التقارير والحوارات

عبدالواحد : جمهور الرائد ليس له مثيل في الدنيا كلها

 

 

حوار – عثمان الشلاش

 

بعد مرور 34 عامًا.. صحيفة الكأس تقلب ذكريات الحادث الأليم الذي وقع لنادي الرائد.

 

 

 

– بداية، نرحب بك ضيفًا في صحيفة الكأس. من هو د. سيد عبد الواحد؟

– كيف بدأت علاقتك بهذه المهنة؟ هل كان حلمًا أم حبًا لها؟

 

**د. سيد عبد الواحد**، أخصائي علاج طبيعي، عملت سابقًا بنادي الرائد السعودي الذي لا زلت أعشقه.

طبعًا، أنا في غاية السعادة لهذا اللقاء، وتحياتي لشخصكم الكريم ولكل أهل بريدة والقصيم، والتحية الخاصة لجمهورنا، جمهور نادي الرائد الحبيب. بالنسبة لمهنة العلاج الطبيعي، فهي كانت وما زالت مهنتي التي كنت أرغب بها وأحلم أن أحقق فيها شيئًا يظل ذكرى وسيرة طيبة لي ولأولادي من بعدي. لذلك أهّلت نفسي علميًا وعمليًا منذ بداية حياتي العملية في هذا المجال.

 

– د. سيد عبد الواحد، من أشهر الذين عملوا في الأجهزة الفنية بالأندية السعودية كطبيب، من خلال نادي الرائد. كيف بدأت علاقتك بالنادي، ومن تعاقد معك، ومن كان رئيس النادي آنذاك؟

 

بدأت علاقتي بنادي الرائد منذ التصفيات المؤهلة للدرجة الأولى. كان وقتها مدرب النادي الكابتن أنور سلامة، وكان رئيس النادي الأستاذ عبد الله السدرة، وهو الذي تعاقد معي. وفقنا الله وصعدنا للدرجة الأولى، وطلبت من الأستاذ عبد الله السدرة عمل عيادة على مستوى، وتم عمل العيادة وإحضار الأجهزة اللازمة. كان وقتها كل الأندية المحيطة ترسل لاعبيها للعلاج في نادي الرائد، وتوالت الانتصارات حتى صعدنا للدوري الممتاز.

 

– حدثني عن أجمل ذكرياتك بنادي الرائد وأبرز المواقف التي حصلت لك.

 

ذكرياتي في النادي، كل يوم قضيته فيه هو ذكرى جميلة. الكل يعمل في خدمة النادي، وجمهور ليس له مثيل في الدنيا كلها.

 

– د. سيد عبد الواحد، كانت لك علاقة بجمهور الرائد، وأعتقد أنك لا زلت متواصلًا معهم. حدثني عن هذا الجمهور وذكرياتك معهم.

 

جمهور النادي هذا لم أرَ مثله في أي مكان. كانوا وراءنا في كل مكان، سواء داخل بريدة أو في أي مكان في المملكة. يشجع ويؤازر بلا هوادة، حتى لو تعادلنا أو هزمنا، يشجعنا كما نقول في مصر “على الحلوة والمرة معنا”.

علاقتي بالجمهور علاقة ممتازة جدًا، وأحبهم، كنت أعرفهم جميعًا وأحبهم، وكان الحب والاحترام والتقدير والمودة متبادلة طوال فترة عملي.

 

– يوم الأربعاء الموافق 22-1-1992م، الموافق 18-7-1412هـ، وقع الحادث الأليم لنادي الرائد عندما كنتم متوجهين للمدينة المنورة لخوض لقاء دوري. أنت كنت ضمن البعثة، ما هي أبرز المواقف التي تذكرها؟

 

يوم الحادث كان المفروض نسافر بالطائرة، ولكن المدرب طلب أن نذهب مبكرًا لنتمرن على أرضية الملعب، فذهبنا بالحافلة. أول ما ركبنا الحافلة، السائق كان يبدو تعبانًا وغير مركز. صالح المبارك، رحمه الله، كان يجلس على يميني، وقبل مكان الحادث قال لي “السائق هذا سيعمل كارثة”. قلنا ربنا يستر، وحدث الحادث. فقدنا الكابتن صالح المبارك، لاعب المنتخب ولاعبنا، رحمه الله. كانت هناك إصابات كثيرة، حتى أني أصبت بشرخ في فقرات الظهر القطنية وكسر بيدي اليسرى، لكني لم أحس بشيء إلا بعد أن تم نقل جميع المصابين. أشرفت على نقلهم جميعًا، وآخر واحد ذهب للمستشفى كان أنا.

