التقارير والحوارات

بدر السعيد في زاوية ( منبر الكأس – مع فايز الروقي )

عضو لجنة التعليم والتوعية بالوكالة العالمية لمكافحة المنشطاتWADA وأمين لجنة المنشطات سابقاً والإعلامي الرياضي الحالي الأستاذ بدر السعيد نرحب بك في صحيفة الكأس الرياضية وتحديداً في زاوية ( منبر الكأس – مع فايز الروقي ) ونسعد بالحوار معك.

-في البداية عرفنا عن نفسك ؟

بدر بن إبراهيم السعيّد المواطن السعودي العاشق لوطنه .. رب أسرة .. أحمل درجة الماجستير .. أهيم حباً وشغفاً واهتماماً في الرياضة منذ طفولتي .. مارستها سباحاً .. وصادقتها مشجعاً .. وتعلمت منها متطوعاً .. وعانيت منها موظفاً .. وخدمتها مسئولاً ..واداعبها حالياً عبر الإعلام .. ومن يدري فقد أعود لعناقها مجدداً ؟! مثلث متعي (رياضة – سفر – براري) .. أسكن الرياض جسداً وتسكنني .. أحب الأوفياء .. أتقرب من الصادقين .. أعشق التحدي ..أتلذذ بالكبسة .. مدمن شاي ..!

-ما السبب الذي دفعك الى تقديم الاستقالة من لجنة المنشطات ولماذا؟

واجهت أثناء السنوات الأربع الأخيرة من عملي في اللجنة حروب إعلامية موجهة ومركزة بعيدة عن المهنية وتفتقر إلى النبل والإحترام للأسف .. وكانت في غالبيتها شخصية بحتة .. إلا أن ذلك الأمر لم يكن ليثنيني عن خدمة وطني من خلال مكافحة المنشطات المحظورة رياضياً فقد دخلت هذا المجال وأنا على يقين بردة الفعل المتوقعة من إعلام الأندية .. لكن ما دفعني لترك اللجنة هو أن ذلك التأثير الإعلامي والنفوذ القوي من أحد الأندية زاد عن حده وعجزت المؤسسة الرياضية “حينها” عن التصدي له وحمايتي من إساءات كثيرة وصلت إلى الاتهام في الذمم والتهديد .. علاوة على صمت وعجز رئيس اللجنة في القيام بدوره تجاه ذلك الأمر بكل تبعاته خصوصاً وأنها كانت توجهات اعلامية “شخصية” بحتة تهدف لشتويه صورتي لاعتبارات ودوافع اتحفظ عليها وأعرف جيداً من هم وراءها .. وبالطبع مع غياب النظام الكفيل بردع المتطاولين والمسيئين في الإعلام كانت الأمور تزداد صعوبة شيئاً فشيئاً فالآلة الإعلامية للأندية في ذلك الحين كانت أقوى تأثيراً من قدرة المؤسسة الرياضية على السيطرة وإيقاف تلك الإساءات المتكررة والفاقدة لأبسط اسس النبل والاحترام ..! لذلك كان يوم 18 مارس 2013 هو آخر عهدي بالعمل الرسمي مع اللجنة حيث تقدمت باستقالتي خطياً عبر بريد إلكتروني أرسلته مباشرة إلى رئيس اللجنة .. وقد أعيد تشكيها لاحقاً بعد استقالتي بيومين .. واكتفيت بتواجدي في عضوية WADA حتى نهاية الفترة النظامية للعضوية وهي آخر يوم في العام 2015م .. وقد اتخذت ذلك القرار بعد أن أصبح هو أسلم وافضل القرارات المتاحة بالنسبة لي أمام مستقبلي ومسيرتي في اللجنة .. لكن ما يجعل المرء مرتاح الضمير هو أن يترك مكانه وقد أسس لعمل ممنهج ومنظم لا يزال حتى هذا اليوم صامداً أمام المتغيرات .. والأهم من ذلك كله أن يكون الانسان قد غادر المكان مرتاح الضمير وقد ارضى الله قبل خلقه .. وصدقني يا عزيزي .. العمل لم ولن يقف يوماً ما على رجل معين .. فالمسيرة لا تتوقف بفضل الله .. وأحمد الله جل وعلى أني لا أزال اتمتع بالعلاقة الجيدة وثقة واحترام المسئولين الرياضيين على المستوى المحلي والإقليمي والدولي .. ولا زلت أقدم ما لدي من تجربة وعلم في مجال الرقابة على المنشطات خدمة لرياضة وطني من خلال المحاضرات والاستشارات في هذا المجال .. وسأظل خادماً لهذا الوطن ما حييت بإذن الله ..

