يحيى العمودي يكتب:” يا إتي ما شاء الله”

بكل التواضع الذي يبسط أرضه، تجده ينثر إبداعه في الملعب، بكل البساطة التي تراها في ابتسامته، تجد بين يديه (دوري وكأس)، بكل الأدب الذي يملأ وجنتيه، تجده حاضرًا بجماهيره في كل مدرجات (المملكة)، ومن بساطته وتواضعه ولطفه يخشى الحسد والعين ويردد: يا إتي ما شاء الله.
موسم استثنائي قدمه الاتحاديون إدارة وجهازًا فنيًا ولاعبين وجماهير بكل ما تحمله الكلمة من معنى؛ فالإدارة (المشعبية) التي انتُقدت (بالمشعاب) أول الموسم، ولوران بلان الذي كان وما زال محل ملامة وشك وقلة اقتناع بقناعاته و(بلانه)، وبعض اللاعبين الذين بدؤوا الموسم تحت صيحات الاستهجان، بل إن بعضهم لم يكن باللاعب السوبر، فلا رايكوفيتش كان حاملًا (القفاز الذهبي) ولا كان لدى عوار السيف (الحسام)، وبيرجوين الذي أول من انقلب عليه ابن جلدته كومان مدرب منتخب بلاده!! الكل تغيّر تدريجيًا حتى وصل إلى نقطة اللاعودة، ثم بدؤوا يعتلون مستوى الرضا حتى تموضعوا في قمة هرم النجاح تمامًا كما تتخيلها عزيزي القارئ، فأصبح الرئيس لؤي مشعبي رئيسًا (ذهبيًا) في موسم (واحد)، وبلان و(بدون Plan) حقق الثنائية، وأولئك اللاعبون، صاروا اليوم نجومًا ينزفون عرقهم ودمهم تضحية من أجل الاتحاد وجماهيره، ومن خلفهم وبجوارهم جمهور ساحر عاشق، مساهم ممتع، قام بالاحتفاء بهم و(زفهم) زفافًا مُجملًا مُبجلًا كل أسبوع حتى أغلقوا ملفات جميع خصومهم (من شرقها لغربها)، من جارهم (النخبوي) إلى (كبار الرياض)، مرورًا بباقي الأندية وختامًا بقادسية الخبر، ولو أن هناك نهائيًا آخر بعد كأس الملك لكتبوه من نصيبهم غير آبهين بالخصم الذي أمامهم، ويا إتي ما شاء الله.
أضواء متفرقة:
هل هناك من كلمات مديح لم تُقَل بعد لجماهير الاتحاد؟ ما قدموه لإثراء الساحة الرياضية المحلية والعربية والعالمية بإبداعهم المميز في التشجيع المتواصل وتألقهم الجمعة بأجمل العبارات الخالدة لأجمل إطلالة أطلّها علينا (الملهم)، كان وما زال له تأثير مباشر على إنجاح (الاستثمار في المنتج الرياضي)، وحق لهم أن يفخروا بإشادة ومدح الجميع لهم.
وانتهى الموسم (في الملاعب)، ولم تنتهِ فصول شكاواه وقضاياه (في المكاتب)، فنقاط النصر أتت ليلة حسم الدوري، وربما نصحو غدًا على نقاط جديدة للوحدة تقلب ميزان الهابطين رأسًا على عقب، ونضرب الأيادي كفًا بكف عجبًا واستغرابًا من هذا التأخير.
يا يسله بطل آسيا، وبلان بطل الثنائية، والاثنان يجمعهما عدم اقتناع الكثير بهما، لكن الآن من الخطأ والحماقة بمكان أن تتم إقالتهما، فالصواب هو إعطاؤهما مساحة كافية ورقابة صارمة على إعداد صيفي مهم جدًا سيرسم خارطة طريق الموسم المقبل، خصوصًا مع ازدحام الروزنامة الرياضية لكليهما، وبزوغ نجوم منافسين آخرين لن يكونوا غدًا كما كانوا عليه بالأمس.
كيف نجح بنزيما من ثاني موسم، وفشل رونالدو للموسم الثالث تواليًا؟ على الرغم من (الحظوة) البالغة الفارقة التي كسبها الدون، فقط انظر وتأمل في (العقلية القيادية) و(القيادة الإدارية) لهما ولمن خلفهما من إدارتي الناديين.