قلعة “الطويهر” بالسليمي.. موروث حاضر يحاكي ماضيًا عريقًا

الكأس – عثمان الشلاش
تعد قلعة “الطويهر” الأثرية أحد أهم المعالم التاريخية العريقة ذات الطابع العمراني الفريد في محافظة السليمي، الواقعة جنوب مدينة حائل بـ 170 كلم.
وتعود ملكية القلعة إلى عائلة “الطويهر”، وهي إحدى الأسر الكريمة التي تنحدر من ذرية الحمران من قبيلة بني تميم، ويتصف رجالها بمكارم الأخلاق والكرم والجود، وقد أكثر الشعراء في مدحهم والثناء عليهم، ومنهم الشاعر فريح الأحمدي الذي قال:
القلعة اللي بساس العز مبنية
تنبيك عن قدم مبناها وأصالتها
شموخها ثابت ما هي بعادية
منبع رجال قديمة في حضارتها
طواهره من تميم ونارهم حية
مصدر شهامة ومعروفة مروتها
قولة هلا بالمسير طيب مارية
عن المقدَّم تعوضك برحابتها
ومن رجال العائلة البارزين عبدالله بن صالح الطويهر التميمي، المشهور بالكرم والشجاعة، وفيه قال الشاعر بشير النصار:
يا بو صالح علومكم أول وتالي
تطلق الوجه يا ريف الخلاويه
تاريخ القلعة ومعمارها
وعن تاريخ القلعة، أوضح الأستاذ علي بن صالح الطويهر أن تاريخها يعود إلى عام 1232هـ، حين بناها صالح بن علي بن يوسف الطويهر الحمراني التميمي، وهو أحد الرجال المعدودين المعروفين بالكرم ومكارم الأخلاق.
وأضاف الطويهر أن القلعة تتربع في وسط قرية السليمي بأسوارها شاهقة الارتفاع وأبراجها الأربعة المتصلة بها ذات البناء المحكم، وتتألف من ثلاثة أدوار:
الدور الأول: مخصص لاستقبال الضيوف وتقديم واجب الضيافة لهم، حيث يجتمع الرجال لتبادل الآراء والمشورة.
الدور الثاني: مخصص لسكن أسرة مالك القلعة وبعض أقاربه.
الدور الثالث: تم تجهيزه لأغراض المراقبة وحماية المكان من الطامعين والمعتدين.
الترميم والحفاظ على القلعة
وأشار الطويهر إلى أن القلعة كانت تحظى باهتمام ورعاية ملاكها طوال العقود الماضية، مما ساهم في الحفاظ عليها باستثناء بعض الأضرار الطفيفة الناتجة عن عوامل التعرية والمؤثرات المناخية. لكنه أضاف أن القلعة تعرضت في السنوات الأخيرة لأضرار جسيمة أدت إلى سقوط وتداعي بعض أجزائها، مما دفع العائلة إلى ضرورة ترميمها.
وانطلقت أعمال الترميم في عام 1434هـ، حيث تمت إعادة تأسيس جزء منها، شمل تأهيل الدور الأرضي وسطح القلعة على قواعدها الأصلية، لتظل شاهدًا تاريخيًا يربط الحاضر بالماضي.
قلعة الطويهر.. وجهة للزوار والموروث الثقافي
وختم الطويهر حديثه بأن القلعة، بمضيفها ومتحفها، مشرعة للزوار طوال أيام العام، حيث يزورها الضيوف ويلتقي فيها الأهل والأقارب والأصدقاء، يتناولون واجب الضيافة ويتسامرون بأشعار العرب ويتبادلون الأحاديث.
متحف قلعة الطويهر
الجدير بالذكر أن القلعة تضم “متحف قلعة الطويهر”، الذي يقع في الدور العلوي، وقد تم افتتاحه في 14 شعبان 1444هـ. يضم المتحف قطعًا أثرية مستمدة من مقتنيات القلعة القديمة، تشمل أدوات المجلس وأدوات القهوة والبيت العربي، بالإضافة إلى وثائق ومخطوطات وكتب قديمة تعكس أصالة وتاريخ القلعة.