-الحياة لا تحتمل التأجيل – هكذا يقولون – فما القرار الذي ظل مؤجلاً مع (بدر السعيد) حتى إشعار آخر؟

من هذه الناحية أجد نفسي ممن أجلوا الكثير من الأمور ومنها على سبيل المثال استكمال دراسة الدكتوراه .. والبدء في تأليف كتابي الأول ! كاتب متألق، ناقد ناجح ومثير، رجل ذو علاقات مميزة..أيهم يعبر فعلاً عن شخصيتك؟ إذا كنت تراني بذلك الوصف فهذا أمر يدفعني أن اتمسك بجميع ما ذكرته في سؤالك .. أما الإجابة عن هذا السؤال فهي ملك الآخرين فهم المرآة التي تعكس نظرتهم لي .. لكن المهم في نهاية الأمر بالنسبة لي أن أكون في كل أشكالي وحالاتي قد سعيت لرضا الله أولاً قبل خلقه ..

– الجميع يتساءل لماذا تبنيت قضية محمد نور في المنشطات وما الهدف من ذلك ؟

قبل الإجابة عن هذا السؤال علي أن أؤكد على حقيقة وهي أن محمد نور نجم سعودي تميز بانجازاته وحظوره الميداني الذي لا يمكن أن ينكره إلا جاهل بكرة القدم السعودية .. أما عن اهتمامي بالقضية فهو نابع من أمرين رئيسيين أحدهما أن الموضوع يتمحور حول تخصص أملك فيه بفضل الله الخبرة والمعرفة الكافية لما يزيد عن 18 عاماً وبلغت فيه ذروة المستويات بحصولي على عضوية لجان الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات وبالتالي فإن المتابعين الرياضيين بشتى مسمياتهم كانوا ينتظرون من أمثالي أن نقدم المعلومة الصحيحة وكانت أبرز تعليقاتي على القضية عبارة عن استجابة لتساؤلات الشارع والإعلام الرياضي الذي أشكر له ثققته في شخصي المتواضع .. ومن ناحية أخرى كان اهتمامي بالقضية نابع مما شاهدته وسمعته من تشويه للحقائق والمفاهيم وتسطيح للرأي العام من خلال تقديم معلومات خاطئة و وجهات نظر خالفت القيم والأنظمة والأعراف والتربية الصحيحة للأسف الشديد .. حتى وصل الحال بأحد الإعلاميين أن يروج لاستخدام المواد المحظورة ويشجع على ذلك عبر برنامج تلفزيوني يشهده مختلف شرائح الشعب ومنهم الشباب والناشئة .. ويقدم أصناف الكذب والتدليس مبتعداً عن كل القيم والمباديء للأسف الشديد !! لذا فإن هذا الأمر كان أحد أهم الدوافع التي جعلتني اتجه نحو تصحيح المفاهيم والمعلومات التي قدمها أولئك المحسوبين على الإعلام بشكل مشوه ..! فكانت الصورة العامة للمشهد أشبه بالحرب بين الحق (الذي تمثله الأنظمة والقيم والفطرة السليمة) والباطل (الذي تمثل في أبشع صوره من خلال إعلاميين باعوا ضمائرهم في سبيل الحصول على سبق صحفي واهم وانتشار أوسع بين أوساط الجماهير العاشقة) ..! هذين السببين كانا بالفعل هما دوافع اهتمامي بالقضية .. أما ما قدمته بخصوص هذه القضية فلم يكن وجهة نظر شخصية بل كان رأيا مستنداً على القانون والأنظمة ومعلومة ترتكز على حقائق علمية مثبتة .. وفي نهاية الأمر أحمد الله سبحانه الذي كشف أولئك الكاذبين على حقيقتهم وإثبات صحة ومنطقية كل ما قلته من معلومات في القضية وفق الأنظمة والقوانين .. والمؤسف في القضية هو أنها انتهت إلى إيقاف اللاعب .. أما المحزن حقاً هو أنه لا يزال هناك أناس يصدقون أولئك الأفاكين الذين ملأوا الإعلام ضجيجاً يغلفه الكذب والافتراء واللعب على وتر العاطفة الجماهيرية ..! وتأكد يا عزيزي أني طيلة فترات ومنعطفات تلك القضية كنت حريصاً على أن اقدم لكل من يتابعني عبر الإعلام المعلومة التي عليه أن يعرفها وليس المعلومة التي يود هو سماعها .. **

-التميز في العمل الإعلامي.. هل يكون بالتقيد بأخلاقيات المهنة مهما كانت المغريات الأخرى، أم السعي نحو الإثارة والربح المالي ولفت الأنظار بمختلف السبل؟

يستطيع الإعلامي أن يجمع بين الأمرين بحيث يقدم الإثارة من خلال قوة المعلومات ومصداقيتها وينال المقابل المادي نظير عمله الإعلامي دون أن يتخلى عن أخلاقيات المهنة مهما كانت المغريات .. فالنجاح الإعلامي لا يأتي بكثرة الكذب والإثارة القائمة على إشعال التعصب بل من خلال النجاح في تقديم المعلومة الصادقة التي لا تنكسر وسط موجات التشويه والزيف ..

