يحيى العمودي يكتب “حتى يكون بيننا بولت و فيليبس !!”
إحدى الاستراتيجيات التي تولد أكبر قدر من التحسن على المدى الطويل في إدارة نقاط الضعف ، هي طريقة التركيز على (نقاط القوة) لدى الفرد، كما وصفها دونالد كليفتون .
اولسن بولت ، العداء الجامايكي الذي فتح كتاب التاريخ في 2008 وكتب بحبره الخاص على صفحاته مجداً خاصاً به ورقماً قياسياً عالمياً و أولومبياً ، ثم قام بكتابة رقم قياسي آخر كسر به رقمه السابق و ظل صامداً لم يُكسر ليومنا هذا .
استثمر الجامايكيون فيه بذكاء وجعلوا منه بطلاً لا يُقهر من 2004 حتى اعتزاله في 2016
السباح الأمريكي مايكل فيليبس الذي أغرق جميع منافسيه من 2004 حتى اعتزاله عام 2016
كان محل سخرية وتنمر من زملائه بالمدرسة لمعاناته من مرض اعتلال الحركة الزائدة حتى لجأ لطبيب نفسي نصحه بالرياضة والسباحة ، ورأى فيه الأمريكيون مشروع بطل قومي فاستثمروا فيه أفضل استثمار وترك بصمته لليوم لا يتجاوزها أحد
ما رأيناه من مستوى مميز قدمته المواهب الجديدة على الساحة الأولومبية العالمية لأول مرة ، يبشر بالخير لمستقبل واعد للعديد من السنوات الأولمبية القادمة وليس فقط لـ 2028 , فمشاعل العايد وزيد السراج و دنيا ابو طالب كتبوا لأنفسهم سطراً جديداً في باريس ، لتكون البداية نحو تحقيق منجزات أكبر ، بل لولا سوء الطالع لكانت هناك ميداليتين أو ثلاث لدنيا أبو طالب و رمزي الدهامي وعبدالرحمن الراجحي في منافستي التايكوندو و قفز الحواجز .
اهتمام سمو وزير الرياضة بهذا الجانب وما يترجمه ذلك من إقامة الألعاب السعودية لموسمين والثالثة بعد أقل من ثلاثة أشهر و ماتقدمه أكاديمية مهد مع تعزيز دور المدارس والكشافين المهم جداً في هذا الشأن في الألعاب المختلفة الجماعية و الفردية سنجني ثماره ذهباً بإذن الله ، و المميز في ذلك أن هذا العمل لن يكون من أجل بضعة ميداليات في أولمبياد واحد أو اثنين (خطة اليوم الواحد) ثم العودة للمربع الأول بعد اعتزالهم ، بل لإرساء إرث مستدام لعمر طويل يبدأ من اليوم ويستمر حصاده إلى ماشاء الله .