سور الإمام تركي بن عبدالله الوجهة السياحية الأشهر في محافظة الغزالة

الكأس – عثمان الشلاش
تحتل القرية القديمة في محافظة الغزالة الواقعة جنوب مدينة حائل (90 كلم) مكانة سياحية كبيرة اكتسبتها بفضل ما تتمتع به من مكونات أثرية ضاربة في جذور الزمن وأعماق التاريخ. ويأتي في طليعة أجزائها سور الإمام تركي بن عبدالله مؤسس الدولة السعودية الثانية الذي أمر ببنائه في عام 1237هـ , وفاء مع أهالي الغزالة نظير موقفهم الوطني بالتصدي للحملة العثمانية المعتدية على الجزيرة العربية ومنطقة نجد على وجه التحديد. ويصل ارتفاع السور الموصوف بأنه واحد من أهم المعالم الأثرية في نجد إلى ثمانية أمتار , ويتكون من جدارين سميكين ملئت المساحة الفاصلة بينهما بالتراب لغرض عزل تأثير القذائف التي تطال جدار السور الخارجي , كما يتصل بالسور عدة أبراج تم بناؤها للمراقبة والحماية.
ترميم القرية مشروع سياحي رائد
أنهت بلدية محافظة الغزالة أعمال ترميم القرية القديمة في الغزالة قبل عدة سنوات , وكان ذلك بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني , وشملت أعمال الترميم سور الإمام تركي بن عبدالله الملاصق لمباني القرية من الجهة الشمالية , بالإضافة إلى ترميم أغلب مكونات القرية وفي مقدمتها الجامع القديم المتربع في وسطها , إضافة إلى ترميم المباني الطينية والأسوار والمداخل والمرافق السكانية والآبار داخل القرية.
وجاءت أعمال الترميم التي طالت أغلب المواقع الأثرية في القرية القديمة في محافظة الغزالة تأكيدا على الاهتمام الحكومي بالمواقع الأثرية وما توليه حكومة المملكة العربية السعودية من رعاية للموروث الأثري الذي يعد من أهم المكتسبات الوطنية , وسعيا منها لتوفير جميع متطلبات تهيئة منتجات سياحية ملائمة تعكس جهود الهيئات الوطنية ذات العلاقة وتحقق هدفا من مستهدفات رؤية 2030 التي أطلقها ولي العهد السعودي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز.
في حين يعد (برج المشوح) أحد أهم القلاع الأثرية المتصلة بسور الإمام تركي بن عبدالله من الجهة الغربية أتخذه أهالي الغزالة من قبيلة بني تميم كأحد أهم الأبراج الحصينة للدفاع عن القرية وسكانها.
المكون الاجتماعي شريك سياحي فاعل
وخلال زيارة (صحيفة الكأس) للقرية القديمة لاحظنا أن الجامع القديم المتمركز في وسط القرية يتكون من مسجد مسقوف بجذوع الأثل وجريد النخيل , ويوجد في جهته الشرقية ممر ينحدر إلى خلوة مبنية على الطراز النجدي تؤدى فيها الصلوات أوقات البرد وهي مسقوفة وواسعة ومحكمة البناء. كما زارت الصحيفة اثنتين من (القهاوي) العامرة الأولى استقبلنا فيها فهد بن عبدالرحمن الحليان التميمي والثانية استقبلنا فيها جريس بن سعود الرباح التميمي وأوضحا أنهما يقومان باستقبال الضيوف الزائرين للقرية ويقدمان واجب الضيافة والشروحات السياحية اللازمة عن القرية وتاريخها. فيما يوجد في القرية عدد من الآبار المطوية والمحكمة التأمين , وكذلك سوق مكتمل الترميم.
يذكر أن القرية القديمة في الغزالة تشهد على مدار العام رواجا سياحيا ملحوظا تشاهد من خلاله الوفود والسياح القادمين من داخل وخارج المملكة أهم ما تضمه القرية من كنوز تراثية ومعالم أثرية يمتد عمرها لما يقارب ثلاثة قرون , كما تستقبل القرية العديد من المختصين بالشؤون التاريخية والثقافية والأدبية.