قبل التردّي… بصيص أمل لـ”رائد التحدي”

الكأس – محمد الخليفة
أوفى ديربي القصيم بين الرائد والتعاون بكل الوعود، فخرج بمستوى يليق بسمعة ناديين عريقين قدّما أداءً كبيراً وروحاً رياضية عالية، رغم أهمية اللقاء البالغة وحساسيته، حيث مثل مفترق طرق لقطب بريدة الأحمر.
ما لفت الأنظار في المواجهة القوية، التي حفلت بسبعة أهداف جميلة، هو المستوى المتطور والأداء القوي الذي قدمه الرائد. فالفريق، الذي يعد أقرب الهابطين، كان نداً قوياً لمنافسه القادم من مغامرة آسيوية ومكتمل الصفوف، وكان قريباً من إدراك التعادل لولا ضياع الفرص الكثيرة، خاصة الهجمة “المارادونية” لنجم الديربي أمير سعيود التي صدها القائم ثم العارضة، وكادت أن تكون هدف الموسم. سجل الرائد ثلاثة أهداف وسعى بقوة للتعادل لكنه لم يدركه.
ومع تبقي 5 جولات فقط (15 نقطة)، بات وضع الرائد صعباً، إلا إذا حدثت مفاجآت في المباريات القادمة وخدمته نتائج الفرق المنافسة على الهبوط.
فهل تنجح إدارة فهد المطوع، ومحبو الرائد في إنقاذ الفريق من هذا الوضع الصعب والابتعاد عن شبح الهبوط، والظفر بمركز آمن؟
نظرياً، الوضع يبدو أشد صعوبة مما يتصوره البعض. الفوز في الجولات الخمس المتبقية لا يضمن للرائد البقاء، إلا إذا خدمته نتائج خصومه المباشرين على الهبوط، وهم: الرياض، الخليج، ضمك، الخلود، الفتح، الفيحاء، الأخدود، الوحدة. تتفاوت حظوظ هذه الفرق، لكن جميعها ستلعب مباريات حاسمة للبقاء، مما يعطي بصيص أمل لـ”رائد التحدي”.
بريدة قد تخسر تميزها
إذا كنا قد أشدنا بما قدمه التعاون هذا الموسم محلياً وخارجياً، فإن “رائد التحدي” يستحق وقفة تقدير على ما قدمه، رغم وجوده في قاع الترتيب. فقد كان الفريق رمزاً من رموز دوري المحترفين طوال تاريخه منذ انطلاقه موسم 2008-2009، وهو واحد من خمسة فرق لم تهبط منذ صعودها، بجانب الهلال، الاتحاد، الشباب.
هذا التميز قد يُفقد هذا الموسم، لتخسر كرة القصيم تميزاً خاصاً، إذ إن الأندية الباقية في الدوري تنتمي فقط إلى ثلاث مدن: ثلاث فرق من الرياض، نادٍ من جدة، ونادٍ من بريدة.
نادي الرائد، القادم من بريدة، صال وجال في مسابقات الدوري بمختلف مسمياته (الدوري الممتاز، دوري زين، دوري جميل، دوري الأمير محمد بن سلمان، دوري روشن). لكنه وضع نفسه في مأزق صعب بسبب سلسلة خسائر في الدور الثاني، ولم يتحسن الأداء سوى في الجولات الأخيرة بفوز كبير على العروبة، وهو الأول له منذ 56 يوماً من آخر فوز على الرياض (3-1) بتاريخ 20 فبراير.
كيف وصل الرائد إلى هذا الوضع؟
من الإنصاف الإشارة إلى الظروف التي أحاطت بالرائد وأدت إلى تراجعه. الفريق سار على مشوار متقلب، يتحمل مسؤوليته الجهاز الفني، الإدارة، واللاعبون، كما لعبت الظروف دوراً مؤثراً.
رغم تألقه في كأس الملك، التي بلغ فيها نصف النهائي لأول مرة وخسر بصعوبة أمام القادسية بهدف خارج أرضه، إلا أن وضعه في الدوري كان متذبذباً.
بداية موسم بلا صفقات أجنبية
بدأ الرائد موسمه دون صفقات أجنبية مؤثرة، مكتفياً بالمجموعة السابقة، وتعاقد فقط مع زكريا هوساوي وصالح العمري، وقدما أداءً جيداً، لكن هوساوي تعرض لإصابة قوية في لقاء النصر (كسر في الوجه)، ثم غاب لاحقاً لإيقافه بعد اشتباكه مع أحد المشجعين في لقاء الوحدة.
ثلاث صفقات شتوية
تعاقدت الإدارة شتوياً مع السيراليوني موسى توراي، الليبيري سلمون ميداس، والجزائري يسري بوزوق. لكن الفريق استفاد فقط من يسري بوزوق.
إصابة فوزير
تعرض قائد الفريق محمد فوزير لإصابة في الجولة الثامنة أمام الفتح، بعدما سجل وصنع 5 أهداف. غيابه ترك أثراً سلبياً واضحاً، إذ كان الرائد حينها يحتل المركز السابع.
تراجع الفريق بين الدورين
الرائد أنهى الدور الأول في المركز 15، لكنه لم يكن مهدداً بالهبوط المباشر. ومع بداية الدور الثاني، تراجعت نتائجه حتى استقر في المركز 18، رغم فوزه الكبير على العروبة (4-0)، وخسارته الصعبة أمام التعاون (3-4).
المباريات المتبقية للرائد:
1. الهلال (في بريدة)
2. ضمك (في أبها)
3. الاتحاد (في بريدة)
4. الأخدود (في نجران)
5. الخلود (في بريدة)