-إلى أي مدى أصبح التنافس في الدوري السعودي خارج الملاعب الخضراء، وأصبحت شئون كرة القدم السعودية تُدار من خلال مداخلات رؤساء، وأعضاء شرف الأندية في البرامج التلفزيونية الرياضية ؟

للأسف يا عزيزي أن التشويه الحاصل في منافسات كرة القدم السعودية بات أحد أخطر ما يهدد مستقبلها !! وانسحبت الكثير من فصول المنافسة إلى خارج الملعب بفعل فاعل .. فهناك متنفعين من إغراق الجماهير بنظرية المؤامرة وإشغالهم بحكايا وقصص وهمية بعد عملية ناجحة مسبقاً في غسل عقولهم ..! **

-إذا تأملنا الشارع الرياضي المحلي نجد جماهير متعصبة، وإعلام متعصب، ورؤساء أندية متعصبين، ولجان رسمية تُنقض قراراتها بعد صدورها مباشرة .. هل يمكن القول أن هناك احتقان شديد في الوسط الرياضي السعودي ؟

وهل لديك أي شك في وجود ذلك الإحتقان ؟! والسؤال الأهم إلى متى وإلى أي مدى ستصل حدة هذا الاحتقان ؟! أما عن التعصب فلدينا أولاً مشكلة في تعريف التعصب وتصنيف المتعصب وقد كان لدينا مشكلة أخرى ساهمت في انتشار ذلك الاحتقان وهي غياب الأنظمة والقوانين الرادعة لمثيري التعصب لكننا وبعد القرارات الصادرة مؤخراً نستبشر خيراً بالحد من هذه الظاهرة بإذن الله. *

-غالباً ما تتحول التصريحات التي يطلقها (المتنفذين) من رؤساء الأندية نحو الحكام السعوديين واللجان الرياضية الرسمية إلى صراخ، واتهام في الذمة، وسخرية، وتقليل من قيمة الأشخاص ومن عملهم..الخ، لماذا تحاصرنا مثل هذه الثقافة حتى في الرياضة؟ ما الذي يمنح هؤلاء الحق في تلك السطوة الرياضية؟ وكيف يمكن الحد منها ؟

غياب الضمير لديهم .. وغياب النظام الذي يضبط تصرفاتهم .. وفي حالات أخرى يحظر النظام ولكن يغيب تطبيقه أو يتفاوت تطبيقه من شخص لآخر ويختلف من جهة لأخرى .. ولا أدري فعلاً ماهي مبررات ودوافع هذا الغياب وتلك الاختلافات في تطبيقه على البعض ؟! ولكن مع حضور التوجهات والقرارات الجديدة أعتقد أن تلك الأمور في طريقها إلى الاضمحلال شيئاً فشيئاً بإذن الله .. فمن حقنا أن نعيش الأجواء الصحية السليمة للرياضة وأن نشاهد ونستمتع بالمنافسات التي تحكمها المساواة في تطبيق القرارات داخل الملعب وخارجه ..

-من مِن الأندية السعودية يملك اكبر قاعدة جماهيرية؟

في المملكة أجزم أنه الهلال .. ويليه الاتحاد ..

-خضت سابقاً تجربة في لجنة الرقابة على المنشطات وحالياً كاتب في أحد الصحف وناقد في أحد البرامج ، إلي أيهما تنحاز ؟ ولماذا؟

