صالح البارحي يكتب ” ليلة الحسم “

ضاعت كل الفرص … ولم يتبق سوى أمل وحيد … إنتهت كل الاماني … وتجلت الحقيقة فقط … فالأحمر العماني أمام مفترق طرق … فإما (الفوز) والبقاء .. وإما (الخسارة) والوداع … وبين هذا وذاك مباراة لا تحتمل القسمة على إثنين … ولا تحتمل (التأليف) وإنما تعترف بالواقع الذي لا مناص منه … فمواجهة اليوم (الأخيرة) امام منافس عنيد (قيرغيزستان) لا تحتمل أنصاف الحلول … ولا تنظر لتاريخ كان أو ماض مفرح بقدر ما تعترف بما سيقدمه أبناء السلاطين مساء اليوم … فالهدف أصبح (مشتركا) بين طرفي الحوار … فالفائز سيكون له أمل التواجد بين كبار القوم … فيما عدا ذلك فعليه حزم حقائبه والعودة بأقرب رحلة إلى مسقط رأسه وسط قساوة النقد وحدة النقاش وكثرة الساؤلات .
الأحمر العماني قدم وجهين مختلفين في مباراتيه السابقتين ، الأول منهما (شاحبا) غير معتاد على حارب السعدي ورفاقه ، وهو ما إستغربه الوسط الرياضي الآسيوي بعد أداء رائع للغاية في الفترة الماضية بقيادة برانكو ، والوجه الثاني (جيدا) مقارنة بما سبق وخاصة في الشوط الأول أمام السعودية والشوط الثاني أمام تايلند على الرغم من أنه لم يصل إلى الدرجة التي يعلمها الكثيرون عن عطاءات (سامبا الخليج) إلا أنه كان مقبولا نوعا ما ، إلا أن أمسية اليوم ليس من المستساغ للجميع سوى (الوجه الحقيقي) للمنتخب العماني ، والذي من خلاله سيراهن عليه الجميع في قادم الوقت وأجزم بذلك على إيجابية الظهور للأحمر في سماء الدوحة ، وبات على كل من يتواجد ضمن قائمة مباراة اليوم أن يدرك تماما بأنه أمام مهمة (وطنية) يجب عليه التضحية من أجلها بكل الطرق ، وان يساهم في عودة الفرحة للجماهير العمانية التي تتوافد على الدوحة بالآلاف في مشهد معتاد للجماهير الوفية دعما للأحمر .
مشهد اليوم مشابه لذلك المشهد الذي كان في ستاد محمد بن زايد في أبوظبي 2019 ، حيث بدأ العماني نهائيات آسيا في تلك النسخة بخسارة قاتلة أمام أوزباكستان 1 / 2 بخطأ دفاعي ساذج ، وواصل المسلسل بخسارة (ظالمة) أمام اليابان صفر/1 بمدينة زايد ، حينها إحتاج لحسم مواجهته امام تركمانستان بثلاثة أهداف أو أكثر من أجل التواجد بالدور الثاني ، لياتي الفرج بعد عناء طويل عبر كانو والغساني والمسلمي قبل أن يصطدم بالعملاق الإيراني والخسارة صفر/2 بالدور الثاني ، وكما يقال ( ما أشبه الليلة بالبارحة ) فلعل السيناريو يتكرر ويكمل العماني مشواره مجددا رفقة كبار آسيا .. سنتابع للنهاية .
كلمة أخيرة
برانكو أنت على المحك … لذا وجب عليك النهوض قبل فوات الأوان .. دمتم بخير .