الكرة العربية

اللاعبون السودانيون بين نيران الحرب وإنتظار الفرج!!

ظروف مأساوية ومستقبل مجهول

 

 

 

الكأس – محمد فضل الله خليل

 

لا أحد يُنكر أن الحرب لها أثار سلبية في كل مناحي الحياة، حيث تتسبب الحروب في تدمير الحياة الإنسانية والتراث الثقافي والاقتصادي والرياضي وكل شيء، فهي تعيق التنمية المستدامة والسلام في المجتمعات المتأثرة بها. والحرب في السودان ليست بمعزل عن ذلك، ففهي الجانب الرياضي توقفت بطولة الدوري الممتاز في موسمها الثاني وتكاد تقارب الثالث اذا استمرت أكثر.. أدناه نرصد معاناة اللاعبين السودانيين في فترة هذه الحرب.

 

 

انقطاع أرزاق

كرة القدم مهنة مثلها ومثل بقية المهنة في الحياة، وهناك لاعبون يمتهنونها بصورة إحترافية في السودان، وعند بدء الحرب توقفت نشاطاتهم بصورة تامة بالتالي توقفت أرازقهم ومصادر دخلهم التي يعتمدون عليها بشكلٍ رسمي، فهم الآن يعانون في صمتٍ تام دون أن يدرك أحد المعاناة التي هم فيها، حيث تقطعت به السبل ويواجهون الآن التشريد وضيف ذات اليد إلى حد الفاقة. يأتي ذلك في ظل صمت تام من قبل إدارات الأندية التي ينتمون لها والتي هي الأخرى تعاني بصورة اخرى حالها من حالهم، بيد أن الإتحاد السوداني لكرة القدم الذي اتخذ الحياد دون أن يحرك ساكنا.

 

 

نهاية مسيرة

لعل كرة القدم هي من أخطر المهن في العالم، وهي ليست بمخاطر تتعلق بممارسة اللعبة بل العمر المناسب لها، فهي ترتبط بفترة عمرية معنية وأي توقف عن ممارسة النشاط لفترة له مؤثرات بدنية جمة، وهذا ما يحدث الآن مع اللاعبين السودانيين هم يعشون الأمرين : توقف النشاط الرياضي أولا ثم تمدد الفترة وطول أمد الحرب التي لا يُعرف متى تتوقف؟!. بالتالي يتخوفون كثيرا من فقدان هذه الوظيفة والتي لا يعرف ثُلثي لاعبي كرة القدم في السودان مهنة غيرها.

 

 

حلول مؤقتة

لجأ بعض اللاعبين الذي لا يزالون يتمسكون بأمل توقف الحرب قريبا والعودة من جديد إلى ممارسة نشاطهم في كرة القدم لجأوا إلى ممارسة كرة القدم في الحواري والأزقة وإن كانت هذه الطريقة تلقيدية وغير إحترافية إلا أنهم لا يُبالون في ذلك، بينما لجأ البعض إلى الآخر إلى التدرب بصورة منفردة في منازلة وبعض السُوح، ويأمل هؤلاء اللاعبين في البقاء في جاهزية تامة لإنهم يدركون بأن أي توقف عن ممارسة النشاط قد يُلقي بظلال سالبة عليهم من نواحي بدنية وفنية لاحقا.

 

 

ليبيا.. بارقة أمل

أصدر الإتحاد الليبي لكل القدم خطابا بتاريخ الخميس 2023/1/25 ممهورا بتوقيع رئيس مجلس الإدارة من 4 فقرات أهم ما فيها : “يسمح لكل نادٍ ليبي في الممتاز أو الدرجات بتسجيل عدد “2” لاعبين من حاملي الجنسية السودانية على ان تتم معاملتهم كلاعبين وطنيين”. هذا القرار فتح الباب أمام عدد من اللاعبين السودانيين خاصة لاعبي الممتاز في الإنتقال إلى أندية ليبيا المختلفة، وذلك بسبب ظروف الحرب وانتهت تعاقدات عدد من لاعبي الدوري السوداني دون أن يتم تجديدها، كما أن الغالبية من اللاعبين يستطيعون فسخ عقوداتهم قانونيا بسبب توقف النشاط وعدم حصولهم على رواتبهم لعدة أشهر، وقد وصل عدد اللاعبين الذين هاجروا إلى ليبيا إلى 18 لاعب بالدوري الممتاز والدرجتين الأولى والثانية.

