الكأس – سعود العتيبي
عاد الفريق الأول لكرة القدم بنادي النجمة إلى سكة الفوز وعزف لحن الانتصارات من جديد، وحقق فوزًا ثمينًا على ضيفه فريق الفيصلي بثلاثية نظيفة في المباراة التي جمعت الفريقين يوم أمس الاثنين على ملعب إدارة التعليم بمحافظة عنيزة بمنطقة القصيم، في انطلاقة منافسات الجولة الـ23 “جولة التأسيس” من دوري الدرجة الأولى للمحترفين السعودي (دوري يلو) للموسم 2024-2025. وخيم التعادل السلبي على مواجهة فريقي الطائي والبكيرية التي أقيمت على أرض ملعب استاد مدينة الأمير مساعد بن عبدالعزيز بحائل.
النجمة والفيصلي
بدأ اللقاء قوياً من أصحاب الأرض والجمهور فريق النجمة، فيما تراجع فريق الفيصلي معتمداً على الهجمات المرتدة. فرض فريق نجمة عنيزة سيطرته على مجريات الأمور خلال الشوط الأول، وهاجم بقوة وأتيحت له أكثر من فرصة خطيرة، لا سيما في ظل تنويع الهجمات سواء من الطرفين أو الاختراق من العمق. في المقابل، اعتمد الفريق الضيف الفيصلي على الجوانب الدفاعية مع شن هجمات مرتدة دون تشكيل خطورة.
وجاء الشوط الأول من المباراة سريعاً في إيقاعه من الطرفين. تقدم الفريق النجماوي بهدف مبكر عند الدقيقة 5 بواسطة لاعبه المحترف الفرنسي بلال عواشيريا، بعد أن وصلته كرة عكسية تخطت المدافعين وسددها مباشرة في المرمى. استمر لاعبو النجمة في الضغط من خلال اللعب السريع والانتشار المنظم في الملعب لفك مفاتيح اللعب الدفاعي الذي اعتمده الفيصلي.
واصل الفريق النجماوي هجومه الكاسح ليتمكن من إضافة الهدف الثاني في الدقيقة 39 من ركلة جزاء تقدم لها المحترف الهولندي سيلا سو ووضعها على يمين حارس الفيصلي، مما منح التقدم لفريقه النجمة. لينتهي الشوط بتقدم نجمة عنيزة بهدفين دون مقابل.
في الشوط الثاني، لم تظهر بوادر للفيصلي تدل على تقليص الفارق، ولم يشن الفريق أي هجمة منسقة للوصول لمرمى النجمة، وظهر الفريق بلا هوية داخل الملعب. واصل الفريق المستضيف أفضليته وسط استسلام تام من لاعبي الفيصلي. وعاد فيصلي المجمعة للتراجع مجدداً ليستغل النجمة ذلك ويحرز الهدف الثالث عن طريق اللاعب أسامة البواردي عند الدقيقة 58، بعد استفادته من كرة عرضية متقنة من سيلا سو.
بعد ذلك، لم تنجح محاولات الفيصلي في تقليص النتيجة. انتهى اللقاء بانتصار نجمة عنيزة بثلاثية نظيفة، حيث استحق الانتصار بعد أداء جيد من الناحية التكتيكية وظهور لاعبيه بحالة فنية ومعنوية عالية.
بهذا الفوز، رفع النجمة رصيده إلى النقطة 40 في المركز الرابع، بينما بقي الفيصلي عند النقطة 21 في المركز الخامس عشر في ترتيب دوري الدرجة الأولى للمحترفين السعودي (دوري يلو).
الطائي والبكيرية
دخل الفريقان المباراة بحذر كبير، حيث بدا الانضباط التكتيكي واضحاً منذ الدقائق الأولى، مع إيقاع لعب متوازن اعتمد فيه كل طرف على تبادل التمريرات ومحاولة استكشاف ثغرات المنافس. حاول أصحاب الأرض فريق الطائي الضغط في بعض الفترات، وكان الأكثر تهديداً لمرمى الضيف البكيرية، بينما ظهر فريق البكيرية منظمًا في التحول بين الهجوم والدفاع لكنه لم يشكل خطورة كبيرة على مرمى المستضيف. وفشل الفريقان في استغلال الفرص التي سنحت لهما لتسجيل أي أهداف، لينتهي الشوط الأول بدون أهداف.
في الشوط الثاني، لم يختلف الحال كثيراً، حيث مضت الدقائق سريعة على الفريقين دون حدوث أي تغيير على مستوى النتيجة. على الرغم من المحاولات المتكررة، إلا أنها لم تكن خطيرة، واستحق الشوط الثاني من المباراة أن يكون شوط الفرص المهدرة، بعدما أهدر لاعبو الفريقين جميع الفرص التي أتيحت لهما أمام المرميين.
