مقالات رأي

يحيى العمودي يكتب “ليش ننسحب ؟!!”

 

 

لعقود من الزمن ، كان العرب قد اتخذوا منهجاً صارماً وقاطعاً لا نقاش فيه بالانسحاب من أي مواجهة رياضية ضد أي خصم يمثل الكيان المحتل في أي لعبة دون النظر لحجم التظاهرة والمحفل ومقدار أهميته وعالميته ودون النظر حتى لإمكانيات الرياضي العربي وماقد يحمله من نقاط قوة تمكنه من التغلب على هذا الخصم وعلى غيره والتأهل بعيداً في المحافل العالمية بل وصل الحال إلى قطع طريق مواهب عظيمة كانت ستشق طريقها نحو الذهب الذي ستطوق به عنقها وعنق وطنها .

هذه الانسحابات خلقت في أذهاننا على مر العصور صورة صغيرة جامدة لايمكن تغييرها عن الرياضة و أهمية تحقيق بطولاتها بمقابل إهداء الخصم هدية مغلفة بمنديل بفوز (غير مستحق) وعلى البارد !!

الرياضة فوز وخسارة ، والالتزام بالروح الرياضية في مواجهة خصم من الكيان المحتل لا يعني بالضرورة إغفال القضية الفلسطينية، فلطالما كانت ومازالت وستظل فلسطين و القدس نصب أعيننا ، لكن قرار الانسحاب يؤثر سلباً على تاريخ اللاعب ووطنه في التصنيف العالمي ولن يحل من القضية سطراً سوى تسجيل موقف في صفحات التاريخ .

والسؤال هنا ، لماذا يكون الانسحاب موضوعاً على طاولة النقاش حين يكون هناك أمل كبير بتحقيق الانتصار ؟! فالفوز والانتصار على خصم من بلد كما هو مذكور أعلاه هو بمثابة انتصارين ، انتصار رياضي مادي و آخر أخلاقي معنوي

تماماً كما فعلت البطلة دنيا أبو طالب لاعبة التايكوندو فئة وزن أقل من 49 كجم حاملة ذهبية (آسيا) و برونزية (العالم) في إقصائها وفوزها الكبير على لاعبة الكيان المحتل ابيشاج سيمبيرج صاحبة برونزية أولمبياد طوكيو 2020 ودنيا في أول مشاركة أولمبية لها ، و الجميل في الأمر أن دنيا لم تحتفل بفوزها ، بل طالبت الحاضرين من مسؤولين ومحبين سعوديين بالهدوء والتريث ، فهي تعلم يقيناً أنها تملك الكثير من القوة بداخلها وأن الطموح ليس فقط إثبات خطأ الانسحاب وتخطي حاملة البرونز وطرق أبواب ربع النهائي

بل الهدف واضح ، الميدالية الذهبية وتتويج المجهود والعمل الكبير الذي يتم خلف الكواليس حتى وإن لم تحضر في هذه الأولمبياد فحتماً ستخضع الذهبية في المحافل القادمة بمشيئة الله .

دنيا بفوزها تثبت لنفسها ولوطنها ولأهلها وللعرب جميعاً ، أن الانسحاب لا نفع فيه ولا فائدة ، و أن الوقوف بقوة والإصرار على الحق المشروع وهو الفوز وعدم إعطائه للخصم بكل أريحية هو الأهم ، وطالما احنا قدها ،، فلنؤمن بقدرات أبطالنا ، وفالهم الذهب .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com