أثير السادة يكتب”كيف يمكن لاتحاد اليد أن يكافئ التريكي”
وهو يقف اليوم على قمة الأداء وقمة الإنجازات، يبدو سؤال المستقبل بالنسبة للجناح الشاب حسن التريكي ملحاً أكثر من أي وقت مضى، الشاب الذي ساهم مع فريقه المحلي نادي الخليج في تحقيق الكثير من الألقاب، وحظي بالتتويج ضمن أفضل تشكيلة عن مشاركته الأخيرة في البطولة الأسيوية للأندية ، يفترض بأنه قد أكمل مقررات كرة اليد، و وعودها الجميلة، وهو للتو يكمل العشرين من عمره، جمع الكؤوس والميداليات سواءاً مع ناديه أو مع المنتخب السعودي الذي ظل يشارك في صفوف الشباب والكبار منه على حد سواء.
ماذا ينتظر التريكي اليوم، أي طموح آخر يصبو إليه بعد كل هذه النجاحات..هذا السؤال يأخذنا إلى التفكير بجدية في الاهتمام بتجربة التريكي ودفعها خارج الحدود المحلية، أن يلتفت الاتحاد السعودي إلى إمكانات التريكي ومواهبه، ويفكر بجدية في تنفيذ مشروع يقدم لنا نماذج سعودية ناجحة للاحتراف خارج البلاد، تبدأ من التريكي ولا تنتهي عنده، نماذج تضمن للمواهب المحلية مسارا تطويريا عالميا، وتمنح المنتخبات الوطنية لاعبين ذوي خبرة وتجربة عالمية، وفي هذا توسيع لوضعية الاحتراف المحلي، وتحويل صورة المشهد من مجرد استيراد المحترفين إلى تصديرهم.
التريكي اليوم نموذج واضح على قدرة اللاعب السعودي على بلوغ مستوى النخبة الرياضية في لعبة كرة اليد، وتحقيق إنجازات قارية في مراحل مبكرة من العمر، وهو لا يزال يزاول اللعبة بدافع الاستمتاع والرغبة في تقديم أفضل المستويات، ومالم تكن هنالك خطط تطويرية لانتاج لاعبين محترفين بالمعنى الدقيق، سيبقى الهامش المتاح لمسيرة الرياضي السعودي في كرة اليد ضيقا على الدوام، ومنحصرا بما تتيحه الأندية المحلية من فرص ومشاركات محلية وخارجية.
إذا كان الجهاز الإدراي والفني في اتحاد كرة اليد يريد لهذه الرياضة أن تذهب بعيدا في انجازاتها، فالواجب أن تكون هنالك رؤية تفصيلية لمستقبل المحترفيين السعوديين، وإطلاق حزمة مبادرات لتقديم لاعبيين محليين للدوريات الإقليمية والدولية، تتيح للاعب السعودي فرصة الحصول على دورات تدريبية عالية، والمشاركة في دوريات وبطولات مشهورة على مستوى المنطقة والعالم، والالتحلاق ببرامج إعارة دورية بالتعاون مع الأندية البارزة عالميا، وهذا يحتاج الكثير من العمل لتذليل الصعوبات المادية والاجتماعية والتنظيمية التي تحول عادة دون انخراط اللاعب المحلي في تجارب احتراف خارجية.
لا ينبغي أن يكون الحلم بالمشاركة في الدوريات العالمية هدفا مستحيلا، ومطلبا بعيدا للاعب المحلي، إذا ما أوجدنا السبل والآليات الكفيلة بتحويل تلك الأحلام إلى حقيقة، تجربة واحدة ناجحة كفيلة بأن تفتح الباب على مصراعيه لجيل كامل يحلم بأن يترجم تطلعاته على مستوى الرياضي إلى أرقام عالمية، فإذا كنا اليوم نفاخر بترتيب منتخباتنا وأنديتنا على مستوى القارة، فعلينا العمل لأجل أن نجعل من لاعبينا على قائمة أفضل اللاعبين في عالم كرة اليد، وأن نبدأ من اليوم بتغيير المعادلة، وتحويل اتجاه الهجرة للمواهب المحلية باتجاه الخارج، طالما كان هنالك الطموح والرغبة والجدية وقبل ذلك الموهبة.