 

– بعد أن فقدتم النجم الكبير صالح المبارك، كيف كانت نفسيات زملائه اللاعبين؟ وماذا عملتم لإخراجهم من الحزن الكبير؟

 

طبعًا توقف الدوري، وبدأنا في تأهيل اللاعبين وأنفسنا نفسيًا. بدأنا في لملمة الجراح، وتم الاجتماع مع اللاعبين على فترات، وتم تهيئتهم نفسيًا، ثم بدأنا واستلمنا المسيرة، والحمد لله صعد الفريق في ذلك الموسم.

 

– مباراة المطر الشهيرة بين الرائد والتعاون التي دارت بتاريخ 19-6-1406هـ وصعدتم على إثرها للدوري الممتاز بعد الفوز 2-0 على التعاون. ما هي الأحداث التي لا زالت عالقة بذهنك بعد مرور قرابة 40 عامًا؟

 

أحلى ذكرياتي في النادي كانت مباراة المطر. كنا نشجع اللاعبين ونشحذ همتهم، وكان الجميع متحمسًا جدًا. في هذه المباراة أعلن صعود نادي الرائد للدوري الممتاز كأول نادي يصعد من القصيم.

 

– بعد عودتك لمصر، هل لك علاقة بالوسط الرياضي المصري؟ وهل عملت بالأندية المصرية؟

 

عملت في نادي الشمس، كنت مسؤولًا عن المركز الطبي، وصعد النادي للممتاز. بعدها استقلت، وعملت في المستشفيات وعيادتي الخاصة.

 

– بحكم تخصصك، هل تطور علاج الإصابات الرياضية حاليًا وأصبح العلاج والتأهيل أسرع؟

 

بالنسبة للتطور في مهنة العلاج الطبيعي وتأهيل الملاعب، مع مرور الوقت، وسائل وطرق العلاج في تطور مذهل، وكل يوم هناك جديد.

 

– ما هي الأشياء التي تسبب الإصابات الرياضية؟

 

بالنسبة لأسباب الإصابات الرياضية، فهي عدة أسباب: سوء التغذية، السهر، التدخين، عدم الالتزام بالتدريب، عدم كفاية فترة الإعداد البدني قبل بداية المباريات، زيادة الأحمال في التدريب، وتوالي المباريات والمنافسات بدون فترات للراحة.

 

– عاصرت اللاعب السعودي المحترف. بصراحة، هل هو ملتزم؟

– العادات الاجتماعية مثل السهر ونوعية الأكل، هل لها دور في الإصابات الرياضية؟

 

بالنسبة للاعب السعودي والاحتراف، معظمهم كان ملتزمًا. الالتزام هو السبيل الوحيد لإثبات نفسه، والذين لم يكونوا ملتزمين كانوا يخسرون أنفسهم.

 

– د. سيد، هل تتابع الرائد الآن؟

 

أتابع الرائد وأخباره باستمرار، وقلة تواصلي بسبب انشغالي بعملي وأسرتي.

 

– سأعطيك أسماء، توجه لكل واحد منهم رسالة:

– عبد الله السدرة

الأستاذ عبد الله السدرة رمز الطيبة والحب لجميع من يعرفه، إنسان على خلق ودين، وبذل كل ما في وسعه لرفعة النادي.

– عبد الله المبارك (رحمه الله)

الأستاذ عبد الله المبارك كان إداريًا بمعنى الكلمة، يعشق نادي الرائد.

– عبد العزيز المسلم

الأستاذ عبد العزيز المسلم رئيس نادي محترم، خدم النادي بكل ما لديه.

– فهد العلي الربدي

الأستاذ فهد العلي الربدي من الناس المحترمة، إداري مائة في المائة.

– إبراهيم العقيل (أبو بدر)

إبراهيم العقيل أبو بدر أخي وحبيبي ورفيقي في كل الرحلات. مع أني زعلان منه لأنه لا يسأل عني، لكنه ما زال حبيبي.

 

– في نهاية الحوار، ماذا تود أن تقول؟ هل لديك رسالة معينة تود إرسالها لأحد؟

 

في النهاية، تشرفت جدًا بهذا اللقاء مع أخي وصديقي الإعلامي والصحفي المرموق عثمان الشلاش. أوجه تحياتي وأطيب أمنياتي لنادي الرائد، وتحية خاصة للجمهور الحبيب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com