الأخضر الشاب والأحمر اليماني يتأهلان إلى نهائيات كأس آسيا
الكأس – حسن العنس
إن أي نجاح في أي مجال لا يمكن أن يكون أو يأتي من فراغ، وإنما بجهود وبتكاتف الجميع،
فبفضل القيادة الحكيمة للدولة السعودية وبتوجيه وزارة الشباب والرياضة واتحاد كرة القدم السعودي لتسهيل كافة الإمكانيات والدعم للشباب وللمنتخبات الوطنية السعودية بما فيها الاهتمام بمنتخب الشباب السعودي،
والذي تأهل إلى نهائيات كأس الأمم الآسيوية التي ستقام في الصين 2025.
جاء تأهل الصقور الخضر للشباب بعد أن نالوا البطاقة الآسيوية عن جدارة واستحقاق ضمن التصفيات المؤهلة التي خاضوها على أرضهم وحجزوا منها مقعدًا إلى نهائيات الصين،
بعدما تجاوزوا مجموعتهم الرابعة التي استضافوها بالمملكة بمدينة أبها وضمت إلى جانبهم منتخبات أستراليا وفلسطين وأفغانستان وماكاو.
نجوم الأخضر السعودي الشاب حققوا الفوز في ثلاث مباريات برصيد تسع نقاط ولعبوا المواجهة الأخيرة للجولة مع الكنغر الأسترالي، خرج الفريقان بتعادل سلبي بدون أهداف ليكسب كل منهما عشر نقاط، وكانت كافية للأخضر الشاب لنيل البطاقة عن المجموعة الرابعة والتأهل إلى بكين.
كل هذا الإنجاز الرياضي السعودي بضمان التأهل للمحفل الآسيوي الذي حققه نجوم الأخضر السعودي الشاب لم يأتِ من فراغ، فقد كانت خلفهم قيادة حكيمة ذللت كافة الصعاب وسهلت الطريق للعمل والبناء لهؤلاء اللاعبين منذ عدة أشهر وسنوات، تدرجوا من الفئات العمرية واشتغلوا على تطوير مهاراتهم الفنية والبدنية والنفسية والذهنية، وابتعثوا لاعبيهم في عدد من الدول وانخرطوا في معسكرات تدريبية داخلية وخارجية، ولعبوا مباريات ودية جعلتهم في فورمة عالية نالوا بها مرادهم لوطنهم.
بالمقابل، وبرغم الصعوبات والمعوقات التي واجهها المنتخب اليمني، وبدون مباريات ودية دولية أو معسكرات تدريبية أو ابتعاث خارجي للاعبين، نال نجوم منتخب اليمن للشباب بطاقة التأهل عن المجموعة السادسة التي دارت منافساتها على ملعب ماديا استاديوم الإندونيسي خلال الفترة من 21 وحتى 29 من سبتمبر الفائت.
ففاز على تيمور الشرقية بثلاثة أهداف مقابل هدف، وحقق الفوز في مباراته الثانية بثلاثية نظيفة على جزر المالديف، وفي المباراة الثالثة فرض التعادل على أصحاب الدار والضيافة والجمهور، المنتخب الإندونيسي.
فحصد سبع نقاط وسجل سبعة أهداف، ودخل مرماه هدفان، فتساوى مع نظيره الإندونيسي بذات النقاط وبفارق هدف عنه، مما نتج عنه أن تذهب الصدارة لإندونيسيا وأفضل مركز ثانٍ لمنتخب اليمن للشباب من بين عشرة منتخبات حلت ثانيا.
وبهذا تم انضمامه إلى كبار منتخبات آسيا في النهائيات القادمة.
هكذا كانت رحلة نجوم منتخبنا الوطني للشباب في التصفيات المؤهلة للصين مليئة بالمنعرجات والأشواك والنقص المادي والمعنوي من قبل جهات الاختصاص.
