كشف مهاجم نادي الاتحاد السابق عبد الله فوال أن احد الحكام طلب منه أن يسقط في منطقة الـ 18 لكي يحتسب له ضربة جزاء طبعا المقطع قديم لكن يتم تداوله في وسائل التواصل الاجتماعي لأغراض مختلفة وأنا هنا أستشهد به فقط لنتحدث عن ضمير الحكم فالفوال لم يذكر اسمه لكن الله يعلمه ولا شك أن ضميره يؤنبه وخصمه ينتظره وهذه قد تكون حالات نادرة إلا أنها موجودة.
ومع أن النوايا لا يعلم بها إلا الله فإنه يتطلب من الجهة المعنية بالتحكيم الاهتمام بضمير الحكم مثل الاهتمام بمعدل اللياقة البدنية وكلها تصب في مصلحة قراراته التحكيمية من باب تطوير جوانبه الشخصية فمن المفترض إقامة دورات لجميع الحكام لتقوية الرقيب الذاتي والحرص على العدل وإعطاء كل ذي حق حقه كما يتطلب تطوير الحكام في الجوانب الشخصية كسرعة البديهة وقوة الملاحظة ليصبح ذا عين ثاقبة في تقدير الحالات التحكيمية.
الكل يتفق على أن أخطاء الحكم جزء من اللعبة فهو يجتهد في تطبيق القانون ولا يلام المرء بعد اجتهاده لأن هناك حالات تحكيمية معقدة حتى خبراء التحكيم يحتاجون لمشاهدتها عدة مرات للبت فيها كما أن قرار حكم الساحة يجب أن يكون عاجلا ويحتسب في ثوان معدودة فإن خانه التقدير أو كانت الرؤية غير واضحة فهو بشكل عام يعذر ومن هذا الباب لابد أن نحسن الظن في الحكم ولا ندخل في نيته وأخطائه تحسب على ضعف مستواه وليس على سوء نيته فالنوايا لا يعلم بها إلا الله عز وجل ولا يستطيع احد أن يجزم أن كان متعمدا أو مجتهدا.
عموما … صاحب الضمير الحي لا يعني أنه بلا أخطاء والأخطاء التحكيمية هي جزء من اللعبة وأفضل الحكام أقلهم أخطأ.