جاءت بعد ذلك صافرة النهاية التي أعلنت عن تعادل الفريقين سلبياً. لم تنجح محاولات الفريقين طوال تسعين دقيقة في هز الشباك أو كسر نتيجة التعادل السلبي. حصل كل فريق على نقطة واحدة، وقد جاء التعادل السلبي نتيجة لضعف الأداء من جانب الفريقين، حتى وإن كان فريق الطائي الأكثر خطورة إلا أنها كانت خطورة بدون تهديف.
بهذه النتيجة، رفع فريق الطائي رصيده إلى 38 نقطة في المركز الخامس، كما رفع فريق البكيرية رصيده إلى 31 نقطة في المركز التاسع في ترتيب دوري الدرجة الأولى للمحترفين السعودي (دوري يلو).
فيما أشاد المدرب المصري الكابتن عطية عبد الهادي، القريب جدًا من البيت النجماوي، خلال تصريحات خاصة لصحيفة الكأس، بمدرب الفريق الأول لكرة القدم بنادي النجمة البرتغالي السيد ماريو دا سيلف، مؤكداً أنه مدرب متميز بالانضباط التكتيكي وناجح في عمله بدليل تطور مستوى الفريق. كما أنه رائع في تعامله الجيد مع اللاعبين وتوظيف اللاعبين في الملعب كل في موقعه المناسب، بالإضافة إلى حسن قراءته للمباريات. والنتيجة أن الفريق يحقق نتائج رائعة تحت قيادة البرتغالي في دوري يلو حتى الآن، وسيقود الفريق النجماوي للعودة لدوري الكبار إن شاء الله.
وقال الكابتن عطية: إن الفوز الأخير للفريق يوم أمس الاثنين على فريق الفيصلي بثلاثية نظيفة مفيد وجاء في وقته المناسب للفريق، من أجل مواصلة النتائج الإيجابية والمحافظة دوماً على البقاء في أجواء ومنافسات قمة دوري الدرجة الأولى للمحترفين السعودي دوري يلو.
وعن هوية وملامح الفرق الثلاث التي ستصعد لدوري روشن (دوري الكبار) هذا الموسم، قال المدرب المصري: “بعد تطبيق نظام «PLAY-OFF» حيث يصعد صاحبا المركزين الأول والثاني، بينما تخوض الأندية من الثالث إلى السادس ملحقاً لتحديد المتأهل الثالث، المنافسات ستكون شرسة وما تزال طويلة. الطريق لن يكون معبداً بالورود؛ فالفريق الذي سيحافظ على ثبات مستواه في جميع المباريات كذلك التركيز على التفاصيل الصغيرة سيحقق نتائج إيجابية وبالتالي سيكون الصعود حليفه. الدوري مازال طويلاً، وبطاقة الصعود لروشن مازالت في الملعب. دوري يلو قوي، والتنافس فيه كبير من قِبل جميع الأندية باستثناء الفريق المتصدر لفرق الدوري حتى الآن، فريق نيوم، أحد أقوى المرشحين للصعود لدوري المحترفين السعودي دوري روشن هذا الموسم، الذي يملك كل المقومات الإيجابية للصعود.”
وشدد عطية عبد الهادي على أن حسم بطاقة التأهل للفريق النجماوي يحتاج بذل المزيد من الجهد وتعاون الجميع داخل النادي، وقال: “أنا متفائل هذا الموسم، وهذا التفاؤل نابع من الشكل العام للفريق وتحسن مستوى اللاعبين وروحهم المعنوية العالية التي تتضاعف يوماً بعد الآخر في المباريات. تناغم اللاعبين مع الأجهزة الفنية والإدارية ووجود اللاعب الجاهز يعطي الفريق النجماوي مقومات الصعود.”
وأكد أن النجمة هذا الموسم يمتلك مقومات الصعود، لكنه اشترط الصعود بتكاتف الجميع من إدارة ولاعبين وجهاز فني وإداري وجماهير، وقال: “الفريق النجماوي قادر على العودة إلى مكانه الطبيعي دوري الكبار، خاصة وأن الوقت قد حان لتوديع دوري الدرجة الأولى (دوري يلو) هذا الموسم. سيكون مهر الصعود لدوري روشن السعودي للمحترفين غالياً، ونادي النجمة قادر على دفعه. وكل ما نتمناه هو التوفيق والنجاح له، وأن يحقق فريق نجمة عنيزة أهدافه القادمة وطموحات جماهيره الكبيرة العاشقة، بإذن الله. وأنا أحدهم.”