ولكي يعرف الجميع وخاصة الجمهور الرياضي وغير الرياضي أن التأهل من التصفيات التمهيدية وبلوغ النهائيات الآسيوية هو أفضل من التتويج بلقب غرب آسيا. فبطولة غرب آسيا لكرة القدم كانت ودية أو بمعنى تحضيرية واستعدادًا لما هو أهم، بينما من يفرح بكأس بطولة غرب آسيا فهي لا محل لها من الإعراب بصريح العبارة، كونها لا تساوي شيئًا في التصنيف الآسيوي ولا تدخل ضمن الاستحقاقات الكروية المهمة لاحقًا، فتنتهي مثل أي بطولة عادية.
لذلك، ما قهرني هو أننا وجدنا الجميع يتهافت وينبري للتكريم والدعم وسط تغطية إعلامية وصحفية من أجل الشهرة والمفخرة. لا يمنع أن يتم التكريم لكافة البعثة من جهاز فني وإداري ولاعبين، فهنيئًا لهم التكريم.
لكن نتوقف هنا ونعرف الفوارق الأهم في قيادة الدولة وأهمية المتابعة والاهتمام بمن يمثل الوطن خارجيًا، وجعله في أولى نقاط الأعمال والجداول اليومية بتخصيص الميزانيات والموارد المالية لدعم الأبطال وتحقيق الإنجاز.
لكن عندنا وفي واقعنا العكس تمامًا، وزارتا الشباب والرياضة بصنعاء وعدن واتحاد كرة القدم تجاهلوا وطنشوا وتخلوا عن مسؤوليتهم تجاه من حققوا الإنجاز الآسيوي، اللاعبين الأبطال بالتأهل لنهائيات كأس الأمم الآسيوية إلى الصين 2025.
فأنكروا جهودهم منذ أن وطأت الأقدام الوطن. أين الدعم والمساندة لهم؟ أين الاستقبال الكبير؟
أين التكريم اللائق لهذا المنتخب الشاب الذي ناضل وجاهد ونال التأهل عن جدارة واستحقاق أمام منتخبات آسيوية تطورت رياضيًا وعرفت معنى الإنجاز للوطن؟
اليوم وبعد تأهلهم إلى النهائيات الآسيوية، ولا أحد التفت لهم!!
هل تعرفون أن مهمة التصفيات هي المهمة الرسمية وما قبلها تحضيرية وودية؟
خابت آمالنا بالاستقبال الذي لم يكن بما هو مأمول من قبل رجال المال والأعمال لدعم وتكريم المنتخب.
أضف إلى ذلك عدم اندفاع وتهاتف الهبة الجماهيرية لهذا المنتخب، الذي كان مأمولًا منهم الاحتفاء بالإنجاز الكبير لمنتخبنا الشاب الذي تأهل لنهائيات كأس آسيا في بكين 2025.
فبالله عليكم، هل هذا جزاء الإحسان والمثابرة لنجومنا الشباب وبعثتهم أن يتم تجاهلهم وإدخال الحزن على وجوههم وقلوبهم بعد عودتهم دون أن يتم تكريمهم التكريم اللائق؟
فما نقول إلا الله المستعان لمن يهمه الأمر! هل سيتم تكريمهم مقابل إنجازهم أم أن التجاهل هو سبيلكم؟!
لماذا لا نقتدي بالدولة في المملكة العربية السعودية وباهتمام وزارة الشباب والرياضة السعودية واتحاد كرة القدم السعودي بتسخير كافة الإمكانيات والدعم المالي والمعنوي للاعبين في كافة المنتخبات الوطنية السعودية، ووضع استراتيجية طويلة المدى للنهضة الرياضية في اليمن وفي جميع المحافظات؟
ينبغي الاهتمام باللاعبين في مختلف الألعاب الرياضية، وعلى الدولة أن توفر كافة أوجه الدعم المادي الذي هو أساس النجاح، ومن ثم الدعم المعنوي، وتخصيص ميزانيات للإنفاق على إقامة وتفعيل البطولات والأنشطة الرياضية على مدار السنة، والأهم الاهتمام والعناية باللاعب فيما يتعلق باحتياجاته الفردية واحتياجاته الأسرية.