حسن آل قريش يكتب “أين روح المنتخب؟”
هل هو التشبع وشعور اللاعبين بأنهم وصلوا إلى أعلى طموح، أم حالة من الرخاء المادي والتنعم بالمكاسب المحققة من العقود الكبيرة؟
أم هي حالة من الركود الفني أصابت منتخبنا الوطني ولاعبينا الذين كانوا مضرب مثلٍ في الحماس والعطاء؟
تردد ذلك في فكري وأنا أشاهد لاعبينا ينتزعون فوزًا صعبًا من اليمن في الوقت بدل الضائع. أي مقارنة بين نجومنا ونجومهم يمكن أن تعطي لاعبينا حق التميز؟!
دورينا الأغلى والأعلى، وعقود لاعبينا الأكبر، والحوافز الأفضل، أمام منتخب لاعبيه مشتتون ودوريهم بالكاد ينتهي، وأغلب الملاعب في اليمن غير جاهزة. بعض اللاعبين لا يلتقون سوى في معسكرات المنتخب، ومع ذلك وقفوا موقف الند للند أمام نجوم الملايين.
لاعبونا لا يحتاجون إلى تحفيز مادي، فهذه مسألة منتهية، والله يزيد ويبارك لهم ولدولتنا التي لم تقصر.
نجومنا بحاجة إلى جرعة حماس، وانتفاضة مستوى، وإحساس بأن هذا المنتخب هو “برازيل العرب وآسيا”، ولا يمكن أن يبقى بعيدًا عن المنصات، ولا فاقد المستوى ولا قليل العطاء.
كل شيء موفر ومتاح، وتبقى الروح الوثابة هي المطلوبة لمنتخب يمثل حلم 34 مليون سعودي، ليحقق منجزات هيأت للاعبيه كل الطلبات.
وقفت طويلًا وأنا أقارن بين نجوم اليمن المتألقين وبعض نجومنا ممن قل عطاؤهم وترهل حماسهم. أين الخلل لنعالجه؟
اطلعني أحد الزملاء على تقرير عن اللاعب اليمني الذي راقب نجوم منتخبنا وكان واحدًا من أبرز النجوم، وهو لاعب التلال العدني عمر جولان. أتدرون ماذا يقول التقرير؟ إن دخل هذا اللاعب يصل إلى 100 ريال سعودي، ويعمل بائعًا للسمك صباحًا، وهي مهنة شريفة ومكسب طيب من عمل اليد، وفي المساء يتمرن مع ناديه. وفي خليجي 26، قارع نجوم الملايين.
همسة في أذن نجومنا: أنتم الآن على المحك. الكل ينظر إليكم نظرة النجوم الكبار المرفهين القادمين من أقوى دوري وأفضل جمهور وأحدث المنشآت، ويسعى لتقديم أفضل ما لديه أمامكم. فماذا لديكم لتقدموه لجمهوركم ومسؤوليكم لتستحقوا وصفكم بنجوم أقوى دوري؟
ننتظر منكم ردًا وكلمة بعد هذا الوداع من البطولة الخليجية، نشعر من خلالها بأنكم متميزون.