مقالات رأي

ترياء البنا تكتب:”فرصة العمر”

 

 

يتسارع الوقت ويقترب الموعد المنتظر رويدا رويدا للموقعة التاريخية بين منتخبنا الوطني وشقيقه الأردني مساء بعد غد بملعب مجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر، ضمن الجولة التاسعة وقبل الأخيرة من مواجهات المرحلة الثالثة والحاسمة للتصفيات الآسيوية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم، وهي كما ذكرت وأعني المعنى الحرفي للكلمة مباراة تاريخية، لأن الفوز بها ربما مع خدمة من الغير، يعني وضع قدم في تأهل تاريخي أول للمونديال العالمي.

 

بالنظر إلى ترتيب المجموعة وحساباتها المعقدة بين المنتخبات العربية الثلاثة صاحبة الحظوظ، فالنشامى يمتلكون ثلاث عشرة نقطة، وأسود الرافدين يمتلكون اثنتي عشرة نقطة، ونحن لدينا عشر نقاط، لذلك ربما تكشف الجولة التاسعة بعضا من ملامح المتأهلين الاثنين من المجموعة، ورغم أن المنتخب الكوري (صاحب الست عشرة نقطة) يحتاج أية نتيجة إيجابية لحسم بطاقة التأهل إلا أن المنتخب العراقي تحت قيادة المخضرم جراهام أرنولد في أول اختبار رسمي له، لن يكون صيدا سهلا أمام الشمشون الكوري، إلا أننا نتمنى أن تكون النتيجة في صالح أحمرنا الذي لن ننسى أبدا -مهما حاولنا- تفريطه في نقاط مواجهتي العراق بهذه المرحلة ومواجهة الأردن السابقة، ولكننا الآن لسنا بصدد الالتفات للوراء والتحسر على ما فقدناه.

 

مواجهة الأردن لن تكون سهلة، وهي ليست صعبة إذا ما نجحنا في فرض شخصيتنا على أرضية الملعب وهو الأمر البديهي ونحن نلعب على أرضنا وبين جماهيرنا، على اللاعبين أن يكونوا في قمة تركيزهم وخاصة المدافعين لأن خط دفاعنا في هذا اللقاء سيكون صاحب الكلمة في النتيجة فلا مجال لأية هفوة أو اندفاع غير محسوب يكلفنا ضياع حلم بات وشيكا أكثر من أي وقت مضى.

 

بالطبع الضغط الأكبر يرضخ تحت وطأته رشيد جابر، الذي أصبح يحمل آمال وطموحات الجماهير العمانية إلى جانب طموحه هو الآخر بإثبات ذاته وقيمة المدرب الوطني الذي ظلم لعقود، وأصبح أمام مائة وثمانين دقيقة حاسمة في مشواره التدريبي، والتي إذا حقق خلالها ست نقاط ستعتبره الجماهير الأعظم على مر تاريخ الكرة العمانية، وإذا- لا قدر الله- حدث العكس فسيلقي الجميع جام غضبهم عليه ويحملونه المسؤولية، -كما هي العادة دائما-، رغم أن الرجل وإحقاقا للحق تولى المسؤولية في وقت صعب جدا وبكل شجاعة، لذلك عليه أن يضع خبرات السنين في هذه المباراة وأن يبث في اللاعبين ثقته بهم وبأنفسهم ليكونوا خلال المباراة أصحاب الفعل وليس ردة الفعل.

 

ورغم غياب إبراهيم المخيني الحارس الأساسي إلا أنني أرى حراسة الأحمر بخير بتواجد الأخطبوط فايز الرشيدي، والذي سيكون أحد أهم العوامل الرئيسية في نتيجة اللقاء، إذا حالفه الحظ، خاصة وأن الرشيدي يجيد التعامل كقائد داخل أرضية الملعب، إلى جانب نجومنا الذين نتوقع منهم حسم الفوز في هذه المباراة لتكون أجمل عيدية للجماهير الوفية التي مهما تغيرت المعطيات ومهما تراجع وانطفأ الجميع تظل العامل الثابت المضيء في كل خطوة يخطوها الأحمر مهما كانت ظروفه.

 

بعد غد نحن أمام فرصة العمر لكتابة تاريخ جديد سينقل الكرة العمانية إلى إطار آخر وسط الكبار، ويسجل أسماء هذا الجيل بحروف من نور، فإذا تحقق حلم التأهل الأول ستظل هذه الأسماء خالدة مهما تحققت بعد ذلك الإنجازات، وإلم يقدر ذلك فسوف ننتظر كثيرا جدا لإعادة الكرة مرة أخرى، لذا فعلى اللاعبين تحمل مسؤولياتهم داخل الملعب دون أي تهاون، لأنهم سيكونون أصحاب القرار، كل التوفيق للأحمر وكل التحية والتقدير للجمهور الوفي الذي دائما يكون في الموعد ويتحمل كل المتاعب ليؤازر منتخبه الوطني بآمال وطموحات وتوقعات لا متناهية، والذي دائما يرسم اللوحة الأجمل في أصعب وأدق الأوقات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com