مهنياً سأنحاز لتجربتي في مجال مكافحة المنشطات .. ومعنوياً وعاطفياً سأنحاز إلى تجربتي الإعلامية .. فتجربتي في برامج الرقابة على المنشطات أعتبرها شخصياً أحد أهم المراحل في حياتي قياساً بالسنوات التي قضيتها في هذا المجال وطبيعة العمل وتأثيره على مستقبل الرياضة والشباب بشكل عام .. وما يزيد هذا الأمر أهمية شخصية بالنسبة لي هو كون التجربة شهدت بدايات تأسيس وتنظيم العمل من مرحلته الصفرية حتى رأيته واقعاً ملموساً وقد وصل إلى درجة العمل المؤسساتي بشهادة الجميع داخل وخارج المملكة من فضل الله .. أما تجربتي الإعلامية فهي تمثل بالنسبة لي امتداداً لاهتماماتي وهوايتي منذ الصغر وحتى نهاية المرحلة الجامعية حيث كان لي الكثير من الأعمال والاهتمامات وقضاء الوقت الكبير في كل ما يخص الإعلام بمختلف أشكاله .. وكل ما يهمني في تواجدي الإعلامي هو أن أقدم ما يحتاج الأخرين مشاهدته وسماعة وليس ما يرغبونه ..!

-هل هناك من اللاعبين السعوديين من يستحق مبلغاً أكثر من عشرة ملايين ريال؟

إذا كنت تقصد الجيل الحالي فليس بينهم من يستحق هذا الرقم مع كامل احترامي لكل ما يقدمونه من أداء فني .. أما إذا كنت تتحدث تاريخياً فالإجابة نعم وهناك أكثر من نجم من الأجيال السابقة يستحق ما يفوق هذا الرقم ..

-ماذا تقول للجماهير المتعصبة وبماذا تنصحهم ؟

أنصح كل مشجع رياضي أن يضاعف من محبته وعشقه لفريقه ونجومه المفضلين فالانتماء الرياضي له لذة وطعم بالغ المتعة .. ولكن بشرط ألا يكون هذا العشق مبرراً للإساءة للآخرين أو تسفيه آرائهم او التجني عليهم كما أن عشق فريقك لا يعني أن تكون كارهاً لخصومه .. فالرياضة جاءت من أجل المحبة والإثارة والمتعة والتحدي وليس الكره أو الإساءة للآخرين ..!

-إلى أي مدى تعتقد بصحة ما يتردد من أن الصحافة الرياضية المحلية فقدت مصداقيتها وتأثيرها بسبب الميول الفاضحة والنفوذ المالي الممارس عليها من أصحاب (الكاش) ؟

بشكل عام استطيع أن أقول أن “بعض” وسائل الإعلام فقدت مصداقيتها واحترامها بسبب الميول وهذا ظاهر للمتابع البسيط .. أما ما يخص تأثير النفوذ المالي فأنا شخصياً لم أقف على أمر مثبت أو حادثة موثقة تجاه جهة أو شخص ما ينتمي للإعلام لكني أسمع هذا الأمر يشاع ويتردد كثيراً دون أن أملك عليه دليلاً ملموسا ..

-كيف ترى دور الصحافة الإلكترونية في التفاعل مع الشئون الرياضية المحلية ؟

الصحافة الإلكترونية لا تزال بعيدة عن المكانة والمستوى الذي يتوافق مع عصر التقنية وثورة المعلومات .. فهي لا يزال بعضها حبيساً لآفكار وعقليات الزمن القديم وهذا ما تسبب في تأخرها وعدم قدرتها على مواكبة الزخم المعلوماتي والتسارع في الأحداث .. كما أنهما عجزت في كثير من الأحيان عن استقطاب الأسماء الناضجة علماً وخبرة ورزانة .. وامتلأت بالمتعصبين والباحثين عن السبق الكاذب والإثارة الممجوجة للأسف .. **

-هل تؤمن بأن للمنصب أصدقاء كثر، يتلاشون بتلاشيه ؟

بكل تأكيد وهو واقع عشته ولمسته بشكل مباشر ..! ولكن من فضل الله أن الدنيا لا تخلوا من الأوفياء الذي تجدهم حولك وقريبين منك أيا كانت ظروفك وموقعك ..

-ما أكثر ما يستفزك في الوسط الرياضي ، ولماذا؟

أمور كثيرة بصراحة .. منها وجود أشخاص يقودون العمل الرياضي في أماكن حساسة ومفصلية وهم بعيدين كل البعد عن العمل الرياضي كتجربة أو دراسة ..! ومنها عدم الاستقرار والتكامل بين الخطط سواء في المؤسسة الرياضية الحكومية أو الاتحادات الرياضية أو الأندية .. ومنها إدارة بعضهم للأندية وكانها أملاك خاصة ..! أما أكثرها استفزازاً بالنسبة لي هي جرّ الشباب إلى مستنقعات التعصب ودوامات الوهم وغسيل عقولهم بتكريس نظرية المؤامرة .. وهو أمر لم يكن ليحصل لولا أننا سمحنا بتواجد الكاذبين في وسائل الإعلام الرياضي ..! *

-ما هي الظاهرة الاجتماعية التي تريد أن تختفي من المجتمع؟

يزعجني في مجتمعنا بعض الظواهر منها الإسراف وعدم حفظ نعم الله .. ومنها اتجاه الشباب إلى وسائل التسلية الخطرة كالتفحيط أو التحديات المختلفة بالسيارت والتي أودت بحياة كثير من الشباب للأسف ..!