 

 

كتلة الدوري تُحذر

إمتعض اللاعبين السودانيين معضلة من تصريحات رئيس كتلة الدوري الممتاز، الأستاذ رامي كمال، والذي يرى أن خطوة هجرة اللاعبين السودانيين إلى الدوري الليبي لها مخاطر عدة على الأندية السودانية وفق منظورها، حيث قال رامي في تصريح صحفي بتاريخ 2023/1/27 جاء نصه على النحو التالي : “قرار الإتحاد الليبي بإعتبار اللاعبيين السودانيين لاعبين ليبين، قرار كارثي على الكرة السودانية ويعمق معاناة أندية الدرجة الممتازة وضرره كبير وسيفرغ الأندية من اللاعبيين، و القرار جاء في ظرف إستثنائي والبلاد تمر بحالة حالة حرب تسببت في تدمير وتشريد الملايين والأندية تعاني من الإيفاء بإلتزاماتها تجاه اللاعبيين وهذا القرار يحفز اللاعبيين بمغادرة انديتها وإنهاء العقد من طرف واحد.

نحذر الإتحاد السوداني لكرة القدم إذ لم يقف مع إنديته وحمايتها بقرارات شجاعة ليس على شاكلة قراراته الأخيرة التي لم تراعي وتتناول مشاكل الأندية والظروف التي يمرون بها بسبب الحرب.

نحن في المكتب التنفيذي سنناقش هذا الوضع الكارثي على الأندية ونشاور الأندية وسندفع بمذكرة للاتحاد السوداني لكرة القدم لاننا أصحاب المصلحة الحقيقية .”

م. رامي كمال

رئيس المكتب التنفيذي لرابطة أندية الدرجة الممتازة – السودان”.

 

 

إحترام رغبات اللاعبين

قال لاعب المنتخب الوطني والمريخ وحيدوب المنتقل حديثا إلى الدوري الدورجة الأولى بطرابلس إبراهيم كولينا بأن على جميع الأندية احترام رغبة اللاعبين الطامحين في الإنتقال إلى ليبيا، وقال كولينا من خلال حوار مصور بمنصة (سبورتاليغ) السودانية: على الإداريين إحترام رغبة اللاعبين السودانيين في الإنتقال إلى الدوري الليبي. وأضاف: هؤلاء الإداريين ينظرون إلى هذا الأمر بنوع من الأننانية، ولا أعتقد أن هناك إداري سيقف أمام رغبة أي لاعب في العودة من جديد إلى ممارسة نشاطه من جديد، وأخيرا أن أغلب هؤلاء اللاعبين انتقلوا إلى ليبيا وفق تنسيق تام مع أنديتهم عدا مُطلقي الصراح.

 

 

 

إنتقالات مفتوحة

هناك عامل كان له أثر إيجابي كبير في إنتقال اللاعبين السودانيين إلى ليبيا وهو فترة الإنتقالات الممدة، فالشاهد والمتأمل يجد أن النشاط الرياضي في السودان منذ الخامس عشر من أبريل من العام الماضي الا أن الإنتقالات لم تغلق بل ظلت مستمرة نسبة للظروف التي تمر بها البلاد يعود تاريخ بداية الإنتقالات إلى الفترة الرئيسية والتي كانت في الأول من يونيو 2023 حتى الحادي والثلاثين من شهر يوليو ثم فتحت مجدداً للمرة الثانية في الأول من سبتمبر 2023 وحتى الثلاثين منه ثم للمرة الثالثة في السابع من نوفمبر حتى الحادي والعشرين من يناير 2024 ثم عادت مجددا وبدأت من العشرون من فبراير على أن تستمر حتى العشرون من مارس.

 

 

مكاسب منتظرة

واوضح اللاعبين كولينا من خلال حديثه أيضا أن هناك ثلاثة مكاسب منتظرة للاعبين السودانين الذين هاجروا من أجل اللعب في ليبيا وهي : أولا فائده شخصية تتمثل في العودة من جديد إلى استئناف النشاط بعد التوقف لما يقارب العام، ثانيا فائدة فنية تتمثل في إكتساب مهارات وثقافات جديدة جديدة مع مداس جديدة والبقاء في فورمه جيدة لحين العودة إلى انديتهم، ثالثا فائدة أخرى للمنتخبات الوطنية المختلفة من خلال توفر عدد من الخيارات لم تكن متاحة من قبل لقصر اختبار العناصر من ناديي الهلال والمريخ فقط.

 

 

جُملة المنتقلين إلى ليبيا

بلغ عدد اللاعبين السودانيين الذين هاجروا إلى ليبيا حوالي 23 لاعب في الممتاز والدرجتين الأولى والثانية، ولا يزال العديد مرشحا للزيادة لإن التسجيل في الدرجتين لا يزال متاحا عكس الدوري الممتاز، وأبرز هؤلاء اللاعبين جون مانو بجانب السمؤال ميرغني وبشه الصغير من الهلال السوداني ومحمود حامد التش وبخيت خميس وابراهيم كولينا من المريخ وعيد مقدم من وريون سبورت الرواندي وغيرهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com