الكأس _ حسين البراهيم
عُرف رياضي مشهور لدينا ، و هو عندما تكون القرارات تصب في صالح المتضرر معناها عند جمهوره و إعلامه أن فريقهم يستحق العدل و الإنصاف ، و تتغير اللغة مليون درجة عندما تكون القرارات عليهم و ضدهم ، هُنا اللجان أصبحوا ظالمين و متربصين على أنديتهم بحكم ما يصورنه إعلامياً .
لنصل إلى نتيجة حتمية لهذا الوسط "الرياضي"أن المكابرة على الأخطاء هي الجزء الرئيسي أمام كل قضية ، حتى لو كان الوزر واضح علينا و ضوح الشمس نبدأ بقلب الموازين رأساً على عقب حتى نتمكن فيها من تحويل الحق إلى باطل و العكس صحيح .
بالتالي يصعب على أي لجنة أن ترضي طرفين لذلك إعلامهم و جماهيرهم يرون أنهم على حق دائماً . لذلك المتداول الآن قضية الديربي بين النصر و الهلال بسبب توقيع محمد كنو ، لعقدين مع أندية قوية إعلامياً و إدارياً و جماهيرياً و الكل يقول للآخر :"الزود عندي".
يبدو أن اللاعب هو من وضع نفسه في هذا المأزق بسبب التوقيع لعقدين مزدوجين ، و كان من الأولى أن يتدارك هذا الخطأ الشائع منه حتى لا يَخوض في المشاكل القانونية التي هو في غنى عنها .
القضية بين الأطراف الثلاثة يوجد فيهم مخطأ بالتأكيد ، و لكن من يستطيع أن يفند هذا الخطأ ليس الإعلام بكل تفرعاته و لا الجماهير التي تغلب عليها العاطفة تجاه فريقها مهما كان وقع الخطأ و حجمه ، بل الحُكم يكون في مثل هذه القضايا للمحامين و الذي لهم علاقة بالقانون في المقام الأول ، بدلاً من فتح المساحه لكل من هب و دب يفتي على حسب ما تصبو له نفسه .
يبقى هنا تساؤل مهم في القضية بالتحديد بين من هو المتضرر و من هو المستفيد في القضية ؟ أنا أقول نعم اللاعب تضرر بإيقافه أربع شهور من تاريخ القرار ، و كذلك النصر استطاع أن يُعيد أمواله من هذه الصفقة ، و الهلال أيضاً تضرر من ناحية القرار فقط لإيقافه فترتين مقبلة عن التعاقدات ، و لكن فنياً الهلال لن يتضرر أبداً ؛ لأن هذا القرار محسوب حسابه عندما شاهدنا في الصفقات القوية التي أبرمها الهلال في الفترة الشتوية ، و أعتقد في ما لو استأنف الهلال في نقض هذا القرار أنه لن يواجه مشاكل فنية مع ترسانة النجوم التي يملكهم حتى لو عوقب الفريق بفترتين تسجيل أخرى .
النصر في عام 2005 عوقب بمنعه من تسجيل لاعبين أجانب بسبب شكوى لاعبه السابق البرازيلي يدعى كاريوكا ، و الاتحاد في عام 2016 عوقب بفترتي تسجيل بسبب شكوى لاعبه السابق الأسترالي ترويسي. في النهاية الهلال لم تكن عقوبته أشد من عقوبتي النصر و الاتحاد في الوقت السابق لأن النصر في هذه الفترة لعب فيها موسم عقوبته بدون لاعبين أجانب بتاتاً ، و الأندية الأخرى شاركت بكامل محترفيهم الثلاث في ذلك الوقت ، بينما الاتحاد أمضى فترة عقوبته بأربع لاعبين أجانب مقابل سبعة لاعبين أجانب للأندية الأخرى .
بالرغم من مصايب النصر و الاتحاد السابقة ، إلا أن كل ذلك لا يقارن عند مصيبة الهلال الحاصلة في الفترة الحالية.
احذر أن تكون شامتاً على غيرك ، ففي الغد قد تصبح ممن ينقلب عليهم الحال و تمسي من المبتلين .