-ماذا تغير في بدر السعيد المسئول في لجنة المنشطات سابقاً وبدر السعيد الكاتب والناقد الرياضي حالياً؟

كل مرحلة من مراحل العمل لها تجربتها وقيمتها وبالتالي تأثيرها المباشر والغير مباشر على شخصية صاحبها .. إلا أن هناك أمر هام بالنسبة لي وكان بمثابة التحدي الشخصي وهو أني كنت يوماً ما أتضايق كثيراً من بعض ما يطرحه الإعلام وبعض شخصيات وأفكار الإعلاميين واساليبهم .. وكنت أقوم بدور المنظّر في المجالس ومختلف المناسبات حيث كنت أنقد وانتقدت بعض تلك الأساليب الإعلامية الرخصية للأسف .. واليوم أنا في تحدٍ كبير في تقديم النسخة القريبة من الإعلامي النموذجي الذي طالما تمنيت وجوده في وسائل إعلامنا .. لذلك أجد نفسي في اختبار يتمثل في قدرتي على الظهور بالشكل الذي أردت من الإعلام أن يظهر به ..! وفي نهاية الأمر لن يتحقق ذلك الأمر مالم يأتي التوفيق من عند الله أولاً ثم العمل مع الجهات والمسئولين الإعلامين الذين سيسمحون لك بتلك المساحة ويقدمون لك الثقة والدعم وهو ما لمسته واقعاً من خلال تجربتي في برنامج أكشن يا دوري وصحيفة الرياضية .. ولا أخفيك أن الاستفادة والتعامل المباشر مع شخصية إعلامية مثل وليد الفراج وفريق عمله المحترف تجعل من السهل عليك تجاوز الكثير من العقبات خصوصاً في الظهور الإعلامي التلفزيوني المباشر في وسط امتلأ بالتصعيد والتشكيك والكثير من الأحداث التي تستجد وتتسارع بشكل يومي ..

-هل تعتقد الآن أن المال (الوفير) يستطيع أن يشترى كل شيء ؟

نعم .. ما عدى قدرته على شراء الضمائر الحية .. وراحة البال ..

-المنتخب السعودي يلعب الان في التصفيات المؤاهلة الى كأس العالم 2018 في روسيا ماذا يحتاج الاخضر الى الوصول ؟

توفيق الله أولاً .. ثم تكاتف جهود الجميع ونسيانهم لألوان أنديتهم مؤقتاً .. ونكرانهم لذاتهم والبحث عن دور البطولة في التأهل .. وحتى نكون أكثر منطقية فإنه علينا الإعتراف بصعوبة هذه التصفيات وتساوي فرص التأهل لثلاث منتخبات على الأقل وهي منتخبات ذات خبرة وباع طويل في تجاربها نحو الوصول إلى المونديالات السابقة ..

-كلمة اخيره توجهها للجماهير السعودية بشتى ميولها ؟

أقول لهم .. أنتم محظوظون باهتمام ولاة الأمر يحفظهم الله في هذا البلد بالرياضة والرياضيين ودعمهم اللامحدود لهذا القطاع الحيوي .. وعليكم أن تثقوا بتواجد شخصية قيادية رياضية حكيمة تقف على هرم الرياضة السعودية .. ونصيحتي لهم أن يضعوا في اعتبارهم أننا سننتهي في حفرة أياً كان ميولنا ومهما كانت مناصبنا ومستوياتنا الاجتماعية والمعيشية .. كلنا نذنب للأسف .. والفالح من استطاع أن يخرج من هذه الدنيا بأقل قدر من السيئات .. فلا تجعل ذمتك متسعاً لاتهام الآخرين والإساءة لهم .. والكذب على هذا .. والهجوم على ذاك .. والفائز من غادر دنياه دون أن يظلم أحداً من عباد الله ..

-في الختام شكراً لتلبية الدعوة يا أبا ابراهيم ونتمنى لك التوفيق .

شكرا لك يا فايز وأعتذر منك أشد الاعتذار على تأخري في موعد هذا اللقاء .. مع خالص مودتي لك ولكل منسوبي الصحيفة وقراءها الكرام ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com