المانشافت .. هل ينتفض المارد من جديد ؟
الكأس – يحيى السويد
لا يختلف اثنان على أن الكرة الألمانية ، أحد أقطاب الكرة العالمية وهي مدرسة قائمة بحد ذاتها ، وإن مسألة ابتعادها على الألقاب العالمية القارية في العقد الأخير ، ما هو إلا عملية تجديد وبناء منتخب قوي ، قادر بالعودة بالمانشافت إلى منصات التتويج من جديد.
-لعنة المونديال
مر المنتخب الألماني بعد التتويج بلقبه العالمي الرابع في البرازيل 2014 بعقد من السنوات العجاف ، تخلله الخروج من دور المجموعات لأول مرة في تاريخ مشاركاته المونديالية في نسخة روسيا 2018 بعهد المدرب الأسبق يواكيم لوف عراب التتويج البرازيلي ، وكذلك في مونديال قطر 2022 تحت إمرة المدرب الحادي عشر في تاريخ المانشافت هانز فليك .
أما على الصعيد القاري فمنذ اللقب الثالث الذي توج به في إنجلترا 1996 عجز الألمان عن استعادة اللقب ، فخرج من دور مجموعات نسخة 2000 بعد تذيله المجموعة الأولى ، ثم تقدم الى المركز الثالث في المجموعة الرابعة في نسخة 2004 مكرراً الخروج المر .
وحل وصيفاً لإسبانيا في نسخة 2008 وخرج من نصف نهائي نسخة 2012 ومن نفس الدور في نسختي 2016 و 2020
وامتد التراجع ليصل إلى مسابقة دوري الأمم الأوروبية ، حيث هبط الى المستوى الثاني في النسخة الأولى موسم 2018/2019 ولم يتأهل لنصف نهائي النسخة الثانية 2019/2020 والتي تلقى فيها هزيمة نكراء أمام إسبانيا في مباراة الإياب ، وصلت لنصف دزينة من الأهداف .
وعاد لتكرار الخروج من الدور الأول في النسخة الثالثة 2022/2023.
-إقالة المدرب
رغم أن السقطات الألمانية قد بدأت في عهد يواكيم لوف ، واستمرت في عهد هانز فليك ، إلا أن الإتحاد الألماني وعلى غير العادة ، أقال الأخير في حادثة هي الأولى في تاريخ مدربي المنتخب الألماني ، رغم البداية القوية له رفقة المنتخب ، واستبداله بمدرب بايرن ميونخ الشاب يوليان ناغلسمان في أيلول سبتمبر من العام الماضي ، والذي واصل التراجع رغم أنه استهل مشواره بفوز كبير على الولايات المتحدة الأمريكية بثلاثة أهداف لهدف على النطاق الودي .
-نتائج متذبذبة
بعد الخروج المهين من دور المجموعات في مونديال قطر 2022 خاض المنتخب الألماني ، سلسلة من المباريات الودية الاستعدادية ، تعويضاً عن المشاركة في تصفيات اليورو القادم ، على اعتبار أنه لايشارك في التصفيات كونه سيستضيف النسخة القادمة ، وكانت نتائجه متذبذة بين المباراة والأخرى .
فبعد الفوز على البيرو بهدفين نظيفين في آذار مارس من العام الماضي ، سقط بعد ثلاثة أيام أمام بلجيكا 3/2 ثم تعادل مع أوكرانيا 3/3 قبل السقوط مجدداً أمام بولندا بهدف نظيف ، أتبعه لسقوط أمر أمام كولومبيا بهدفين ، وهزيمة مريرة وكبيرة أمام اليابان بهدف لأربعة أهداف ، وهي المباراة الأخيرة لهانز فليك قبل إقالته .
وفي صدمة إيجابية تجلت بالفوز على فرنسا 1/2 وهي المباراة التي لعبت تحت قيادة مدير المنتخب رودي فولر ، الذي استلم دفة القيادة في الفترة القصيرة التي أعقبت إقالة فليك وقبل تعيين الشاب ناغلسمان .
وقاد الأخير المانشافت للفوز في أولى مبارياته على الولايات المتحدة 3/1 قبل أن يعود للتذبذب بالتعادل مع المكسيك 2/2 ومن ثم هويمتين متتاليتين أمام كل من تركيا 2/3 و النمسا 2/0
-عودة قوية :
بعد سجل حافل بالهزائم استفاق المارد الألماني ، ليهزم فرنسا بكامل نجومها في باريس بهدفين نظيفين ، أتبعه بفوز. كبير آخر على الطواحين الهولندية 2/1
-هل يعود المارد ؟
بعد هاتين النتيجتين الإيجابيتين اللتان تحققتا على منتخبين كبيرين مرشحين بقوة للتتويج باللقب ، ينتظر عشاق المنتخب الألماني عودة المارد من للنهوض من جديد .
وبذلك يوجه الألمان إنذارا شديد اللهجة ، للمنتخبات التي تفكر بالفوز بلقب النسخة القادمة من كأس الأمم الأوروبية الصيف القادم .
وتلعب ألمانيا الدور الأول في المجموعة مع كل من اسكتلندا و المجر و سويسرا في المجموعة الأولى .
-نجوم منتظرة :
يضم المنتخب الألماني الحالي مزيجاً من الخبرة والشباب ، وساهمت عودة لاعب وسط ريال مدريد توني كروس عن الاعتزال الدولي بزيادة فعالية خط الوسط ، بجانب المخضرم توماس مولر و الظهير الرائع جوشوا كيميش ، ولاعب الوسط القائد ألكاي غندوغان ، وعملاقي الدفاع أنطونيو روديغر وجوناتان تاه ، ولا ننسى المخضرمين ليون غوريتسكا وماتس هوملز ، والمهاجمين سبرج غنابري وليروي ساني ، والأهم أن المرمى الألماني بأمان بوجود العملاق المخضرم مانويل نوير ، وحارس مرمى برشلونة المتألق مارك أندريه تيرشتيغن .
وما يزيد مساحة الأمل بعودة المانشافت إلى سابق عهده ، تواجد نخبة من اللاعبين الشباب الذين ينتظرهم مستقبل باهر ، في مقدمتهم جمال موسيالا وفلوريان فريتز و بافلوفيتش وميتلشتات و بيير و نيكولاس فولكروغ وغيرهم .
فهل يشهد اليورو القادم عودة المانشافت لمنصات التتويج باللقب ، وإحراز اللقب الرابع ، وبالتالي فض الشراكة مع الماتادور الألماني ؟