مقالات رأي

حسن السلطان يكتب :”ديربي العاصمة في ميشيغن”

 

 

الخطوة التي تنوي رابطة الأندية الإسبانية القيام بها بإقامة مباراة برشلونة وفياريال على أراضي الولايات المتحدة الأمريكية، وتحديدًا في ميامي، تمثل نقلة نوعية في تسويق الدوري الإسباني عالميًا مع عدم الحاجة لذلك ربما، الفكرة حصلت على موافقة الاتحاد الإسباني والأندية المعنية، ولم يتبق سوى الضوء الأخضر من الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”.
ورغم ما يبدو من فوائد تسويقية ضخمة، إلا أن هذه الخطوة لم تلقَ ترحيبًا كاملًا، خصوصًا من نادي ريال مدريد الذي أصدر بيانًا رسميًا يرفض فيها الفكرة، بحجة أنها تخلّ بمبدأ عدالة المنافسة.
و أعتقد بالتحديد أن بيريز يرى أن ملعب “السراميكا” الخاص بفياريال يُعد من أصعب الملاعب على برشلونة وريال مدريد، ونقل المباراة إلى ميامي سيمنح برشلونة أفضلية إضافية، حيث سيتحول اللقاء إلى ما يشبه مباراة بيتية ثانية للفريق الكتالوني نظرًا لهيمنة جمهوره على المدرجات، بعيدًا عن هذه المبررات المعلنة، قد تكون هناك أسباب أخرى غير معلنة تقف خلف موقف ريال مدريد.
هنا، يمكن القول إن هذه الفكرة الإسبانية قد تلهم دورينا المحلي، فإذا نجحت رابطة الدوري الإسباني في الحصول على موافقة الفيفا، فإننا أمام فرصة تاريخية لنقل دربي العاصمة بين الهلال والنصر إلى الولايات المتحدة، وبالتحديد إلى ولاية ميشيغن، في مدينة آن آربر التي تحتضن ملعبًا يتسع لنحو 100 ألف متفرج.
هذه الخطوة لن تكون مجرد حدث كروي، بل حملة تسويقية عالمية ضخمة للدوري السعودي بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.
ما يميز ولاية ميشيغن أنها تضم واحدة من أكبر الجاليات العربية في أمريكا، خاصة في مدينتي ديربورن وهامترامك، حيث الطابع العربي حاضر بقوة في الحياة اليومية، و للهلال و النصر جمهور كبير في وسط الجالية العربية، أما مدينة آن آربر، التي تحتضن الملعب، فهي أمريكية الطابع لكنها قريبة جدًا من هذه المناطق، مما يضمن حضورًا جماهيريًا ضخمًا وتفاعلًا غير مسبوق.
ولي تجربة سابقة فقد حضرت مباراة ودية بين نابولي وبرشلونة على هذا الملعب، ورغم غياب ميسي حينها، تجاوز الحضور الجماهيري حاجز الـ70 ألف متفرج.

تعزيز حضور الأندية السعودية في السوق الأمريكية هو استثمار ذهبي، و مشاركة الهلال المشرفة في كأس العالم للأندية يجب أن تكون بداية لمشروع أكبر، فيما يملك النصر ورقة تسويقية لا تُقدّر بثمن متمثلة في النجم كريستيانو رونالدو، الذي يحظى بشعبية طاغية في أمريكا تفوق شعبية ميسي رغم لعب الأخير في الدوري الأمريكي.

في النهاية، ورغم أن الدوري الإسباني يحاول منذ سنوات تطبيق فكرة إقامة المباريات في أمريكا دون أن تكتمل، إلا أن الدوري السعودي قد يجد الطريق أسهل لتنفيذ ذلك، خاصة في ظل الدعم الكبير والتوجه الواضح نحو العالمية، و”دربي العاصمة في ميشيغن” قد يكون الخطوة الأولى نحو مرحلة جديدة، تعزز من قوة الدوري السعودي حتى يصبح ضمن أفضل خمس دوريات عالمية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com