاته الموثقة لديه وتستخلص البطولات الرسمية فقط، ويستبعد منها البطولات الغير رسمية مثل بطولات المدارس والسداسيات والمسابقات الرمضانية والبطولات السنية والمنافسات الودية.
التساؤل الثالث والأهم هو حول صحة ودقة هذه المعلومات التي قدمتها اللجنة للشارع الرياضي حيث أن اللجنة افتقدت لثلاثة من أبرز المؤرخين في الوسط الرياضي السعودي هم: عبد الله جارالله المالكي ومحمد القدادي وأمين ساعاتي، وكذلك معايير تكوين الأعضاء حيث أن أحد أعضاء هذه اللجنة كان قد استغرب في تغريدة سابقة له تمجيد النصراويين لماجد عبدالله وأنه مجرد لاعب قادم من "السودان" الشقيق "تخيل كيف يفكر فقط" والآن يتشدق بالحياد والمثالية وعندما تطرق لذلك أحد الإعلاميين بعد المؤتمر الصحفي لتوثيق البطولات كان رد رئيس الهيئة العامة للرياضة له "مو شغلك" وكأن آلية ومعايير عمل تلك اللجنة أصبح من الأسرار التي يحظر السؤال عنها.
ختام القول: تشكيل هذه اللجنة ونتائجها زادت من حدة التعصب الرياضي وظهور الكراهية بين افراد مجتمعنا الرياضي، وبغض النظر عن ما يطلبه المتعصبون فإن جميع المنتمين للوسط الرياضي بمختلف ميولهم وإنتماءاتهم يعرفون عدد بطولات أنديتهم الرسمية والغير رسمية.