الكأس – حسن آل قريش
تعد حفلات افتتاح بطولات كأس الخليج العربي لكرة القدم من أبرز الأحداث التي شكلت طابعًا فريدًا للبطولة على مدار تاريخها. المؤرخ الكويتي حسين البلوشي، الذي عايش العديد من النسخ، يستعيد في حديثه لصحيفة الكأس في الحلقة الخامسة ذكريات لحظات مميزة وطرائف حفرت في ذاكرة الجماهير والرياضة الخليجية.
1976.. حفل افتتاح رمزي في الدوحة
أشار البلوشي إلى أن دورة كأس الخليج الرابعة التي أقيمت في الدوحة عام 1976 تميزت بحفل افتتاح استثنائي. حيث اعتمد المنظمون على مجسم للمسجد الأقصى كرمز تضامني مع القضية الفلسطينية، وهو ما أدهش الحضور وأبرز البعد العربي والإسلامي للبطولة. كان هذا الحفل من أوائل الافتتاحات التي اهتمت بالمظهر البصري والرسائل الرمزية، ما شكّل نقلة نوعية في مستوى حفلات افتتاح البطولة.
1979.. إدخال الفن في الافتتاح
في النسخة التي استضافتها بغداد عام 1979، شهدت البطولة تطورًا مختلفًا في حفل الافتتاح. للمرة الأولى، تم تقديم عرض غنائي مباشر داخل الملعب حيث شارك الفنان سعدون جابر بأغنية مستوحاة من أجواء البطولة والجماهير. الأغنية حققت انتشارًا واسعًا، وكانت مفاجأة للجمهور الذي لم يعتد على مشاركة فنانين في مثل هذه المناسبات.
1988.. “فوق هام السحب” تسرق الأضواء
أصبحت نسخة 1988 التي أقيمت في السعودية من أكثر البطولات تميزًا بفضل الجهود المبذولة في حفل الافتتاح. أوضح البلوشي أن الأمير فيصل بن فهد، الذي كان مشرفًا على البطولة، اختار أن تكون أغنية “فوق هام السحب” للمطرب محمد عبده مفاجأة الحفل. على الرغم من أن الأغنية كانت مكتوبة عام 1987، إلا أنه طلب تأجيل بثها في الإعلام حتى يتم تقديمها لأول مرة في افتتاح البطولة. الأغنية لا تزال رمزًا خالدًا لتلك النسخة، ويذكرها الجمهور حتى يومنا هذا.
1990.. إبداع كويتي في كتابة كلمات الأغاني
تميزت نسخة 1990 التي استضافتها الكويت بمشاركة مميزة لرئيس الاتحاد الكويتي لكرة القدم آنذاك، الشيخ فهد الأحمد الصباح، الذي كتب بنفسه كلمات أغنية حفل الافتتاح. أثار هذا الحدث دهشة وإعجاب الحضور، حيث لم يكن مألوفًا أن يقوم رئيس اتحاد رياضي بدور إبداعي في مثل هذه المناسبات. الأغنية لاقت صدى واسعًا وعبرت عن روح البطولة الخليجية والتلاحم بين شعوب المنطقة.
1994.. استخدام طائرة الهليكوبتر لأول مرة
شهد حفل افتتاح بطولة 1994 في الإمارات حدثًا جديدًا وغير تقليدي، حيث تم استخدام طائرة هليكوبتر كجزء من العروض، في مشهد أضفى طابعًا مميزًا على الحفل. وصف البلوشي ذلك بالخطوة الجريئة، حيث كان بمثابة تجربة تكنولوجية تم استخدامها لاحقًا في كأس آسيا 1996 بنفس الأسلوب. الحفل حمل عنوان “حلم الصحراء”، ولاقى إعجاب الحضور لتجسيده ملامح الثقافة الخليجية والحداثة في آن واحد.
2017.. تكريم الراحل عبدالكريم عبدالقادر
في النسخة التي استضافتها الكويت عام 2017، شارك العديد من الفنانين في حفل الافتتاح، من بينهم الراحل عبدالكريم عبدالقادر الذي قدم واحدة من أغانيه الشهيرة وسط أجواء مؤثرة. أكد البلوشي أن تلك النسخة كانت واحدة من أكثر النسخ تميزًا، حيث جمعت بين الاحتفاء بالتراث الخليجي والتقنيات الحديثة في العروض.
طرائف افتتاح بطولات كأس الخليج
لم تخل البطولات من الطرائف التي شكلت جانبًا آخر من الذكريات. في نسخة 1976 بالدوحة، شهدت مباراة العراق وعمان ارتباكًا في أرقام اللاعبين، حيث ارتدى حارس مرمى عمان قميصًا أخضر مشابهًا لزي المنتخب العراقي، مما دفع مراقب المباراة إلى الطلب بتغيير اللون. اضطر الحارس إلى ارتداء قميص أصفر بدون رقم، مما أثار استغراب الجماهير.
تكرر الموقف في نفس النسخة مع حارس مرمى الإمارات، الذي ارتدى قميصًا سماويًا بدون رقم، ما دفع الاتحاد الخليجي إلى التشديد على الالتزام باللوائح الفنية للزي في البطولات اللاحقة. أصبحت هذه الحادثة بداية لتطوير القوانين الخاصة بالأزياء في البطولات الخليجية.
الافتتاحات الأبرز في تاريخ البطولة
اختتم البلوشي حديثه بالتأكيد على أن حفلي افتتاح نسختي 1988 في السعودية و2017 في الكويت ما زالا يحتلان مكانة خاصة في قلوب الجماهير، لما قدماه من عروض متكاملة جمعت بين الفن والإبداع والتنظيم الدقيق. مشيرًا إلى أن حفلات الافتتاح تعد جزءًا لا يتجزأ من هوية بطولة كأس الخليج، حيث تساهم في تعزيز الترابط الثقافي والرياضي بين دول المنطقة.
