الكأس - محمد الجوكر
بعيدا عن تعاطفي مع المنتخبات العربية المشاركة في مونديال الدوحة انا اشجع البرازيل واتمنى ان تفوز باللقب لاعتبارات كثيرة فنيا ونفسيا واجتماعيا. لاننا ارتبطنا بها منذ زمن خاصة الكرة الإماراتية وعلاقتها بالكرة البرازيلية كونها الرائدة في الهرم الكروي عالمياً، فقد لعب البرازيليون دوراً مهماً في تطوير اللعبة بالمنطقة، وجعلها متعة كروية، يستمتع بها الجمهور، وتأتي البرازيل كونها واحدة من أهم دول العالم في مدارس كرة القدم، بعد أن طورت طريقة اللعب إلى المتعة والفوز، ليكون لها تأثير رياضي ونفسي على جميع متابعي كرة القدم في العالم، الذي بات يفضل كرة القدم على غيرها من الرياضات، ويعود جزء كبير من الأفضل في ذلك إلى «أهل السامبا».الذين تصدروا مجموعتهم ونالوا الدرجة الكاملة لانه باختصار فريق يطربك وانت تشاهد هذه الكوكبة من النجوم
وهنا في منطقتنا كان تأثير المدرسة البرازيلية واضحاً جداً خصوصاً المدربين في الأندية والمنتخبات، فمعظم البرازيليين الذين عملوا هنا «نقلوا» فرقنا إلى مستوى معين من التطور، وأدخلوا المفاهيم الحديثة لكرة القدم الممتعة، ولا أحد يستطيع أن يتجاهل أو ينسى ذلك التأثير، فدورهم واضح، وعلى سبيل المثال لا الحصر فإن الأندية التي فازت بكبرى البطولات الكروية جاءت معظمها على أيدي مدربين برازيليين، الذين تركوا بصمات واضحة جداً على الكرة الخليجية، وهذا أمر نشكرهم عليه، حيث لهم الفضل في نقل خبراتهم الفنية في اللعبة إلينا، وأصبحت للكرة البرازيلية مكانة خاصة في دول المنطقة.
وأستغرب أن لقاءاتنا أمام منتخبات أمريكا اللاتينية ظلت محدودة، ولا تتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة، رغم أن المدرسة اللاتينية متألقة، وكان علينا أن نستفيد منها أكثر، وأعتقد أن توجه أنظار الأندية من جديد لأمريكا اللاتينية وخصوصاً المدرسة البرازيلية يعيد ذكريات زيارات فريق سانتوس وسان باولو البرازيلي عام 1973 إلى المنطقة، فعلاقتنا مع الكرة البرازيلية مستمرة منذ سبعينيات القرن الماضي، كما أن الأسماء التدريبية البرازيلية لها مكانة خاصة في الكرة الإماراتية بمدربين كبار أبرزهم زاجالو وكارلوس ألبرتو، وتيلي سانتانا وغيرهم ولنا أجمل الذكريات مع الثنائي.
الكرة البرازيلية تقدم كل يوم مواهب يمكن الاستفادة منها واليوم موعد جديد لخضر الفنايل مع الكابوي المكسيكي ويالها من موقعه ننتظرها وندعوا من قلوبنا للمنتخب الشقيق بان يتجاوز محنته ويستعيد مستواه ويحقق الفوز والتأهل وهم قدر هذه المسؤلية ..والله من وراء القصد.