رواية “صراع التاريخ” بين السرد الوصفي المتقن وفضاءات ريشة الفنانة أشواق أمير

لقد استطاعت الفنانة أشواق أمير من خلال أناملها وفرشاتها المبدعة، من رسم الشخصية المحورية (أدريان)، البطل الملحمي في رواية “صراع التاريخ” للروائية سلمى البكري، بفضاءات فنية متألقة ضمن مرجعيات الرواية التاريخية هذه، حيث نجحت الفنانة بالفعل في جذب المتلقي إلى لوحتها، والتي عرضت في ركن باب الوراقين من خلال المعرض المقام تحت شعار “أنامل كشفية بنسخته الثانية” – والذي أقامته مجموعة الأمل الصاعد في قاعة الملك عبد العزيز بجامعة أم القرى في مكة المكرمة – فمن خلال فضاءات لوحتها وألوانها، رسمت وكما ظهر من السرد المتقن للروائية والوصف الطاغي بالواقعية ممزوجاً بالخيال، حيث تجسد فيها خيل وقد طغى عليه اللون البني، يمتطيه فارس يرتدي الزي العسكري لفرسان الهيكل، حيث أن الزي الذي يرتديه الفارس في اللوحة ارتبط ارتباطاً وثيقاً بما يجول في فكر الروائية سلمى البكري، التي كتبت تقول في روايتها:
“أديان طويل القامة، ذا بنية عضلية جيدة تشير هيئة جسمه إلى أنه يتبع برنامجاً صارماً في حياته، هو عبارة عن تمارين رياضية يومية، وصوم وصلاة وتأمل.. عيناه زرقاوان شاحبتان لدرجة أن نظراته الحادة تبدو كنظرات شخص يراقب كل شيء بدقة، شعره الكثيف يسطع بلمعانه ذهبي”.
كما كتبت أيضا في موضع آخر من الرواية تقول: “امتطى أدريان صهوة جواده وهو في حالة هسترية لا يعلم أين هو ذاهب، لكنه يعلم ضخامة الذنب الذي اقترفه”.
نلاحظ أن الفنانة قد تمكنت من تجسيد الحدث بوضوح في اللوحة، فجاء الحرف متناسقاً ومتناغماً مع الريشة لتضفي عليها جمالاً خاصاً، وبه استطاعت أن تُقرب الحدث إلى ذهن المتلقي، وهو يتوغل في جوانب الحدث الرئيس للرواية، وهو بطل جماعة فرسان الهيكل (أدريان).
نعم لقد نجحت الفنانة أشواق أمير وببراعة ملفتة للنظر، ومن خلال ريشتها من تجسد السرد الوصفي الملحمي والتاريخي للرواية في هذه اللوحة، التي إمتزج فيها الحرف بالريشة إمتزاجا كلياً، فكونت من السرد الأدبي والوصف الخلاق لوحة فنية في غاية الجمال والإبداع.